عبثية بيكيت في دمشق
دمشق: استضافت أوبرا دمشق الأحد مسرحيتي "ارتجالية أوهايو"، و"وقع الخطى"، عن نصين لصموئيل بيكيت (1906-1989) الكاتب الايرلندي الشهير، وأحد رواد مسرح العبث، ولان العملين يتناولان العزلة والوحدة والصمت فقد اختار مشتغلو المسرحيتين تقديمهما على التتالي في إطار عرض واحد، وإن كانا على خشبتين متجاورتين.
يدور عرض "ارتجالية أوهايو" الذي يؤديه الممثلان محمد زرزور ومحمد ديبو، وأعده وائل قدور للمسرح، حول عجوز يعيش وحيدا في غرفة صغيرة في جزيرة، ويلخص دليل العرض حكاية العجوز بالقول إنه "انتقل إلى هذه الغرفة عله يخفف شيئا من عذابات الفقد التي تعرض لها بعد موت من كان قد تقاسم معه حياته الماضية".
وتقول الحكاية إن "العجوز يقضي أوقاته في التأمل واستحضار الماضي ومحاولة التصالح معه، ولكن تنتابه نوبات الهلع التي كانت قد فارقته منذ مدة طويلة، فلا يتمكن من النوم ليلا ويبقى مرتجفا حتى طلوع الفجر".
وتمضي الحكاية "في إحدى الليالي يستحضر العجوز طيفا من داخله، يقرأ الطيف من مجلد قديم حكاية حزينة تختصر ذاكرة العجوز وماضيه".
هذا الطيف هو ممثل آخر مقابل وشبيه للعجوز. إنه صوته، وهلوساته، وحكايته مجسدة بصوت رجل آخر.
وعلى عادة بيكيت في مسرحياته لا تقول هذه "الارتجالية" الشيء الكثير، فهي هذا الصمت، واستماع العجوز إلى صوته، والحكاية الغامضة الأقرب إلى ترتيلة ما قبل النوم.
وربما ينطبق الأمر نفسه على مسرحية "وقع الخطى"، التي تؤديها الممثلتان فاتنة ليلى، ورنا كرم وأعدها للمسرح مضر الحجي. وهي تعرض مقتطفا من يوميات أم وابنتها، تعيشان في عزلة شديدة، وتشكل كل منهما العالم بالنسبة للأخرى.
أ ف ب