تحليل: هجوم نيروبي يكشف أهمية منطقة شرق أفريقيا بالنسبة لإسرائيل

نيروبي: كشف الهجوم الذي شنته حركة "الشباب" الصومالية على مركز "وست غيت" في العاصمة الكينية نيروبي أهمية منطقة شرق أفريقيا بالنسبة لإسرائيل. وتقول باحثة إن "كينيا وإثيوبيا وأريتريا بلدان مهمة لإسرائيل لأنها تشكل منطقة عازلة في منطقة تخطو فيها الأصولية الإسلامية خطوات كبيرة".

تسلط المساعدة التي قد تكون إسرائيل قدمتها إلى كينيا خلال الهجوم الدامي على المركز التجاري في نيروبي الضوء على الأهمية الاستراتيجية لشرق إفريقيا بالنسبة للدولة العبرية حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.

وتقول جاليا صبار مديرة قسم الدراسات الإفريقية في جامعة تل أبيب لوكالة فرانس برس إن "كينيا وأثيوبيا واريتريا هي ثلاثة بلدان مهمة لإسرائيل لأنها تشكل منطقة عازلة في منطقة تخطو فيها الأصولية الإسلامية خطوات كبيرة".

وتوفر كل من أثيوبيا، التي تتمتع إسرائيل معها بعلاقة ممتازة تظهر عبر هجرة اليهود الفلاشا الاثيوبيين التي نظمتها الدولة العبرية، واريتريا مدخلا إلى البحر الأحمر المهم اقتصاديا واستراتيجيا للدولة العبرية، بحسب صبار.

ويؤكد أيلي كارمون، وهو باحث في معهد بحوث "مكافحة الإرهاب" في هرتسيليا شمال تل أبيب إن "القرن الإفريقي هام لمصالح إسرائيل الاقتصادية خاصة لتجارتها مع آسيا عبر البحر الأحمر".

وتأتي غالبية المهاجرين غير الشرعيين الأفارقة الذين تقدر أعدادهم بعشرات الآلاف إلى إسرائيل في السنوات الأخيرة من هذه المنطقة خاصة اريتريا وجنوب السودان.

وتشير صبار إلى أن كينيا تلعب دورا هاما في تلك المنطقة مشيرة إلى انه "منذ استقلال كينيا عام 1963 تمتعت إسرائيل بعلاقة وثيقة مع هذا البلد ظهرت من خلال التعاون في مجالات مختلفة مثل الزراعة والتعليم والأمن والقضايا العسكرية والاستخبارات".

وتابعت "الأمر الفريد من نوعه في هذا التعاون وما يجعله قويا هكذا هو انه يشمل مجالات مختلفة وليس قطاعا واحدا فقط كما هو الحال في تعاون إسرائيل مع دول أخرى".

وتشير أرقام صادرة عن معهد الصادرات الإسرائيلي أن التبادلات الاقتصادية بين البلدين شكلت في عام 2012 نحو 8% من التبادل الاقتصادي بين إسرائيل وكل إفريقيا بقيمة تقدر ب139 مليون دولار.

وتؤكد صبار أن المجال الأمني هو أكثر مجال معروف في التعاون الإسرائيلي-الكيني.

ويشرح الخبير في القضايا الأمنية يوسي ميلمان إن "ذروة التعاون الأمني بين إسرائيل وكينيا ظهرت في عملية "عنتيبي" عام 1976" في إشارة إلى عملية قامت بها وحدة "كوماندوس" إسرائيلية لإطلاق سراح إسرائيليين في أوغندا.

وبحسب ميلمان فان المسؤول الحكومي الكيني بروس ماكينزي الذي كان مقربا من وكالة الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" اقنع الرئيس الكيني جومو كينياتا بالسماح لعملاء الموساد بجمع المعلومات قبل العملية والسماح للطائرات الإسرائيلية بالتزود بالوقود في مطار نيروبي.

وتواصل التعاون الأمني وأصبح وثيقا بشكل اكبر مؤخرا عندما تضررت مصالح إسرائيلية في كينيا في هجمات شنها تنظيم القاعدة الذي تزايد وجوده في المنطقة على مدى ال15 عاما الماضية.

وسبق أن تعرضت مصالح إسرائيلية في كينيا لهجمات تبنتها القاعدة. ففي العام 2002، ادى هجوم نفذه ثلاثة انتحاريين على فندق يرتاده العديد من السياح الإسرائيليين الى مقتل 12 كينيا وثلاثة سياح إسرائيليين قرب مدينة مومباسا الساحلية. وفي شكل شبه متزامن، نجت طائرة إسرائيلية تقل 261 راكبا من هجوم بصاروخين لدى إقلاعها من مومباسا أيضا.

وأعلن مصدر امني الأحد لوكالة فرانس برس في نيروبي إن قوات إسرائيلية تساعد في إطلاق سراح الرهائن في مركز "وست غيت" التجاري في العاصمة الكينية.

ولم يؤكد مسؤولون في وزارة الخارجية الإسرائيلية هذه المعلومات مشيرين إلى أن المصالح الإسرائيلية لم تستهدف بالتحديد في الهجوم الذي أوقع ما لا يقل عن 62 قتيلا وحوالي 200 جريح.

ولكن ميلمان أكد أن هذه "ليست إلا إشاعات" موضحا "من غير المرجح أن تكون إسرائيل قررت إرسال قوات قتالية لمهمة إنقاذ في بلد أجنبي. في المقابل، بالتأكيد قام خبراء إسرائيليون في هذا النوع من المواقف من جهاز الشين بيت (الأمن الداخلي) والجيش أو الشرطة بمساعدة الحكومة الكينية في إدارة الأزمة".

حرره: 
م . ع