واذا المصالحة سئلت بأي ذنبٍ فشلت؟
لا حمل الله صدرا إلا وسعها، لقد اديت ما عليك ايها الرئيس ابا مازن،ولم يعد هناك من شك في مصداقيتك ومصداقية الاطر التي تمثل. ولم يعد هناك من دين او التزام إلا وسددته. انتهى لديك زمن الواجبات، وبدء زمن الحقوق.
لقد انتهى لقاء اوباما ونتنياهو، دون الاتفاق على تفعيل العملية السلمية، كما غاب الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي عن خطاب اوباما امام الايباك، اي ان القضية الفلسطينية وضعت في ثلاجة التحرك الدولي، ولم تعد من الاولويات امام الملف الايراني وما يسمى بالربيع العربي.
هل علينا ان نبقى في موقف المتلقي؟.. ام علينا ان نكون اكثر حركة ودينامكية في دفع قضيتنا قدما الى المحافل والواجهة الدولية. وان نمتلك اجندة خاصة بنا نقدم بها انفسنا الى العالم؟ الذي ابتعد عن الجدية في التعاطي مع القضية الفلسطينية، وترك للولايات المتحدة ان تتحكم وتقرر في مصير الشعوب، وهنا علينا اعادة النظر في العلاقة معها، وعدم التعاطي معها من موقع الراعي للعملية السلمية، لانها افتقدت النزاهة، عندما تعلن بكل وضوح بأن امن اسرائيل هو مقدس لديها، وان يتبجح اوباما بأنه قدم خلال 3 اعوام لاسرائيل ما لم يقدمه رئيس اخر، وان العلاقة بينهما هي مصالح وقيم.
لم يعد سؤالنا بحاجة الى اجابة، فقد ازيح عنه الغموض والالتباس،ولا بد من قراءة سياسية جديدة، تعيد نسج علاقاتنا الدولية، وفق مصالحنا وحقوقنا ومدى اقتراب الاطراف منها، وها هي الازمة السورية تسقط الاحادية القطبية، وتعيد شيئا من التوازن الدولي، الذي يجب ان نستفيد منه، ونعيد الاصطفاف من جديد، وان لا نتقوقع في موقفنا رعبا من ردات الفعل حول موقفنا مما يحدث في العالم العربي،ومقولة انها شؤون داخلية، فلسنا نحن المعنيين بدعم فريق هنا او هناك، بل نحن مركزية الوطن العربي وكل الاطراف يجب هي ان تقترب من قضيتنا وان تكون اولوية اجنداتهم، فان اختلفوا على اصلاحات داخلية، يجب ان يتوحدوا حولنا. وعلينا ان نذكرهم دائما بالتزاماتهم تجاه القضية دون ان يكون موقفنا رهنا لذلك، فنحن لدينا خصوصية، فدعمهم واجب وطني وقومي واسلامي، وكما قال السيد الرئيس بزيت الزيتون او النفط.
ودوليا يجب ان نحدث الانشقاق في الرباعية، من معنا ومن ضدنا، وها هم الروس احدثوا الانشقاق، والدكتور نبيل شعت تكلم عن محادثات ومواقف ايجابية خلال زيارته لموسكو. فإذا كانت الولايات المتحدة مع اسرائيل في الدعم المطلق، علينا وبالضرورة ان نكون في الاصطفاف المعاكس. وبحسب مصلحتنا الوطنية.
فيما يخص المصالحة، والتي آجلنا فيها تشاؤمنا لمدة الاسبوعين اللذين انتهيا، وشهدنا بعدهما تصعيدا اعلاميا سلبيا واتهامات ، دلت على عقم الجهود، وعدم جاهزية حماس لاستحقاق المصالحة، وحتى لو كانت تعاني من ازمة داخلية، فالاستحقاق الوطني اهم منها. طالما الوضوع يتعلق بقضايا تهم الوطن والمواطن، وتخرجنا من عنق الزجاجة.
ان موقف حماس هو موقف برغماتي، يتعامل مع اللحظة السياسة وفق المصلحة الفصائلية الضيقة، وهو يحاول ان يستفيد من الوقت بانتظار نتائج الحراك العربي، ليرى مساحة الاستفادة منه، وسوف يستمر في المماطلة، ولن نرى حكومة بالمدى القريب، وهنا من حقنا ان نسالهم واذا المصالحة سئلت بأي ذنب فشلت؟؟.
كيف سنواجه شعبنا الذي طالبنا وما زال مصرا على انهاء الانقسام؟ الجواب هو بوضع النقاط على الحروف، ومصارحة شعبنا بالحقيقة، واللجوء اليه بالتدخل عبر الضغط المستمر حتى تحقيق المرجو. فأما ان نحل الازمة، ونذهب لتنفيذ امين لاتفاق القاهرة واعلان الدوحة. بعيدا عن الاشتراطات التي تشبه الشروط الاسرائيلية، فنحن لا نستطيع ان نحصل على ضمانات من احتلال نكافح للتخلص من تعسفه وتسويفه، ولنا قادة معتقلون له، ولدينا ووعود بالافراج عن معتقلي قبل العام1994 ولكن ان نُلزَم بالزام الاحتلال، فهذا ضرب من الخيال تشترطه حماس علينا، وهي لم تستطع تحقيقه حتى في عملية التبادل بجلعاد شاليط.
واليوم يطل علينا مشير المصري، ليحمل الفلسطيني دم الفلسطيني الذي يسقط جراء العدوان الاسرائيلي، فالاسرائيلي بفعلته يقتل المواطن، والمصري بتصريحه يقتل المصالحة و الوطن.
اذا فشل حل الازمة، يدعونا الى ادارتها باقل الخسائر، وهو الدعوة الى انتخابات بكل المستويات وفق النسبية وفلسطين دائرة واحدة، ويتم التعاطي وفق نتائجها، واسقاط كل الهياكل القديمة ونزع الشرعية عنها، والتقدم الى المحافل الدولية بالشرعية الفلسطينية الموحدة كاطار سياسي ممثل لكل جغرافية السلطة الوطني في الضفة وضمنها القدس وفي قطاع غزة .
احسان الجمل
مدير المكتب الصحفي الفلسطيني في لبنان