مصريون ذبحوا طائر متهم بالتجسس لاسرائيل ثم طبخوه واكلوه

القاهرة: كانت نهاية طائر اللقلق الذي حط رحاله يوم 30 من شهر أغسطس الماضي بقرية المراشدة في محافظة قنا غير متوقعة، فقد شهدت مائدة طعام في محافظة أسوان اليوم السبت نهاية حياة الطائر الذي تناقلت وسائل الإعلام بطرافة وسخرية نبأ "القبض" عليه، وهو يحمل جهازا اعتقد المواطنون أنه للتجسس، قبل أن يتضح أنه يتبع مركز أبحاث لمتابعة الطيور المهاجرة، بحسب الاهرام.

ووفقا لما أعلنته الجمعية المصرية لحماية الطبيعة، فإن مجموعة من القرويين في أسوان ذبحوا الطائر وأكلوه، وهو ما وصفته الجمعية على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بأنه "نبأ حزين".

الطائر الذي أطلقت عليه دولة المجر الذي أتي منها متجهاً لجنوب إفريقيا لقب "مينوس" والذي أطلق عليه الصحفيون المحليون في قنا "طائر المراشدة" أطلق عليه العاملون في محمية سالوجا بأسوان لقب "مينا" أول ملك فرعوني قام بتوحيد الدولة المصرية، لكن "مينا" لم يوحد سوى مجموعة من العاملين حول مائدة طعام لأهالي النوبة الذين يفضلون هذا النوع من الطيور التي ينتمي إليها مينوس بعد أن اصطاده بعض النوبيين وألتهموه.

مينوس الطائر هو قائد السرب لمجموعة من 4 طيور تم صيدهم معه ولكن كانوا لايحملون أجهزة لذا كانت حريتهم مضمونة من الأهالي الذين توجسوا خوفاً من طائر اللقلق الذي يطلق عليه لقب البط العراقي والذي يهاجر للجنوب عبر المرور بالصعيد في هذا الوقت من كل عام.

الدكتور جمال عيسي مدير الإدارة البيطرية بمدينة الوقف بقنا قال لــ"بوابة الأهرام" إن الطائر تم إطلاق سراحه من قبل النيابة بعد التأكد من الجهاز الذي يحمله، لافتاً أن آخر اتصال تم مع المحمية الطبيعية للاطمئنان عليه كان أمس، وأكد أنه سيواصل رحلته للتوغل لجنوب إفريقيا.

وأوضح عيسي أن تم معاملة للطائر وفق القواعد المهنية المتعبة لافتاً أن ما أشيع من خلال صحف أجنبية عن سجن الطائر كان لا أساس له من الصحة.

كان الجهاز الذي يحمله الطائر يصف بدقة خط سيره وحدود الجغرافيا التي قطعها حيث قطع 3700 كيلو متر منذ أن رحل من موطنه بالمجر يوم 3 أغسطس الماضي ماراً بدول أوربا الشرقية حتي مكوثه لنصف ليلة بإسرائيل وحتي استقراره في يد صائديه بقرية المراشدة الذين قاموا بتسليمه للشرطة المصرية مخافة أن يكون الجهاز جهاز تجسس لوجوده بالقرب من 3 مصانع يطلق عليها الجغرافيون الوادي الملتحم والتي تكون كاشفة لمعظم مدن وقري المحافظة بسدودها وقناطرها الممتدة علي مجري نهر النيل.

عندما صدر الحكم ببراءة طائر اللقلق وقرر المسئولون أن يستكمل رحلته رفض هو الطيران وظل مهموما لعدة أيام هذا ما يؤكده الدكتور مبروك محمد الذي قام برعاية الطائر لافتاً أن "الطائر عاش نصف يوم يرفض السمك الوجبة المفضلة له، وبعدها أقبل على وجبته وأكلها.

وأضاف مبروك أن طائر اللقلق يستقر بالليل ويواصل هجرته في النهار، مشيرا إلى أن استخدام الطيور في التجسس في العصر الحالي غير مجدية مع التقدم التكنولوجي، حيث إنها تستخدم فقط في نقل الحروب، التي تنشب بين الدول، وخاصة الحروب البيولوجية.

كان احتجاز واقعة طائر اللقلق صداها العالمي التي جعلت جريدة "تليجراف" البريطانية، تفتح ملف طيور التجسس في العالم والتي استخدمتها المخابرات المركزية بينما كان لالتهام لحمه في أفواه النوبيين صداه أيضا حيث وصفت صحيفة "الجارديان" البريطانية في عددها الصادر اليوم أن التهام اللقلق أمر طبيعي لعشق النوبيين للحمه خاصة بعد أن أصبح هذا النوع نادر الهجرة لبلاد الصعيد.

 

 

حرره: 
ع.ن