فلتتفرغ لفني لإدارة ملف المفاوضات

بقلم: يوسي بيلين
أعترف بأنني أفضل تسيبي لفني وزيرة للقضاء على أكثر من سبقوها في السنوات الاخيرة، وعلى من قد يبدو أنهم سيحلون محلها، وبرغم ذلك فإنني على يقين بان عملها رئيسة لفريق التفاوض مع الفلسطينيين أهم كثيرا.
لا يدور الحديث في هذه المرة عن رحلات سياسية قصيرة في كل بضعة أشهر الى واشنطن أو الى رام الله، بل عن محادثات يفترض ان تكون مكثفة جداً، وان تستمر في الأشهر التسعة القريبة على الأقل إن لم تكن أكثر من ذلك. ولا يحق لوزير ذي مسؤولية – ولفني كذلك – أن تُنحي جانباً شؤون وزارتها، وأن تصرف نفسها إلى شأن مختلف تماما. إن موضوعاً مثل إضراب العاملات الطابعات في المحاكم، الذي قد لا يكون له شأن كبير، يقتضي العلاج المكثف من الوزير لأنه يشل عمل المحاكم. ولا يجوز أن تشغلها هذه الأمور في المستقبل القريب.
إن اجتماعات كثيرة حُددت مواعيدها، أُلغيت، أو اضطرت الى ان تنتهي في وقت أبكر مما خطط له بسبب برامج زمنية لقادة شاركوا فيها. وأفترض أن "هذه الالتزامات المسبقة" في أكثر الحالات كانت أقل أهمية من التفاوض حتى في نظر القادة أنفسهم، لكن الالتزام هو الالتزام. ويدور الحديث في حال لفني عن التزام وزاري ذي مسؤولية كبيرة تتحملها على عاتقها مسبقا، وقد تضر بقدرتها على الوفاء بما انضمت الى الحكومة من اجله وهو ادارة التفاوض.
يُجري التفاوض السياسي المفصل على نحو عام موظفون كبار لا وزراء. ويوجد من فوقهم فريق وزراء مطلع على خبايا الأمور ويوجه المفاوضين، ويبقى لرئيس الوزراء حق الاعتراض. في الوضع الحالي (كما حدث في سابقة التفاوض الذي بدأ على أثر مؤتمر أنابوليس)، استقر رأي نتنياهو على منح وزير الإدارة المفصلة للتفاوض. لم يكن واضحا قبل بضعة أشهر هل يجري هذا التفاوض أصلا، وكان من المهم للفني ان تحصل على حقيبة وزارة القضاء بعد ان لم تُمكنها نتائج الانتخابات من طلب حقيبة الخارجية. وهي تحاول في هذا المنصب ان تُقر قوانين غير دستورية قدر استطاعتها (ويدور الحديث عن تفويض محدود لفعل ذلك) وأن تدفع إلى الأمام بشؤون قريبة من قلبها. لكن منذ اللحظة التي بدأ فيها تفاوض حقيقي، بل وضُرب له أجل مسمى، يتغير ترتيب الأولويات.
لن تغفر لفني لنفسها اذا تم تأخير اجتماع سياسي لأنه يجب عليها ان ترأس لجنة تعيين قضاة في ذلك اليوم حقا. أو إذا اضطرت بدل ان تقرأ مواد سياسية ومقترحات مسودة من محادثيها أو زملائها، الى ان تقرأ ملفات ثخينة لطالبي عفو واتخاذ قرارات في هذه الشؤون. انها في مفترق حاسم لمستقبل الدولة ولنفسها ايضا. وإن وزارة القضاء أهم من ان تصبح شيئا عفناً، والتفاوض أهم من ان تؤخره موضوعات اخرى. فيجب على لفني قبل ان يُلغى منصب الوزير بلا حقيبة وزارية أن تصبح وزيرة بلا حقيبة وزارية في وقت أوكل فيه إليها في الحقيقة أهم الملفات.