الربيع العربي.. يجعل مخاض حماس عسيرا
رام الله: تجد حركة حماس نفسها بعد ما يزيد من 25 عاما على انطلاقها رسميا امام متغيرات كبيرة في المنطقة من ابرزها صعود حركات اسلامية الى الحكم في دول عربية وقبول المجتمع الدولي بالتعامل معها على انها جزء من النظام العالمي بعد قبولها بمتطلبات الدخول الى هذا النظام.
وسارعت الحركات الاسلامية التي وصلت الى الحكم في تونس والمغرب وحققت مكاسب كبرى في الانتخابات التشريعية في مصر الى تأكيد التزامها بالاتفاقيات الموقعة واحترامها لقواعد القانون الدولي في سعيها لأن تصبح جزءا من النظام السياسي العالمي الامر الذي يشكل اختبارا صعبا لحركة حماس التي لم تعلن بعد وصولها إلى الحكم في قطاع غزة استعدادا للالتزام بالاتفاقيات الموقعة وتحديدا مع اسرائيل.
وقال المحلل السياسي ابراهيم ابراش "بالتأكيد هناك عدة احداث دفعت حركة حماس الى اعادة النظر بنهجها فيما يتعلق بالمقاومة المسلحة وفيما يتعلق بعلاقاتها مع منظمة التحرير ومحيطها العربي." واضاف "من اهم هذه الاحداث ان حماس اصبحت سلطة في قطاع غزة وتتجه الى دولة غزة اي تحويل غزة الى كيان سياسي قائم بذاته. هذا الامر يجعلها تتوقف عن العمل المسلح حتى تحافظ على القطاع، والعامل الثاني هو الثورات العربية ووصول فروع الاخوان الى السلطة وممارستهم العمل السياسي الوطني الداخلي."
ويرى ابراش ان ما تشهده المنطقة من تحولات بسبب الثورات العربية "يدفع حماس الى ان تتبنى نفس التوجه اي ان تنتهج نهج الاخوان المسلمين في التحول الى نظام سياسي."
ويمكن قراءة جزء من التحول الذي تشهده حماس بمتابعة التصريحات الصادرة عن رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل والتي بدأها بالقبول باقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 واعطاء فرصة للرئيس محمود عباس لتحقيق شيء من خلال المفاوضات وكان آخرها الموافقة على تولي عباس رئاسة حكومة انتقالية مما يعني عمليا القبول بسياسته.
وينظر البعض الى النقاش الذي تشهده حركة حماس وخصوصا بعد توقيع مشعل على اتفاق الدوحة الذي ينص على تشكيل حكومة وحدة برئاسة عباس لانهاء الانقسام الفلسطيني والعمل على اجراء انتخابات جديدة واعادة اعمار غزة على انه جزء من اختلاف الاراء حول مستقبل الحركة ودورها في النظام السياسي خلال المرحلة القادمة.
وقال المحلل السياسي اياد البرغوثي لرويترز "يبدو لي ان هناك نوعا من الصراع او الاخذ والرد حول مستقبل حماس في ظل التحالف الجاري الدولي والعربي."
واضاف "يبدو ان هناك اختلافا في الرؤى لدى قادة حماس بين من يرى ان المنطقة تتجه لتكون محكومة من التيارات الاسلامية والاخوان المسلمين بالذات وخاصة مصر وتونس والمغرب وسوريا."
وعملت حماس خلال الفترة الماضية على نفي توجه رئيس مكتبها السياسي ليكون في منصب المرشد العام للاخوان المسلمين فرع فلسطين وخصوصا بعد تسريب انباء عن فصل الاخوان المسلمين في فلسطين عن الاردن خلال الاسابيع الاخيرة.
رويترز