التنكيل بأولاد الفلسطينيين أخبار قديمة

بقلم: ترتسيه فلور
وُجد مرة اخرى تقرير من مجلس الامم المتحدة لحقوق الطفل يزعم ان الجيش الاسرائيلي يعذب اولادا يعتقلهم بسبب رشق بالحجارة. ألم يضيقوا ذرعا هناك في الامم المتحدة؟ أجابت وزارة الخارجية الاسرائيلية (‘هآرتس′، 23/6) بأنها قد سلّمت من قبل ردا في آذار/مارس من هذا العام على تقرير اليونسيف الذي زعم الشيء نفسه. وساعدت وزارة الخارجية آنذاك في تشكيل مواد. بحيث أصبح الامر كافيا لأنه كم يمكن الحفر؟ أو كما قال متحدث الوزارة يغئال بلمور: ‘اذا أراد أحد ما أن يزيد في الانحياز السياسي والهجمات على اسرائيل، من دون ان يعتمد على معطيات جديدة وعلى بحث ميداني، بل على استعادة لمزاعم قديمة فليس لذلك أهمية’، أو باختصار سمعنا وقلبنا الصفحة.
إن التنكيل بأولاد على أيدي جنود الجيش الاسرائيلي ورجال شرطة حرس الحدود والشرطة في المناطق والمستوطنين أخبار قديمة. فجيئونا بشيء جديد. فليس مما يثير الاهتمام اعتقال أولاد تحت عمر الـ12. ستتحدثون في الحال عن جندي يداهم بيتا في منتصف الليل ويخيف بنتا صغيرة تصوب اليه نظرات لن ينساها. ماذا دهاكم.
هذا أدب شعبي ما زال موجودا حتى من قبل الانتفاضة الثانية. وستُحدثوننا في الحال عن أب يجري الى الجنود ويأخذ ابنه منهم ويضربه أمام أعينهم كي يدعوه وشأنه فقط ولا يُدخلوه الى سيارة الجيب. وقد سمعنا هذا منذ زمن ايضا.
وربما تكشفون عن وجود أولاد لا ينامون في الليل، وأولاد يقفون في المفترقات لبيع ألعاب بلاستيكية بدل ان يتوجهوا الى المدارس، وأولاد يبحثون في المزابل بدل ان يجلسوا في الفصول الدراسية. وأولاد يجب ان يسيروا على الأقدام كيلومترات الى المدارس ويهاجمهم مستوطنون احيانا، أو ربما تقولون إن غلاما في الثالثة عشرة اعتُقل ثلاثة ايام في سجن عوفر وأُصيب بصدمة شعورية بسبب ذلك.
وماذا عن أولاد في الخليل يبصق أولاد المستوطنون عليهم في طريقهم الى المدارس؟ وربما تكتبون ايضا عن أولاد هم مجرد جائعين؟ يا الله، لا بأس، إننا جميعا نقرأ لجدعون ليفي وعميره هاس، ونتصفح احيانا شيئا مما يرد عند ‘بتسيلم’ وعند ‘نكسر الصمت’ وعند ‘اطباء من اجل حقوق الانسان’ من جامعي الامور التافهة الصغيرة.
يكفي من فضلكم إنكم ايضا تعلمون ان كل ذلك سياسة. لقد قلنا في مارس إن أبناء الرابعة عشرة يُعتقلون 24 ساعة فقط وإن تقييدهم أقل إيلاما. أليس هذا طيبا بقدر كافٍ؟ يا الله، إنهم جميعا أولاد. وسيكون الامر على ما يرام فالاولاد يبقون أحياء وسيكبرون في الحال. وحينما يكبرون سيفهمون كما يعدون كل ولد.
إن هذا الاستخفاف يدهشنا في كل مرة من جديد. وكذلك الاعتياد، إن الجيش الاسرائيلي في المناطق، واسرائيل محتلة ولا يحدث شيء. إن الاولاد في المناطق ضحايا ذلك القانون الأهوج السيّال المرن المستعمل في المناطق المحتلة. إنهم أقصر قامة من كبار السن وقد يجهشون بالبكاء لكنهم يرشقون بحجارة ويُعتقلون ولا نعرف طريقة اخرى للقضاء على هذه الظاهرة وحراسة مواطني اسرائيل.
إن حقيقة ان تكون في الثانية عشرة أو في الثالثة عشرة لا تعتبر سببا مُخففا. ولا يوجد في قيادة الجيش الاسرائيلي قفازات حريرية لشخص لم يُنه بعد مدرسة ابتدائية، وليست عند وزارة الخارجية ايضا أجوبة مميزة فهي تقول: رأينا وسمعنا فدعونا وشأننا، فليست لنا قدرة على ان نُزعزَع مرة اخرى وليست لنا قدرة على ان نتخيل أبناءنا في سيارة جيب بين جنود وبنادق مقيدين معصوبي العيون في الطريق الى المعتقل. يجب على متحدث وزارة الخارجية ان يُخرج الولد من حضانة الظهيرة وان يأخذه الى حلقة جيمبوري (حلقة ترفيهية). أوليس هذا تنكيلا؟