إيران لا تفكر بالنووي سلاحا
طهران: نفت إيران مجدداً وجود أي طابع عسكري لبرنامجها النووي، لكنها شددت على استمرار العمل في هذا البرنامج مهما كانت المعوقات، وذلك بعد ساعات على إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية فشل مهمة خبرائها في طهران، بعد رفض السلطات الإيرانية السماح للوفد بزيارة موقع بارشين العسكري.
في هذا الوقت، واصلت إسرائيل التحريض على إيران، حيث قال وزير دفاعها إيهود باراك إن على المجتمع الدولي التحرك قبل أن تصبح إيران دولة نووية، فيما حذر وزير المالية يوفال ستاينتس من أن طهران قد تمتلك في غضون سنوات قليلة صواريخ قادرة على ضرب الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
وقال المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي، في كلمة أمام علماء نوويين، إن إيران «لا تسعى إلى امتلاك السلاح الذري».
وأضاف «بعون الله، ومن دون الاكتراث بالدعاية، فإن المسار النووي الإيراني سيستمر بإصرار وجدية»، مؤكداً أن «الضغوط والعقوبات والاغتيالات لن تؤتي ثمارها... ولا يمكن لأي عقبة أن توقف العمل النووي الإيراني».
وتابع «نريد كسر التفوق القائم على السلاح الذري... وبإذن الله سينجح الشعب الإيراني في ذلك». وشدد على أن «الطاقة النووية مرتبطة مباشرة بالمصالح القومية الإيرانية»، مطالبا العلماء المجتمعين أمامه «بمواصلة عملهم الجوهري بأكبر قدر من الجدية».
وندد خامنئي باغتيال العلماء النوويين الإيرانيين، وبالضغوط التي تمارسها الدول الغربية على إيران، واصفاً ذلك بأنه «علامة ضعف من جانب أعدائنا».
وأتت تصريحات خامنئي بعد ساعات على انتهاء زيارة وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران، لمحاولة تبديد القلق الدولي حول الأهداف النووية الإيرانية، من دون تحقيق أي نتائج.
وأشارت الوكالة الذرية، التي تتخذ من فيينا مقرا، في بيان بعد المحادثات التي أجريت يومي 20 و21 شباط، إلى أنه «خلال الجولتين الأولى والثانية للمناقشات طلب فريق الوكالة الإذن بدخول الموقع العسكري في بارشين، ولم تأذن إيران بهذه الزيارة».
وكانت الوكالة الذرية ذكرت موقع بارشين في تقرير مفصل في تشرين الثاني الماضي، ما أعطى ثقلا من جهة مستقلة لمخاوف غربية من أن تكون إيران بصدد صنع قنبلة نووية وهو ما ينفيه مسؤولون إيرانيون.
وقال المدير العام للوكالة الذرية يوكيا أمانو إن «عدم قبول إيران طلب زيارة بارشين مخيب للآمال... تعاملنا بروح بناءة لكن لم نتوصل لاتفاق».
وفي وقت سابق، قال مبعوث إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية لوكالة الطلبة الإيرانية للأنباء إن طهران تتوقع إجراء المزيد من المحادثات مع وكالة الطاقة الذرية.
لكن جيل تيودور، المتحدثة باسم أمانو، لم تشر إلى اعتزام إجراء المزيد من الاجتماعات، مشيرة إلى أنه «في هذه المرحلة حاليا ليس هناك اتفاق حول المزيد من المباحثات».
وكان فريق الوكالة المؤلف من خمسة أعضاء بقيادة هرمان نائب المدير العام ناكيرتس يسعى إلى الحصول على رد من إيران بشأن المعلومات التي تلمح إلى أن برنامجها المدني المعلن ستار لبرنامج تسلح.
وفي العام الماضي ساهم تقرير من الوكالة لمح إلى أن إيران سعت للحصول على التكنولوجيا النووية العسكرية في تكثيف أحدث مجموعة من عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والتي تسبب صعوبات اقتصادية في إيران قبل الانتخابات البرلمانية في آذار المقبل.
وأعرب البيت الأبيض عن «أسفه» لفشل» مهمة الوكالة الذرية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني «نأسف لفشل إيران في التوصل إلى اتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية...انه دليل جديد على رفض إيران احترام واجباتها الدولية». واعتبر المتحدث أن هذا التطور «يظهر على ما يبدو انهم لم يغيروا موقفهم» في الملف النووي.
كذلك، أدان مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال «بشدة» رفض إيران السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول إلى موقع بارشين، معتبراً أن هذه «فرصة جديدة فوتتها إيران». وأضاف أن «رفض التعاون يضاف إلى التصريحات الأخيرة لمسؤولين إيرانيين أشادوا بالتقدم في أنشطتهم النووية»، معتبراً أن «على مجلس الحكام في وكالة الطاقة الذي يبدأ في الخامس من آذار ان يستخلص الدروس ببساطة مع الأخذ في الاعتبار تقرير الوكالة الذي ينشر في الأيام المقبلة حول البرنامج النووي الإيراني».
في هذا الوقت واصلت تل أبيب التحريض على إيران، إذ قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إنه «يجب مواجهة إيران الآن، قبل أن تصبح دولة نووية»، و«بذل جهود حازمة من اجل وقف برنامجها النووي.
وفي ما يتعلق بالتقارير التي تحدثت عن الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على إسرائيل لمنعها من مهاجمة إيران، قال باراك إن «إسرائيل تقدر وتحترم الولايات المتحدة، غير أن حكومة إسرائيل وجيشها هما المسؤولان عن مستقبل الدولة وأمنها».
بدوره، قال وزير المالية الإسرائيلي يوفال شتاينتس، في مقابلة مع شبكة «سي أن بي سي»، إن إسرائيل تعتقد أن إيران ستمتلك في غضون فترة تتراوح بين عامين وثلاثة أعوام صواريخ عابرة للقارات قادرة على إصابة أهداف في الولايات المتحدة.
وأوضح «نقدر أنه سيكون في استطاعتهم في فترة تتراوح بين عامين إلى ثلاثة أعوام امتلاك أول الصواريخ العابرة للقارات، والقادرة على الوصول إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة. وعليه فإن هدفهم هو أن يوجهوا تهديدا نوويا مباشرا... لأوروبا والولايات المتحدة».
في المقابل، حذرت روسيا إسرائيل والولايات المتحدة من شن هجوم عسكري على إيران، معتبرة ان التدخل العسكري سيخلف عواقب «كارثية» على المنطقة وعلى «منظومة العلاقات الدولية» كلها.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، في مؤتمر صحافي في موسكو، أن «اي سيناريو عسكري ضد إيران سيكون كارثيا على المنطقة، ومن دون شك على منظومة العلاقات الدولية بأسرها».
واضاف «آمل في ان يكون هناك إدراك في اسرائيل للعواقب» التي يمكن ان يخلفها ذلك معبرا عن رغبته في «عدم الوصول الى سيناريوهات عسكرية».
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش تحدث قبل ساعات عن «السيناريو الكارثي» لتدخل عسكري ضد طهران انطلاقا من قاعدة عسكرية اميركية في قرغيزيستان، الجمهورية السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى. وقال «لا يمكننا استبعاد إمكانية استخدام هذه البنية التحتية في إطار نزاع محتمل مع ايران»، معتبراً أن «الدعوات الى ضرورة ضمان عدم انتشار الاسلحة النووية ربما تخفي طموحات في إحكام القبضة على الخريطة الجيوسياسية لمنطقة شاسعة غنية بموارد الطاقة... نأمل في الا يتحقق هذا السيناريو الكارثي».
وكانت الحكومة القرغيزية أعلنت انها تنوي اغلاق قاعدة ماناس في النصف الثاني من عام 2014. لكن الولايات المتحدة تمكنت سابقا من التفاوض على تمديد استئجار القاعدة مقابل رفع قيمة الإيجار. ولا تنظر موسكو بارتياح الى الوجود الاميركي في آسيا الوسطى، المنطقة الغنية بالموارد التي كانت تحت سيطرتها حتى سقوط النظام السوفياتي العام 1991.
السفير. وكالات