حمص .. لحظة قبل القصف .. لحظتان بعده!

osama ghawgi

وتلفَّــتَ البارودُ حولهْ ..

أين صدرُ الطفلِ حتى أُفْهِـــمَهْ ؟

والموتُ بينهما تألهْ

أفهمهْ !

ما أكرمهْ ..!

في حمص يعرف كل موتٍ صاحبَهْ !

ويشدُّه الشهداء من ياقاته ..

"

هيا تعال

اصبر دقائق ريثما أنهي مراسيم القذيفة

"

كل النهايات الجميلة قبلنا كانت سخيفة !

كل الحكايات التي تروي جمال الأمهات الصابرات على القضاء ..

هنا هراء!

لم تروا جرحا بحجم مدينة

الأم أجمل حين تبكي هاهنا ..

الحزن أصدق والبكاء ..

والجرحُ أنقى كلما عرّى نزيفه

كل الحكايا كاذبة

كل الكلام هنا عيون عاتبة ! ..

عتب هنا كل الكلام

والراحلون إلى الحقيقة والسماء الآن قالوا:

"

نحن ابتلال الورد بعد القصف بالدمّ الحرام ..

نحن انطفاء مدينة تحت الركام ..

في جوقة الموت الأنيقة والرصاص الحلو .. نخترع الأغاني والموسيقى

كل حزن في بيوت الناس نشعله حريقا

لحظةٌ

هي لحظةٌ ..

هي طلقةٌ ..

متنا .. إذا يلدُ إنتقامُــكَ نفسَهُ ويشقُ ما بين الرصاص طريقا

لا تخبروا

الشرفات

والأطفال

والورد المخبأ في الخدود

عن المدافع

أو عن القمم التي عقدت

فقط ,

قولو لهم

"نحن ابتلال الورد بعد القصف بالدم الحرام "

"نحن انطفاء مدينة تحت الركام "

نحن اشتعال الروح بعد الموت أو وسط النشيد

"هل من مزيد ؟ "

لا تخبروا أحدا

بميعاد القيامة واكذبو

في الوقت متسع لميلاد جديد

في الوقت متسع لميلاد جديد