قرار نتنياهو خطير جداً.. أخلاقياً وقانونياً

بقلم: امنون لورد

قال ليفي أشكول، حتى قبل أن يكون رئيس وزراء، انه يسير بعينين مغمضتين خلف بن غوريون، ولكن بين الحين والآخر يفتح عيناً كي يرى اذا كان بن غوريون نفسه لا يسير بعينين مغمضتين. يخيل لي أننا نضطر في اللحظة الحالية الى أن نتعاطى بشكل مشابه مع رئيس الوزراء نتنياهو. في السنوات الاربع والنصف هذه نجح في أن يخلق، وليس واضحا دوما كيف، فترة ليس فيها عمليات توتر أمني. أربع سنوات ونصف من السلام والاستقرار النسبي، فيما نشاهد نحن من المنصة حروبا ودمارا من قريب ومن بعيد.

ليس لديّ في مثل هذه اللحظة من التحرير المكثف للقتلة تفسير لقرار رئيس الوزراء، والسبب الذي يجعلني اقبل هو أنه من الواضح لي ان بنيامين نتنياهو لا يسير الى الامام بعينين مغمضتين. نتنياهو يتخذ هذه الخطوة بعينين مفتوحتين تماما، وكنت أقول إن معارضيه في اللحظة المعطاة يفعلون هذا بينما عيونهم مغمضة تماما.

قال الوزير اسرائيل كاتس: "هذا خطأ مثلما كان التجميد خطأ". اذا كان هذا كل شيء، فبالتالي كل شيء كان ابسط. من الصعب القول لسكان "يهودا" و"السامرة" إن التجميد كان بالذات خطوة وفرت لاسرائيل وقودا للمناورة، ولا سيما حيال إدارة اوباما؛ لم تقع في أعقابه اي مصيبة وواصلنا كاليهود الطيبين ندحرج الاوراق المالية في المجال السياسي. ولكن كنت سأقول ان مَن حقا يؤمن ويتوقع ان تعطي المفاوضات مع الفلسطينيين في نهايتها اتفاقا، حتى وان كان تسوية انتقالية، ينبغي أن يخرج باحساس اكثر تشاؤما بكثير مما قبل قرار الحكومة. فالقرار خطير جدا من ناحية اخلاقية ودستورية كي يكون ممكنا تفسيره فقط في أن هذه هي الصفقة وبعدها لن يكون الكثير من التقدم. فهذه بالتأكيد ليست صفقة تؤدي الى محادثات نية طيبة مع افق سلام. هذه صفقة شيلوك. الاميركيون، العرب، والاوروبيون يطلبون من المندوب اليهودي الكبير، اسرائيل الخاصة والجماعية: اقطع بنفسك قطعة لحم من جسدك كي نعرف بأنك جدي.

هذا يمكن عمله فقط مقابل الحياة نفسها. الى هذا يلمح في اقوالهما في الجلسة رئيس الوزراء نتنياهو، وزيرة العدل لفني، أول من امس. فقد قال نتنياهو ان "الدخول الى المسيرة يخدم المصالح الاستراتيجية لاسرائيل". فهو لم يقل ان السلام هو مصلحة استراتيجية، لم يقل ان التسوية الانتقالية هي مصلحة كهذه. "المصالح الاستراتيجية" هي النووي الايراني. المصالح الاستراتيجية هي ايضا القدرة على الاصرار على الخطوط الحمر حسب المفهوم الأمني لنتنياهو بالنسبة لـ "يهودا" و"السامرة".

وعليه، فبقدر ما هو الألم الشخصي لبيبي ولجمهور اكبر على صفقة التحرير هذه، هكذا سيكون نتنياهو ملزما أكثر بالاصرار على مطالبه الامنية. فالموضوع الايراني، هذا الدفع للاميركيين ينبغي أن يسمح بشرعية لعملية عسكرية وتنسيق دولي. في موضوع "السلام" هو يسمح لاسرائيل باعطاء تفسيرها للاحتياجات الامنية. من الصعب التصديق ان نتنياهو مستعد لان يعتمد على "تجريد" الضفة الغربية. فلا يوجد كيان حي كهذا دون سيطرة اسرائيلية دائمة على غور الاردن.

حرره: 
م . ع