توزيع غنائم في الحاخامية

بقلم: أسرة التحرير
تنشغل الساحة السياسية في الاسابيع الاخيرة في المنافسة على منصب الحاخام الرئيس الاشكنازي، التي في مركزها ترشيح الحاخام دافيد ستاف، رئيس منظمة حاخامي تساهر. ومؤيدو ستاف يعرضونه كاصلاحي، سيخلص الحاخامية الرسمية من قيود الحاخامين الاصوليين، سيمنحها طابعا صهيونيا وسيحسن الخدمة للجمهور.
ولشدة الاسف فان التوقعات بتغيير دراماتيكي في الحاخامية منقطعة عن الواقع. فالحاخام ستاف، مثل خصومه الحاخامين دافيد لاو واسحق دافيد غروسمان، هو رجل دين ارثوذكسي يطيع الفقه الذي تقرر قبل مئات السنين. احد منهم لا يمكنه ولا يريد أن يغيره. كما لا توجد اي قيمة للتنور المزعوم الذي يستهدف ‘فتح أبواب الحاخامية امام الجمهور’. فالحاخام الرئيس الحالي، يونا متسغار وسلفه اسرائيل مئير لاو، عرفا كيف يتصرفان جيدا حيال الجمهور العلماني، ولكن تأثيرهما الفقهي كان صفرا.
فولايتاهما لم تغيرا شيئا بالنسبة لالاف الازواج الاسرائيليين، الذين ثاروا على الاكراه الديني واختاروا تأطير علاقاتهم الزوجية بدون الحاخامية. ولا للطائفة الاصولية، التابعة لفتاوى حاخاميها الذين خارج المنظومة الرسمية. الحاخام الرئيس القادم لن يغير هذا الواقع.
الحاخامية الرئيسة وفروعها في السلطات المحلية تشكل اساسا أداة لتوزيع النفوذ السياسي، التعيينات، الميزانيات، السيارات الخاصة وباقي التشريفات. وهذا هو السبب الذي يجعل الاحزاب الدينية شاس والبيت اليهودي تتصارع على السيطرة عليها. مفهوم أقل لماذا اختارت احزاب معظم ناخبيها علمانيون، يوجد مستقل، العمل والحركة التدخل في المنافسة على الحاخامية الرئيسة، وعدم خدمة الجمهور الذي يمثلونه.
بدلا من تأييد الحاخام ستاف، والتخليد من خلاله للحاخامية كأداة رسمية لاكراه الفقه الارثوذكسي على جمهور غفير لا يريدها، على يئير لبيد، شيلي يحيموفيتش وتسيبي ليفني ان يقترحوا اصلاحا حقيقيا: فصل الدين عن الدولة، انتهاج زواج مدني للجميع ومنح مكانة متساوية للحاخامين الاصلاحيين والمحافظين، الذين يقترحون بديلا ليبراليا لمن يريد أن يحافظ على صلته بالتقاليد اليهودية من دون أن يطيع البلاط الرسمي.