لبناني يعزف على منشار الخشب
بيروت: يحول الموسيقي اللبناني نبيل ملكي منشار الخشب إلى آلة موسيقية يصدح صوتها الأوبرالي في حفلاته ذات الطابع الديني التي يحييها.
وبدأ ملكي منذ 25 عاما العزف على المنشار الحديدي ذي الأسنان الحادة، بعد أن تعلم هذا الفن من والده الذي كان في ستينات القرن الماضي أول من استخدم أداة نشر الخشب لأغراض موسيقية في لبنان.
ونشأت علاقة عاطفية وروحية بين العازف الشاب وبين هذه الآلة الحادة. هي علاقة عاطفية إذ تذكره بوالده، وروحية إذ أن المنشار يتحول بين يديه آلة تصدر ألحانا جميلة ومن خلالها يوصل رسالته الدينية، بحسب ما يقول لوكالة فرانس برس.
وملكي الذي يدير كورسين الأول للصغار والثاني للكبار وفرقة للعزف على الأجراس يقول "والدي تعلم العزف على المنشار من أحد المرسلين الأميركيين الذين قصدوا بيروت في ذلك الحين. وكانت أغنية "سايلنت نايت" الميلادية هي اللحن الوحيد الذي كان يعزفه على المنشار. وقد تأثرت بعزفه، وعزمت على إتقان العزف على هذه الأداة بدوري وأنا في الحادية عشرة من عمري".
وفي الولايات المتحدة حيث أمضى 16 عاما، تعرف نبيل ملكي إلى موسيقيين يعزفون على المنشار "لكن عددهم قليل"، بحسب ما يقول.
ويشرح ملكي الذي يتقن أيضا العزف على البيانو والغيتار أن "الأميركيين باتوا يصنعون مناشير موسيقية مخصصة للعزف"، لكنه يعتبر أن "العزف على المنشار يفقد رونقه إذا كان مصنوعا خصيصا للعزف، إذ يكون ذلك كالعزف على آلة عادية. ولعل أهمية الأمر تكمن في العزف على المنشار الأصلي".
ومن هذا المنطلق، لا يختار ملكي منشاره من متاجر الآلات الموسيقية بل يفضل العزف على منشار الخشب التقليدي الذي ابتاعه من أحد محال الخردة في العام 1987. ويوضح أنه مخلص له إذ اشترى منشارين آخرين غيره، لكنهما ليسا بمواصفاته.
ويستخدم ملكي عصا الكمان للعزف على الجهة الملساء من المنشار. ويقول "ينبغي على المنشار أن يكون لينا وطوله حوالى 70 سنتيمترا كي أستطيع أن أثنيه على شكل حرف اس اللاتيني ليصدر صوتا".
بعناية ودقة، يضع نبيل ملكي قبضة المنشار الخشب بين رجليه ويمسك طرفه الأعلى ويثنيه إلى الأسفل وإلى الأعلى ممرا عليه عصا الكمان على الجهة الملساء. ويهز برجله حتى يتصاعد الصوت بحسب ما يشرح.
بالنسبة إلى ملكي، يعتبر العزف على المنشار "ممتعا لكنه متعب. فبعد أربع دقائق من العزف عليه تنهك عضلات اليد، فضلا أن نوتاته العالية قد ترهق المستمع، ويكفي أن أقدم أغنية أو أغنيتين بإيقاع بطيء".
ويشبه نبيل ملكي صوت المنشار بصوت السوبرانو العالي في الاوبرا. ويقول إنه يمكن أن يدخل في إطار أوركسترا "شرط أن تكون الموسيقى المعزوفة هادئة و بطيئة". ويفضل ملكي أن يرافقه البيانو خلال العزف على المنشار "لكي يكسر حدة صوته".
أ ف ب