ظاظاوات

7afeth_barghouty

شاهدت صور بعض مرشحي الرئاسة المصرية اثناء تسلمهم استمارات الترشيح.. وكان كل واحد يتأبط نسخة من القرآن الكريم وكأنهم يقلدون الخوارج عندما رفعوا المصاحف على أسنة الرماح بل تمادى احدهم ويدعى السيد عبد الله الملقب »بظاظا« في تمسحه بالدين بأن صرح انه مؤيد من الرسول صلى الله عليه وسلم إذ ظهر له الرسول الكريم في منامه وأيده.وظاظا شخصية ظهرت في فيلم عام 2006 للممثل هاني رمزي الذي رشحته سيدة للرئاسة ودعمته بنفوذها المالي والانثوي لكي يتولى سدة الحكم. إن مثل هذه السلوكيات أي اقحام الدين في السياسة وتسخيره لمصالح شخصية هو ضد الدين وهو عيب ويمكن الجزم بأنه إثم على من يسلك هذا المسلك. فقد اجتاحت الاحزاب الاسلامية الظاظية صناديق الاقتراع في مصر حيث نسبة الأمية اكثر من 60 في المائة بسبب استخدامها الدين والمال ولم تقدم حتى أي برامج لاخراج الشعب المصري من ازماته. فهي في النهاية تبحث عن حل لعناصرها وليس لشعبها مثلما هو حال حماس في غزة حيث تحول اكثر من 600 حمساوي الى مليونيرات وهناك قرابة ثلاثة آلاف حمساوي اقتربوا من المليون بفعل نعم الحصار والانفال والانفاق .. وفي النهاية تعلن حماس ان حكومتها المعالة »ربانية« وهكذا صار لدينا مرشح نبوي ظاظاوي وحكومة ظاظاوية ربانية.. ومجلس شورى صحابي ظاظاوي وأمام اكبر ظاظاوي او ظاوي وهو شيخ الطريقة الظاظاوية اسمه القرضاوي يتأرجح بين ادعاء الخلافة والقداسة.

اتصل بي أمس شيخ في رام الله مبديا اعجابه بكاريكاتير الحياة الجديدة عن شيخ يرتدي عمامة وعليها ريموت كونترول.. حيث صار الجميع يفتي باستثناء المفتي.. وابدى شيخنا تذمره من وضعنا المشيخي.. وصار يسرد تفاصيل ووقائع حتى قال انه صار يخجل من ارتداء ملابس رجل الدين لأن هناك من سفه الملبس بسلوكياته وجهله.. وقطعت حديثه بقولي ان لا كهنوت في الاسلام.. وآفة الدين حالياً هي نشوء الكهنوت واحتكاره للدين فقد اندثرت شريعة موسى عليه السلام بفعل الكهنوت الذي بدل فيها وكتبها على مزاجه.. وجاء المسيح عليه السلام ليعلن الحرب على الكهنوت فحاربوه وظلموه وصلبوه كما شبه لهم.. وما حاربه المسيح ظهر بعده وبدل في رسالته ايضا وجاء الاسلام ليلغي الكهنوت وصار كل عبد مسؤولا ومستقلا يمارس عباداته بنفسه بلا وسيط.. ففي الدين لا وسيط بين الخالق والمخلوق.. والكهنوت دوماً يحاول أن يلعب دور الوسيط وهذا مناف لروح الدين. فالدين ليس علامة تجارية لها وكيل حصري.

من السهل رفع شعار »الاسلام هو الحل« لكن تطبيقه يحتاج الى عقول وتقوى وطهر.. وليس الى عجول وتقى وتقية وعهر.