تحقيقات سرية تكشف تورط إسرائيل في مذبحة "غواتيمالا"

نيويورك: كشفت مجلة التحقيقات الإخبارية عن المتورط الحقيقي في حادثة الإبادة الجماعية بـ"غواتيمالا"،عام 1980،فبعد أن ظن العالم لسنوات عديدة أن المتسبب الحقيقي في هذه المذبحة هو الرئيس الأمريكي الأسبق "رونالد ريجان"،و مساعديه، جاء الصحفي و المحقق الأمريكي "روبرت باري" ليكشف حقيقة تورط الحكومة الإسرائيلية، والتي زودت الجماعات التي قامت بارتكاب الفعل بالمروحيات و المدافع وأجهزة الكمبيوتر، والتي تم إستخدامها لمطاردة وإبادة "هنود إكسيل"، زاعمين أنهم من أعداء إسرائيل.

في هذا السياق قال "باري" : " لقد عملت الحكومة الأمريكية تحت قيادة الرئيس "ريجان"،مع عدد من المسؤولين الإسرائليين، في ارتكاب مذبحة "غواتيمالا"،التي إستهدفت الآلاف من أرواح "هنود إكسيل"، حيث تم تزويد الجيش بـ"غواتيمالا" بالطائرات الحربية لاستخدامها في اصطياد المواطنين على الأرض"، مؤكدا على أن شهود عيان والعديد من الوثائق الأخرى تثبت ذلك.

وأشار الصحفي الأمريكي إلى آراء أحد الذين حضروا محاكمة "ريوس مونت"، الرئيس السابق لغواتيمالا، وهو الصحفي الأمريكي "آلان نيارن"، والذي كان يغطي أحداث حرب "غواتيمالا"، حيث قال :"الشئ الذي أثار إهتمامي أثناء المحاكمات، هو إجماع عدد كبير من الشهود في المحاكمة على فكرة الفرار إلى الجبال خوفا من أن يتم إستهدافهم أو قتلهم من قبل الطائرات الأمريكية" ، مضيفا : " لقد كنت أشك في الأمر و لكن بعد أن سمعت الشهود و أقوالهم، فقد تأكد لي الأمر، لدرجة أن هذه الهجمات التي كانت تقوم بها القوات الأمريكية، فاقت بكثير التخيلات التي كنت أتوقعها".

وفي سياق آخر أثار "باري" التساؤلات عن مصدر هذه الطائرات، التي أستخدمت لضرب المدنيين، فمن المعروف أن إستخدام هذا النوع من السلاح غير مصرح به للإلتزام بحقوق الإنسان، و كانت الإجابة على هذا التساؤل تكمن في أن إعداد هذه الطائرات كان يتم بطريقة سرية بمساعدة "ريجان" وموظفي مجلس الأمن القومي من خلال شبكات المخابرات الإسرائيلية.

 

وأكد "باري" أن الضغط الذي مارسه "ريوس مونت"، هو ما أدى إلى إفتضاح الأمر، فبعد أن طالب "مونت" الولايات المتحدة بالمزيد من الطائرات الحربيت ، فى أواخر العام 1983، حيث كان يعمل على تكثيف حملته الحربية ، كانت الولايات المتحدة قد نفذ لديها الرصيد المالي للدعم العسكري من الخارج واللازم لشراء الأسلحة الحربية، منذ حرب "غواتيمالا"، التي قضت على ما تبقى لدى "واشنطن" من أسلحة وأموال لشراءها، ومن هنا بدأ فريق الأمن القومي بالعمل على طرق غير تقليدية لترتيب الحصول على أسلحة و معدات.

ووفقا لما قاله ضابط المخابرات الإسرائيلي السابق " آري بن منشه"، فقد نجحت القوات الإسرائيلية في الحصول على الطائرات الحربية والمعدات اللازمة للحرب في "غواتيمالا"،كما وصف الحقبة عام 1992 على أنها فترة "أرباح الحرب"، كما إعتبرها بمثابة مذركات خاصة له.

وزعم "بن منشه" في حوار له الأسبوع الماضي، أن المعدات التي كانت إسرائيل ترسلها إلى "غواتيمالا" من اجهزة كمبيوتر وغيرها، لم يكن القصد منها إيذاء المواطنين هناك،حيث قال :"لقد كنا نرسل هذه المعدات لمساعدة المواطنين، و ليس العكس،بالإضافة إلى أن هذه المعدات كانت بناء على طلب من أصدقائنا من القوات الأمريكية،فكيف لنا لا نلبي النداء".

يذكر أن "بن منشه" كان قد أكد في وقت سابق أنه بعد أن تتبع مبيعات الأسلحة الإسرائيلية في "غواتيمالا" بناء على ما أوفدته معلومات تابعة لشبكة سرية تأسست عام 1970 من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "آريل شارون"،خلال الفترة التي تسبق إشتغاله في الحكومة،تبين أن إسرائيل قدمت معدات عسكرية مهولة لأجهزة الأمن في "غواتيمالا" خلال عام 1980 ، منوها أن الممثل الرئيسي لشارون هناك بعد أن تولى منصب رئاسة الوزراء، رجل أعمال يدعى "بن أور"حسب ما نقلته شبكة الإعلام العربية.

حرره: 
م.م