خطة مارشال خاصة بالقدس

بقلم: شالوم يروشالمي
"سنتخذ اليوم قرارا حكوميا بشأن قائمة البلدات الحديثة على سلم الاولويات الوطنية"، أعلن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في جلسة الحكومة الاسبوعية، أول من أمس. "في هذه القائمة سنقرر اي البلدات تستحق أن تكون على سلم الاولويات. توجد بلدة واحدة هي دوما على سلم اولوياتنا، وهي دوما تقف فوق الجميع – وهذه البلدة هي بالطبع عاصمتنا القدس. تحصل القدس على كل ما تحصل عليه البلدات المدرجة على سلم الاولويات – وأكثر من ذلك. وعليه، فكل ما نقرره اليوم ينطبق على القدس. كل ما ينشأ عما نقرره اليوم ينطبق ايضا على القدس، وأكثر من ذلك".
جميل. والان أسأل رئيس الوزراء والسياسيين الآخرين: ألم تملوا تكرار الشعارات؟ لم يسبق لي أن أحصيت، ولكني واثق بان هذه الأقوال الرائعة عن سلم الأولويات، الذي ستتمتع به القدس، عاصمتنا الخالدة، وعن الحرص الصادق على مصلحة المدينة التي أعيدت لحمتها، سمعنا مثلها مئات إن لم يكن الاف المرات في الماضي. وكلما كانت التصريحات أعلى، هكذا تغرق المدينة اكثر فأكثر.
تقف القدس الان امام انتخابات. وضعها صعب. اقتصادها في الدرك الاسفل. الهجرة سلبية. "الأزواج الشابة يتركون المدينة كل الوقت بسبب اسعار السكن"، يقول وزير الإسكان اوري اريئيل. التعليم بحاجة ماسة الى الانبعاث، وأنا لا أتحدث بعد عن وضع النظافة والصحة العامة في المدينة. ليس لدى البلدية المال لان تعالج شؤون المدينة وبناها التحتية، لانه لا يوجد الكثير من السكان ممن يدفعون الارنونا. وفضلا عن ذلك، ففي غضون بضع سنوات ستصبح العاصمة، بشطريها الغربي والشرقي، مدينة مناهضة للصهيونية على نحو جلي.
في الوضع الناشئ الحكومة هي التي يتعين عليها أن تتدخل وان تقرر بنفسها طابع المدينة، وأن تنقذها من نفسها. كيف يمكن عمل هذا؟ بكل القوة، بكل النشاط، مع ميزانيات نجومية، ودون تصريحات فارغة المضمون: القدس يجب أن تصبح مشروعا وطنيا ودوليا عاجلا للحكومة والشعب اليهودي في الشتات. ومن خلال ميزانيات هائلة يمكن ان ننقل الى المدينة فئات سكانية كاملة فنغير تركيبتها الديمغرافية. هذه هي المهمة الأساس: تعزيز دراماتيكي للقطاع الصهيوني، المدني والإنتاجي في المدينة.
المدينة ملزمة برؤيا بعيدة المدى. هيا نجعل القدس منطقة تجارة حرة، نجتذب الى هنا استثمارات من كل العالم، ونشجع اقتصادا مزدهرا: هيا نلغي ضريبة القيمة المضافة، مثلما فعلنا في ايلات، كخطوة أولى؛ هيا نجعل شارع يافا على امتداده في مركز المدينة الجامعة الكبرى والأكثر نشاطا، مثل السوربون في باريس؛ هيا نفتح منذ الآن خط القطار الى تل أبيب؛ هيا نطلق عطاءات حكومية، نبني أحياء للأزواج الشابة من مسرحي الجيش ونمنحهم الشقق بايجار سخيف للشقة. أين؟ يوجد ما يكفي من المكان.
هنا وهناك توجد خطوات في الاتجاه السليم. نطاق القطار الجديد الذي فتح في المدينة هو مكان ساحر. نطاق السينما سيتي يجب ان يكون مفتوحا في السبت اذا كانت الحكومة تريد أن تحافظ هنا ايضا على السكان المدنيين، الذين يتحولون الى أقلية. وأنا على قناعة بانه توجد أفكار اخرى، أفضل من هذه بكثير. ومن أجل تحقيقيها هناك حاجة الى زعامة وطنية، يهودية – صهيونية نشطة، ذات وعي حقيقي بالوضع المتدهور للمدينة. كم يمكن لنا أن نسمع خطابات يوم القدس؟
قولوا، ماذا عن رئيس البلدية؟ لأسفي، هو محدود في صلاحياته وقدراته. وهو لا يمكنه أن يجري تغييرات عظيمة، يعلن عن خطة مارشال للقدس أو يقلبها من الأساس وعندها يعيد تركيبها. هذا كبير على كل واحد، وليس مهما اذا كان اسمه نير بركات أو موشيه لئون، اللاعب المأجور من جفعتايم.