إسرائيل تنتقل إلى العالم الثالث في مجال التربية

بقلم: دان بن دافيد*
إليكم الوضع. إن مجموعتين كبيرتين من السكان في الدولة تحصلان على مستوى تربية دون المستوى المعطى في العالم الثالث، ولهذا أصبح يوجد عندنا اليوم أكبر فروق في الدخل في العالم الغربي. فماذا سيحدث حينما يكبر هؤلاء الأولاد الذين ستصبح نسبتهم في السنة القريبة 46 في المائة من طلاب الصفوف الأولى؟ إن المشكلة المركزية هي أن هذه لم تعد مشكلتهم منذ زمن بل هي مشكلتنا. يجب علينا أن نبقي هنا على دولة، وحينما ننظر الى المستقبل، فمن المؤكد أن يوجد هنا اقتصاد عالم ثالث اذا لم يكن لجزء كبير من السكان أعداد كأعداد العالم الأول. وربما يكون أهم من ذلك ان اقتصاد العالم الثالث لن يستطيع أن يحافظ على جيش عالم أول.
لا يتعلم الأولاد الحريديون والبنون منهم في الأساس الدراسات الجوهرية بعد الصف الثامن، وهم إلى ذلك الحين لا يدرسون الانجليزية أو العلوم ومستوى دراسة الرياضيات تحت كل نقد. فكيف سينشئ حريديو اليوم رمبام الغد الذي كان طبيبا؛ أو الحاخام ميلوفوفيتش الذي كان مهندسا؟.
إن ما نراه اليوم عند الحريديين لم نره في الماضي. فقبل ثلاثين سنة كان أكثر من 80 في المائة من الحريديين يعملون، أما اليوم فيعمل أقل من 50 في المائة منهم. وإعدادهم للحياة، الذي يكتسبونه في المدارس، لا يناسب الاقتصاد الحديث. حينما نتحدث عن قانون التجنيد يقولون إن الحريديين ربما لن يتجهوا الى الجيش ويخرجوا للعمل فقط – لكن أين سيعملون بالضبط؟ إن الاقتصاد لا يحتاج الى أناس تعليمهم دون الصف الثامن.
إن إنجازات الطلاب في المدارس الرسمية أعلى كثيراً من الإنجازات في أطر التربية الحريدية والعربية، ويكون هذا أيضا حينما يدرسون المادة أصلاً. وهكذا فان إنجازات الطلاب العرب في الامتحانات الدولية أدنى حتى من إنجازات الطلاب في الأردن وتونس. أما الطلاب الحريديون في مقابل ذلك فلا يتقدمون ألبتة الى الامتحانات الدولية.
لعلاج المشكلة يجب ان نعود الى تدريس المواضيع الأكثر أساسية في جميع أجزاء جهاز التربية؛ وأن نضع شروط قبول متشددة جداً لمعاهد التربية، وأن نبت في مسائل ميزانية تتعلق بترتيب الأولويات في التربية.
*خبير بالاقتصاد والعامل السكاني.