الإنسان وأسرار القبلات

رام الله: عند سماع أو قراءة كلمة قبلة،  يحصر الكثير فهمه للقبلة مباشرة في إطار وحيز الشهوة الجنسية المعروفة ؟؟؟ لكن ما سوف تقرؤونه هنا سيكشف عن أعماق أبعد من ذلك بكثير لحقيقة القبلات البشرية وان لها آلاف المعاني الرمزية، وأنه من المستحيل تصنيف القبلة بشيء محدد على الإطلاق .

الأعجب أن القبلات هي نفس القبلات ، عبارة عن ضم الشفتين وملاصقتهما بأي شي ومن ثم فتح الشفتين وإصدار صوت القبلة، هذا باختصار وصف الحركة وكيفية حدوث القبلات، إذاً مادام أن حركة القبلة واحدة عند كل بني آدم وبهذه البساطة ، فكيف يكون لها ألف معنى ؟

وفيما يلي بعض من معانيها...

1- تقبيل الأيدي والأرجل

عند بعض الثقافات تقبيل الإنسان ليده من الجهتين تكون تعبيراً لشكر الله ولكن تقبيل يد الآخرين أو حتى أرجلهم ربما تكون للمذلة وقهر الإنسان إذا أكرهه على فعلها ؟ وربما يقبل الإنسان يد الآخر لنفاق والخضوع من دون أكراه،  وربما تكون بصورة الحنان كما تفعل الأم بتقبيل صغارها مع أيديهم وأرجلهم،  وكذلك تأتي بصورة تقدير الوالدين أو كبار السن مع تقبيل أيديهم وهناك من يقبل أرجل والديه وهذه القبلة ربما تكون أكثر عن المسلمين والهندوس وبعض الثقافات، وكذلك تقبيل الأيادي والأرجل يكون بسبب الاستعطاف وطلب الرحمة من الإنسان المقابل حتى وان لم يطلب ذلك كمحاولة لجلب عاطفته لكي يغفوا أو يسمح في الحالات الإنسانية الحرجة ، وعند بعض الأمم تقبيل يد المرأة من طرف الرجل بشكل عام تعد عند الطبقات المخملية نوع من برتوكولات "الإتيكيت" والاحترام.

2- تقبيل المقدسات

لا يقف التقبيل عند ما ذكرنا فهناك الآلف الصور ومنها،  تقبيل المقدسات كتقبيل الحجر الأسود عند المسلمين وتقبيل المقدسات والصور والأصنام عند الكفار والمشركين وحتى عند الفرق الضالة كمن يقبلون الأضرحة والقبور وما حولها من سياج وهذا غيض من فيض صور التقبيل للمقدسات البشرية بحسب اعتقادات الأمم وثقافاتها وللعلم نحن كما قال الفاروق نقبل الحجر الأسود الكريم لأنه ثبت وتأكد لنا أن النبي قبله مع يقيننا التام أنه تقبيله أو عدمه لا يضر ولا ينفع وأن الأمر كله بيد الله تعالى وإنما هو تقبيل إجلال وإكرام لكعبة الله في البيت الحرام

-  تقبيل الحيوانات

وهذا يمارسه أهل الغرب والشرق ولتقبيل الحيوانات صور لا حصر لها مثل تقبيل الغربيين لقططهم وكلابهم وحتى تقبيل الفئران عند بعض البشر وكذلك يقبل العرب قديماً وحديثاً وغيرهم ما يملكونه من حيوانات كتقبيل أهل الخيل لخيولهم وأهل الإبل أبلهم وأهل المواشي لمواشيهم وفي الهند يقبلون الفيلة وفي بعض الثقافات يقبلون السمك وقت اصطياده وكذلك مروضي الحيوانات المفترسة يقبلون حيواناتهم كالأسد والنمر وحتى الأفاعي والحيات وتقبيل الحيوانات في العروض البحرية كتقبل الدلافين وغيرها وكذلك تقبيل الطيور مثل العصافير والبلابل والحمام وكذلك أهل الصيد بالطيور الجارحة يقبلون صقورهم والكثير من صور تقبيل الحيوانات المختلفة التي يطول ذكرها.

- تقبيل الجبين

تقبيل الجبين يمكن تصنيفه بأنه أسمى القبلات و قبلة الجبين التي تتلقاها أنت حتى بعد موتك ( هي آخر واصدق قبلة تتلقها في الدنيا ) لأن من أعطاك هذه القبلة ( لا يرجئ شي منك إطلاقاً وأنقطع كل أمله منك لأنك ميت ) فهي قبله صادقة تؤكد أنه يحبك حباً عظيم من صميم قلبه ، ويعلم أنه يقبل في هذه اللحظة جسد لا روح فيه وهي كما قلت أسمى قبلة، وهي قبله تدل على التقدير والاحترام خاصة إذا قبل الرجل زوجته مع جبينها أو العكس وفيها قيمة رمزية جليلة ورسالة يوصلها المقبل للجبين الإنسان الذي تم تقبيله بهذا الموضع من جسده حياً كان أو ميت ، ومن أعجب المفارقات أنه في الغالب يقبل الطفل حديث الولادة مع جبينه تحاشياً لنقل أي فيروس معدي له إذا تم تقبيله مع فمه.

- تقبيل البطن

هذه من أقل القبلات حدوث وتأتي على سبيل المزاح مع الأطفال خاصة الصغار جداً من قبل ذويهم وأسرتهم وفي بعض الثقافات البشرية يقبل الرجل بطن زوجته الحامل كرسالة يقدر فيها مشقة حملها الثقيل الذي تقوم وتنام وتمشي به ليل نهار وجنينها يكبر وينموا.

- تقبيل الأماكن الحساسة

وهذا عادة تكون وقت الجماع بين الزوجين لتحريك مشاعر الشهوة الإنسانية ولاشك هناك الكثير من المواضع ليس المقام هنا لذكرها ولكن من باب التأكيد أن للقبلات معاني وصور لا حصر لها ومنها تحريك الغرائز التي خلقها الله في أعماق الذكر والأنثى وخص الله ذرية آدم عليه السلام بهذه الطريقة الفريدة من بين الكائنات الحية على الأرض.

- تقبيل الجمادات

تقبيل الجمادات له حالات عديدة سوف نورد بعضها مثل تقبيل الرسائل القادمة من الابناء أو الأحبة وكذلك تقبيل الحيطان للمغرم الولهان كما ذكر في قصة مجنون ليلى ومن فعل فعله ،وكذلك تقبيل الصور وربما حتى تقبيل الهاتف من أجل إرسال قبلة للزوجة أو للوالدين أو للأبناء رغم أن بينهم مسافات شاسعة ولكن سماع صوت القبلة يوصل المشاعر والأحاسيس ومنها كذلك تقبيل الطماع الجشع لذهب أو للأوراق النقدية لما بلغ في قلبه من حب عظيم للمال وكذلك تقبيل الحنين والاشتياق لأغراض وأمتعة المتوفى أو الغائب مما هي مرتبطة بذكراه كملابسه أو كخاتمة أو ساعته وصورة وغيرها وكذلك تقبيل ورقة شهادة النجاح أو قلادة الفوز في المسابقات أو تقبيل كأس الانتصار في المباريات الكروية وغيرها والكثير مما لا يحصر من صور تقبيل الإنسان للجمادات.

- تقبيل النبات

أشهر صور هذا التقبيل هو تقبيل الزهور وكذلك أهل المزارع ممن يزرعون الفواكه في بعض الثقافات يقبلون منتجاتهم كشكر وتقدير للنعمة ، وكذلك تقبيل بعض الفواكه بإيحاء داعر نجس على بعض القنوات كتقبيل العاهرات لفاكهة الفراولة والزيتون والموز والتفاح الأحمر وهذه الطرق تمارس لتمرير إغراءات شيطانية خبيثة وقذرة حين تظهر نساء وهن يمارس هذا النوع من التقبيل لأنواع محددة من الفواكه لتحرك الغرائز بالمشاهد المحرمة الإباحية

- تقبيل التراب أو الأرض

هذا التقبيل يفعله بعض البشر للأرض التي يحبونها سواءً كانت أرض مولده أو عيشته أو بعد زوال الخطر في أي أرض كانت.

-تقبيل الخدين أو الأنف

في الغالب هو أكثر أنواع التقبل انتشاراً لأنه تقبيل السلام والتحية وفي الغالب لا تلامس الشفاه الخدود وإنما يوضع الخد على الخد ويصدر صوت من الشفافة مصاحب لذلك التلامس ولكن عند قلة من البشر يكون تقبيل حقيقي للخدين وتقبيل الخدين تختلط فيها معاني الشكر أحياناً والشهوة أحيناً والحنان أحياناً والرحمة أحياناً فهي تصنف بحسب حاله التقبيل وأما تقبيل الأنف فهي عند بعض الثقافات نوع من الإجلال والاحترام وربما تقدم عند بعض البشر على تقبيل الجبين كونهم يرونها أكثر تقديراً وإجلالاً بمفهومه. 

حرره: 
م.م