مؤتمر دولي لأجل الصومال
لندن: افتتح رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون في لندن المؤتمر الدولي عن الصومال، معتبرا أن ثمة فرصة غير مسبوقة لتغيير الوضع في هذا البلد، في حين دعت الولايات المتحدة المجموعة الدولية إلى فرض عقوبات على أي جهة تعرقل العملية الانتقالية في الصومال. ميدانيا هز انفجاران عنيفان مدينة بيداوا الليلة الماضية بعد ساعات على دخول قوات الجيش الإثيوبي والحكومة الصومالية الانتقالية إثر انسحاب حركة الشباب المجاهدين منها.
وقال كاميرون أمام مندوبي خمسين بلدا ومنظمة، منها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، إن مشاكل الصومال لا تؤثر فقط على هذا البلد، بل تؤثر على الجميع، ولفت في هذا الصدد إلى القراصنة الذين يعرقلون الطرق التجارية الحيوية ويخطفون السياح، وكذلك تأثر شبان بالتطرف الذي يغذي ما سماه الإرهاب الذي يهدد الأمن في العالم أجمع، ودعا المجتمع الدولي للمساعدة في إنهاء الفقر والمجاعة والتطرف في الصومال.
كما دعا إلى جعل هذا المؤتمر منعطفا لمساعدة الشعب الصومالي على استعادة بلاده والحصول بذلك على مزيد من الاستقرار والازدهار للصومال والمنطقة والعالم.
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن المجموعة الدولية فتحت فضاء للحرية والاستقرار في الصومال، معتبرا أن هذا الفضاء صغير لكنه يمثل فرصة لا يمكن تفويتها، فرصة لمساعدة الشعب الصومالي.
ودعا بان إلى اتخاذ تدابير لتحسين الأمن ودفع العملية السياسية وزيادة المساعدة لإعادة إعمار وتطوير البلاد، واعتبر أنه بفضل قوة الاتحاد الأفريقي في الصومال تترسخ العملية السلمية وتقوى الحكومة الانتقالية.
أما وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون فدعت بدورها المجموعة الدولية إلى فرض عقوبات إضافية مثل منع السفر وتجميد ممتلكات الذين يعرقلون العملية الانتقالية، وقالت إن موقف الولايات المتحدة واضح وهو عدم التسامح مع أي محاولة لعرقلة العملية السياسية والإبقاء على الوضع الراهن.
وحذرت كلينتون بأن الذين يعترضون الطريق سيحاسبون، مؤكدة أن الوقت حان لتحقيق الانتقال وليصبح للصومال حكومة مستقرة، وأعلنت عن مساعدة أميركية إضافية بقيمة 64 مليون دولار (48 مليون يورو) لبلدان القرن الأفريقي.
من جهتها قالت مفوضة المساعدات الإنسانية في الاتحاد الأوروبي كريستالينا جورجيفا إن المجتمع الدولي لا يحتمل أن يرى دولة فاشلة في الصومال، مؤكدة أن الجميع في قارب واحد.
وبدوره أبلغ الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد المؤتمر أن الهدف المشترك لحكومته والشعب الصومالي يتمثل في استعادة السلام والأمن وإنهاء العنف وإرساء سلام شامل ودائم لتمهيد الطريق لمكافحة ما سماه التطرف والإرهاب وتوفير الخدمات الاجتماعية والبنى التحتية لجميع أنحاء الصومال.
وقبل بدء المؤتمر، صرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ لبي.بي.سي أن هذا اللقاء يشكل فرصة تاريخية لإخراج البلاد من أزمة مستمرة منذ عشرين عاما.
ويحضر المؤتمر، الذي يستمر يوما واحدا، الولايات المتحدة وبريطانيا والأمين العام للأمم المتحدة ورئيس المفوضية الأفريقية، إضافة إلى الرئيس الصومالي ورئيس وزرائه وممثلين عن بونتلاند وصومالي لاند، فضلا عن رؤساء حكومات كل من قطر وإثيوبيا وكينيا وأوغندا.
ويتناول الاجتماع مشكلتي القرصنة والجفاف إضافة إلى عدم الاستقرار المستمر منذ أكثر من عقدين بهذا البلد الأفريقي.
وسيطلق خلال الاجتماع صندوق مالي لدعم الصومال تساهم فيه بريطانيا التي أعلنت بالفعل دعمه بعشرين مليون جنيه إستراليني (32 مليون دولار) والإمارات والدول الإسكندنافية، ومهمته التدخل لمواجهة أي كوارث تتعرض لها الصومال وكذلك بناء المدارس والمستشفيات والمحاكم ومخافر الشرطة.
وكالات