بوتين يبكي فرحا

موسكو: حقق رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، أمس، فوزاً ساحقا في انتخابات الرئاسة، بعدما أظهرت النتائج الأولية للاقتراع تجاوزه عتبة الخمسين في المئة اللازمة لتجنب جولة انتخابية ثانية بأكثر من عشر نقاط، في وقت رفضت المعارضة الروسية النتيجة، متحدثة عن عمليات تزوير واسعة النطاق، كما دعت مناصريها للتظاهر اليوم في موسكو، في أول تحد لـ«القيصر» العائد مجدداً إلى الكرملين.

وأعلنت اللجنة الانتخابية الروسية فوز بوتين في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بحصوله على 61,8 في المئة من أصوات الناخبين، وذلك بعد فرز 14,5 في المئة من صناديق الاقتراع.

وحل زعيم الحزب الشيوعي الروسي غينادي زيوغانوف في المركز الثاني (17.8 في المئة)، وتلاه المرشح القومي المتطرف فلاديمير جيرينوفكسي (8 في المئة)، والملياردير ميخائيل بروخوروف (7.5 في المئة)، وزعيم حزب «روسيا العادلة» سيرغي ميرونوف (3.67 في المئة)، فيما بلغت نسبة المشاركة في التصويت أكثر من 58 في المئة.

وسارع بوتين إلى الاحتفال بفوزه أمام أكثر من مئة ألف من أنصاره، تجمعوا قرب الساحة الحمراء في موسكو. وقال «القيصر»، والدموع في عينيه، «لقد انتصرنا في معركة شفافة وشريفة»، مضيفاً «شكرا لجميع من قالوا نعم لروسيا الكبرى».

وشدد بوتين، الذي وقف إلى جانبه الرئيس المنتهية ولايته ديميتري ميدفيديف، على أن الناخبين الروس لم يدعوا «الدولة الروسية تتعرض للتدمير». وأضاف «ناخبونا يعرفون كيفية التمييز بين الرغبة في التجديد والتحريض السياسي الهادف إلى تدمير دولتنا واستغلال السلطة»، مشدداً على أن «سيناريوهات مماثلة لن تحصل لدينا». ورأى بوتين أن هذه الانتخابات كانت «اختبارا مهما لنا، للشعب بأسره، اختبارا للنضج السياسي والاستقلال».

من جهته، قال ميدفيديف إن «البلاد وكلاً منا كانا يحتاجان إلى هذا الانتصار».

وسارعت المعارضة الروسية إلى التنديد بهذا الفوز، إذ وصف زيوغانوف الانتخابات الرئاسية بأنها «انتخابات لصوص مهينة وغير نزيهة على الإطلاق»، فيما قال الزعيم المعارض الليبرالي فلاديمير ريجكوف، وهو احد أبرز منظمي تظاهرات المعارضة خلال الاشهر القليلة الماضية، إنه «لا يوجد أي مؤشر يمكن أن يتيح القول ان هذه الانتخابات شرعية».

وتحدث ممثلو بعض المرشحين، ومعارضون، ومنظمة «غولوس» غير الحكومية لمراقبة الانتخابات، ووسائل إعلام مستقلة عن عمليات تزوير أثناء الاقتراع.

وأحصى موقع إلكتروني يرصد التجاوزات التي تلاحظها رابطة الناخبين وحزب «يابلوكو» وأنصار ميخائيل بروخوروف قرابة اكثر من 4500 حالة انتهاك لقانون الانتخاب.

لكن رئيس اللجنة الانتخابية في موسكو فالنتين غوربونوف رفض هذه الاتهامات، معتبرا ان من يسوقونها تلقوا على الأرجح أموالا.

وكانت السلطات الروسية أكدت ان الانتخابات ستكون حرة وديموقراطية، علما بأن التزوير الذي تحدثت عنه المعارضة والمراقبون المستقلون خلال الانتخابات التشريعية في كانون الاول الماضي، أثار موجة احتجاجات غير مسبوقة منذ العام 2000.

ورداً على ذلك، أمر بوتين بتركيب 180 ألف كاميرا الكترونية بمعدل اثنتين في كل مكتب اقتراع للتأكد من حسن سير الانتخابات عبر الانترنت. لكن هذا النظام لم يكن يعمل بشكل كامل، فقد انقطع بث المشاهد لثوان او دقائق في العديد من مراكز الاقتراع، كما ان الكاميرات لم تتمكن من مراقبة كل الصناديق في مواقع عديدة.

ويواجه بوتين العائد الى الكرملين في ولاية رئاسية ثالثة بعد ولايتين بين العامين 2000 و2008، معارضة لنظامه لا سابق لها. وتستعد المعارضة لتجمع جديد مساء الاثنين في ساحة بوشكين في موسكو، بعدما نظمت ثلاث تظاهرات حاشدة منذ اجراء الانتخابات التشريعية.

وكان تحالف من الليبراليين والقوميين والمثقفين ووسائل الإعلام قام في الأشهر الثلاثة الأخيرة بتعبئة عشرات آلاف الاشخاص في تظاهرات في العاصمة والمدن الروسية الاخرى تحت شعار «روسيا من دون بوتين».

ولم يمر اليوم الانتخابي في روسيا بهدوء مطلق، إذ قتل ثلاثة من عناصر الشرطة مساءً في هجـــوم على مكتب اقتراع في داغستان في القوقاز الروسي.

وكالات