ضباط جيش التحرير والاغتيال المر

generalement

سعى نظام الاسد الابن منذ انطلاقة الثورة قبل حوالي العام الى الزج بكل القوى السياسية المقيمة في الاراضي السورية في متاهة الصراع الدائر بينه (النظام) وبين الشعب العربي السوري بهدف توريط بعض العرب الواهمين بـ»ممانعة» نظام آل الاسد ضد ثورة الحرية وبناء الدولة المدنية.

ومن بين القوى التي حرص نظام بشار الاسد على توريطها في حربه الدموية ضد ابناء الشعب العربي السوري، القوى الفلسطينية المقيمة مراكز قرارها وقيادتها في العاصمة دمشق. غير ان قيادة نظام الاستبداد لم تتمكن من الزج بكل القوى الفلسطينية، لأن بعضها انسحب تدريجيا من الساحة السورية (حماس) وان بقي وجود لها هناك ، فهو وجود شكلي. وبعض القوى اكتفت بالانحياز السياسي دون التورط في معارك النظام العبثية (الشعبية والديمقراطية) والبعض القليل تورط فعليا كما القيادة العامة ومن لف لفها.

استمرارا لذات النهج عملت القيادة السورية على إقحام قوات جيش التحرير الفلسطيني في حربها الدموية ضد الشعب العربي السوري. ومع ان القوات الموجودة على الاراضي السورية وبحكم العلاقة بينها وبين المؤسسة العسكرية والاجهزة الامنية، لا يوجد لديها موقف معاد للنظام السوري.

غير ان سعي النظام الاسدي للزج بها في مواجهة ثورة الشعب السوري، الذي شكل الحاضنة الاساسية لها وللقوى المختلفة، اثار نفور واستياء في اوساطها، لا بل ان بعض الضباط جاهروا في اكثر من مناسبة بوقوفهم الى جانب ثورة الشعب ضد نظام آل الاسد، كما الشهيد العقيد عبد الناصر عبد الرحمن مقاري، الذي اغتالته يد الغدر النظامية مساء يوم الاربعاء الماضي، واصيب معه المناضل احمد عمرو، من حركة فتح، والذي شغل موقع أمين سر اتحاد الشباب العرب.

وكانت اجهزة البطش السورية ارتكبت في ذات اليوم الاربعاء جريمة اغتيال العميد الركن رضا الخضرا في قطنا. وهو ما يدلل على ان عملية الاغتيال في ذات اليوم وضد ضابطين من جيش التحرير، لم تكن مصادفة، كما لم تكن عمليات منفصلة عن سياقها التخريبي، حيث حاولت اجهزة البطش السورية وابواق النظام الاعلامية، تحميل مسؤولية الاغتيال لـ»العصابات الارهابية»، ولكن الجماهير الفلسطينية بحسها ومشاعرها الصادقة تجاه الثورة، ومعرفتها بألاعيب شبيحة النظام الاسدي، لم تنطلِ عليها وقاحة النظام، والدليل ان الجماهير التي خرجت في تشييع العقيد الشهيد عبدالناصر يوم الخميس، والتي قدر عددها بعشرة آلاف مواطن، هتفت بصوت واحد: «واحد واحد واحد .. شعب فلسطين وسوريا واحد" وغيره من الشعارات المؤيدة والداعمة للثورة السورية البطلة.

سقط النظام العبثي، نظام الاستبداد البوليسي في دس الاسفين بين الشعبين العربيين الشقيقين الفلسطيني والسوري. ولن يتمكن من تشويه العلاقة المعمدة بالدم بين ابناء الشعبين. لأن الشعب العربي الفلسطيني، الذي اكتوى بنار نظام آل الاسد لن يقبل بأي حال من الاحوال للنظام الوحشي ان يبعده أو يحول بينه وبين دعم الشعب السوري البطل في ثورته الشجاعة.

ومن الجدير بالذكر ان الشعب العربي الفلسطيني قدم حتى الآن (106) شهداء منذ اشتعال شرارة الثورة في سوريا. ولن يبخل الشعب الفلسطيني وقواه الحية، ورغم تعقيدات الظروف المحيطة بأبناء الشعب الفلسطيني، بتقديم كل ما يستطيع لدعم الثورة السورية الباسلة، التي ستنتصر على ارادة الجلاد، ارادة القهر الاسدية مهما كانت وحشية اجهزته وقواته وشبيحته ضد ابناء الشعب العربي السوري في حمص وحماة وادلب واللاذقية ودرعا وحلب والزبداني ودمشق، لأن ارادة الثورة والشعب اقوى من ارادة وقنابل دبابات وصواريخ طائرات نظام بشار الاسد وفرقته الرابعة، وصوت الثورة اعظم من الفيتو الروسي والصيني في مجلس الامن.

جريمة اغتيال ضباط جيش التحرير، جريمة مرة لا سيما وان الضباط لم يفعلوا شيئا ضد النظام الاسدي البائس سوى انهم تذمروا من امكانية زجهم في حربه الخاسرة ضد ابناء شعبهم العربي السوري. لكن الجريمة لن تفلت من عقاب الجيش السوري الحر ولا من عقاب الشعب السوري والشعب الفلسطيني وكل عربي حر يؤمن بشرعية الثورة السورية البطلة، الثورة التي ستنتصر رغما عن وحشية واستبداد وهمجية نظام بشار وماهر وآصف شوكت ومن لف لفهم من قتلة النظام الآيل للسقوط ان لم يكن اليوم فغدا، وبالضرورة وسيقيم الدولة المدنية، دولة كل مواطنيها على انقاض نظام الاسد الدموي.