الغد الأردنية 15.1
شبان فلسطينيون: إذا كنت ضد المفاوضات مع إسرائيل "زمر"
وقف شبان فلسطينيون رغم المطر والبرد القارس صباح أمس عند الاشارة الضوئية على الطريق الرئيسي الملاصق لمقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله ورفعوا لافتة كتب عليها بالازرق "اذا كنت ضد المفاوضات زمر"، أو اطلق بوق سيارتك.
وعلا صوت ابواق المركبات لدى قراءة السائقين اللافتة، وتفاوتت نسبة التفاعل، لكن من شاركوا اثنوا على طرافة الفكرة.
وامتنع أحد السائقين في البدء عن اطلاق بوق مركبته، وفتح نافذة سيارته وقال "يا عمي عالفاضي، هم رايحين رايحين"، الا انه عاد و"زمر" مع ابتسامة عريضة.
وضغط سائق آخر على بوق مركبته لفترة طويلة، تأكيدا منه على تأييده الشديد للشبان في رفضهم للمفاوضات.
وقال الشاب عصمت قزمار لوكالة فرانس برس "هذه الفكرة جاءت لاشراك أكبر عدد من المواطنين معنا في هذه التظاهرة ضد محاولات انطلاق المفاوضات مع إسرائيل، وضد الاجتماعات التي تجرى في الأردن".
واضاف "قررنا كشباب فلسطيني ان نوصل صوتنا والاقتراب الى اقرب نقطة من مقر الرئاسة حيث يتم صناعة القرار الفلسطيني، ونقول لهم لا للعودة الى المفاوضات ومع الالتزام بقرار المجلس المركزي الذي أعلن عدم العودة للمفاوضات الا بوقف الاستيطان".
وأعلن مسؤول فلسطيني كبير الجمعة ان اجتماعا فلسطينيا إسرائيليا سيعقد للمرة الثالثة في عمان السبت لمواصلة الجولات الاستكشافية من اجل استئناف المفاوضات المجمدة منذ ايلول(سبتمبر) 2010.
ورغم الاجواء الماطرة ودرجة حرارة متدنية وصلت الى 3 درجات فوق الصفر صباح السبت، تجمع عشرات الشبان امام مقر الرئيس الفلسطيني في رام الله، وحملوا لافتات استوحوا بعضها من ثورات الربيع العربي، مثل " لقد هرمنا من المفاوضات" و "قرفتونا مفاوضات"، و"والله الشعب مش اهبل".
وكتب على لافتة بالانجليزية "كفى لمحاولات خلق الحلول".
وقالت الشابة اغصان البرغوثي لوكالة فرانس برس " هذ االاعتصام يأتي بتنظيم من مجموعات شبابية فلسطينية ضد اللقاءات التي تجري في الاردن في محاولة لاعادة اطلاق المفاوضات".
واضافت "طالما اسرائيل لا تلتزم بوقف الاستيطان ولا اطلاق سراح الاسرى، فنحن نطالب بوقف هذه المفاوضات، ونطالب القيادة الفلسطينية بوضع استراتيجية واضحة لمواجهة المخططات الإسرائيلية يشارك بها الجميع".
وتنشط مجوعات شبابية فلسطينية، تحت اسم " مجموعات الحراك الشبابي" عبر صفحات التواصل الاجتماعي " فيسبوك"، بهدف تشجيع انخراط الشباب في التعبير عن رايهم على غرار ما يحصل في بلدان الجوار، في مصر وتونس خصوصا.
ونظمت تظاهرة السبت امام مقر الرئاسة حملت اسم "الكرامة الفلسطينية" وشاركت فيها غالبية مجموعات الحراك الشبابي الفلسطيني. وقال الشاب باسل الاعرج "بعد عشرين سنة من المفاوضات دون نتيجة، اعتقد انه صار لزاما على القيادة الفلسطينية العودة للشعب، من اجل تجديد شرعية القيادة لاتخاذ اي قرار".
وجرت محاولات شبابية فلسطينية العام الماضي، عبر فيسبوك للضغط على القيادات الفلسطينية لانهاء حالة الانقسام، الا انها لم تنجح.
وقال المحلل السياسي خليل شاهين لوكالة فرانس برس، والذي شارك في التظاهرة "يبدو ان هناك محاولات شبابية لاحياء الحراك الشبابي في المجتمع الفلسطيني بعد التعثر الذي واجهوه في حزيران(يونيو) الماضي".
واضاف "هذه المحاولات يتم التعبير عنها اما من خلال الحملة الشبابية التي تمارس ضد التطبيع مع إسرائيل، او من خلال الضغط باتجاه عدم عودة المفاوضات دون اسس، مثل وقف الاستيطان وقيام الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967".
واشار شاهين الى ان قوة هذا الحراك " تأتي من سهولة الاتصال بين الشبان الفلسطينيين عبر الانترنت في كافة اماكن تواجدهم داخل وخارج فلسطين، وفي اراضي الـ48".
ولقاء السبت في عمان بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي هو الثالث تحت عنوان "استكشاف" امكانية العودة للمفاوضات قبل السادس والعشرين من هذا الشهر، وهو التاريخ الذي حددته اللجنة الرباعية للطرفين لتقديم وجهات نظرهما ازاء امكانية اطلاق المفاوضات.
وقال نبيل ابو ردينة الناطق باسم الرئيس الفلسطيني لصحيفة "الايام" الفلسطينية السبت "ان تاريخ السادس والعشرين من الشهر الحالي ما يزال مفترق طرق، فاما ان يحصل تقدم من هذه اللقاءات الاستكشافية والا سنكون أمام اتخاذ قرارات".
ومن بين الخيارات التي قد يلجأ اليها الجانب الفلسطيني في حال لم يحصل اختراق في المفاوضات، مواصلة السعي لدى الامم المتحدة للحصول على العضوية الدائمة، ومحاولة الحصول على عضوية في المؤسسات الاممية على غرار ما حصلوا عليه في عضوية اليونسكو، وهو ما تعارضه إسرائيل