هدف الفلسطينيين دولة في حدود 67 بدون اتفاق مع اسرائيل

بقلم: أوري اليتسور

ينجر الطرفان الى غرفة المفاوضات في واشنطن تحت التهديد. فقد هدد جون كيري ابو مازن بوقف المساعدات الامريكية الامر الذي سيؤدي على الفور الى افلاس السلطة الفلسطينية. اما على نتنياهو فقد هدد بالغاء الفيتو الامريكي في وجه اعلان احادية الجانب لدولة فلسطينية في مجلس الامن في الامم المتحدة، الامر الذي سيجعل خطوط 67 حدود الدولة الفلسطينية، حسب القانون الدولي وسيجعل كل جندي او ضابط اسرائيلي في يهودا والسامرة منتهكا للقانون الدولي.

في وجه هذه التهديدات تراجع الطرفان: ابو مازن الذي طرح ثلاثة شروط مسبقة للمفاوضات تراجع وتنازل عن اثنين منها. نتنياهو الذي رفض الشروط الثلاثة تراجع ووافق على واحد منها تحرير المخربين. ظاهرا انتصار لنتنياهو بالنقاط. محاموه يمكنهم ان يقولوا بقدر ما من المنطق انه في ضوء التهديد الامريكي كان رئيس الوزراء ملزما بالتنازل عن شيء ما، ومع كل الالم الذي في تحرير قتلة مجرمين، فان هؤلاء اشخاص مكثوا في السجن ما لا يقل عن عشرين سنة، والمهم ان الامرين المبدئيين لم يتنازل فيهما نتنياهو ولم يتراجع. فضلا عن ذلك، فان تحرير المخربين سيتم على دفعات صغيرة على مدى تسعة اشهر، الامر الذي يضمن لاسرائيل فترة طويلة من الهدوء في الجبهة الدولية.

غير ان في هذا الاعتبار يوجد اخفاق اسرائيلي اساس، وليس لاول مرة. على فرض، وهو فرض معقول جدا، الا تعطي المحادثات اتفاقا دائما، وبعد تسعة اشهر سنقف الى هذا الحد او ذاك في ذات المكان وفي ذات فجوة المواقف، فان الرئيس الفلسطيني يعود الى البيت مع انجاز حقيقي جدا: مئة قاتل محررون. ونحن ماذا كسبنا؟ تسعة اشهر من الهدوء. مرة اخرى، مثلما هو الحال دوما، نحن ندفع بالذخائر الاكثر حقيقية ونحصل بالمقابل على تأجيل مؤقت للمشاكل.

نحن نعرف منذ زمن بعيد ما هي الاستراتيجية السياسية للفلسطينيين. فهم غير معنيين باتفاق مع اسرائيل، غير مستعدين للاعلان عن نهاية النزاع ولا يوافقون على اي من المطالب الاسرائيلية الاكثر اساسية، لا للكتل الاستيطانية، لا للدولة المجردة ولا للاعتراف بحقوق الشعب اليهودي. هدفهم الاستراتيجي في المرحلة الحالية هو الحصول على دولة فلسطينية من الامم المتحدة، في حدود 67، ومن دون اتفاق مع اسرائيل. هذه ليست مؤامرة سرية، ليس ثمة حاجة الى استخبارات ما كي تكشفها. فهم يتحدثون عن هذا علنا ويعملون في هذا الاتجاه علنا منذ سنتين فأكثر. بالمقابل، الهدف الاستراتيجي لنتنياهو هو تحقيق اتفاق دائم لدولتين للشعبين، من دون العودة الى حدود 67، مع تجريد كامل، القدس موحدة ونهاية النزاع.

ماذا سيحصل في اثناء الزمن الذي اشتريناه مقابل مئة قاتل مع دم على الايدي؟ لا شيء. ابو مازن يمكنه أن يعود الى خطوته الاستراتيجية ونتنياهو لن يقترب ملمترا في اتجاه هدفه الاستراتيجي. يصعب علينا أن نسمي هذا انتصارا، ولا حتى بالنقاط.

حرره: 
م . ع