أريتيري يتحدث عن تعذيب تعرض له في سيناء

لندن: بعد سبعة شهور من الضرب والكي والصدمات الكهربائية والتهديد المتواصل بالقتل نال لاجئ أريتيري حريته بعد أن كان مخطوفا في صحراء سيناء.

وعبر "فيلمون سيميري" عن غبطته بالحرية، وهو الآن يعاني من آثار الضرب والكي، وقال "لا أستطيع التعبير بالكلمات عن مشاعري، أنا أشعر بالراحة الآن بعد كل ما تعرضت له. كان الموت قاب قوسين مني، وفي لحظة ما فقدت الأمل بالنجاة".

وكان سميري حسب ما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية قد قال في مقابلة نادرة عبر الهاتف "ليس لدي غذاء أو ماء كاف، أتعرض للضرب والحرق والكهرباء، جسدي يحترق، اغيثوني، أرجوكم ".

وقد أجبره خاطفوه من البدو على الاتصال بعائلته والقول انه سيقتل اذا لم يدفعوا فدية مقدارها 33 ألف دولار.

وقال مايك تومسون من هيئة الإذاعة البريطانية " اتصلت بالرقم الذي اتصل منه فيلمون، بعد موافقة عائلته، لم أحظ برد في البداية، ثم أخيرا جاء شخص ليسأل لماذا أتصل ، وبعد فترة صمت جاء فيلمون بصوت باك، يقول ان عائلته لن تستطيع دفع الفدية، وانه سوف يقتل".

"وفجأة سمعت صوت شخص على الناحية الأخرى أكد بصوت بارد مخاوف فيلمون"، وقال "إن كان فيلمون لا يملك مالا سوف أقتله هنا".

وأضاف : سألت الشخص الذي قال لي لاحقا انه زعيم العصابة "هل قتلت آخرين" فرد علي "نعم قتلت كثيرين هنا"، والحقائق على الأرض تؤكد ادعاءه.

وتقدر الأمم المتحدة أن ما معدله 3 آلاف أريتيري نزحوا إلى شرقي السودان كل شهر على مدى السنة الماضية. وقد خطف الكثيرون منهم خلال الرحلة، وتعرضوا للتعذيب والقتل على يد عصابات تهريب من البدو، ودفنت جثث بعضهم في الصحراء.

وروى فيلمون كيف تعرض للخطف مع أريتيريين آخرين بمجرد أن قطعوا الحدود الى السودان، لكنه تمكن من الفرار.

وقد اضطر هو ورفاقه لشرب بولهم لتفادي الموت عطشا، الى أن تمكنوا من الوصول الى أقرب بلدة، لكن الأهالي أبلغوا خاطفيهم، وفي خلال ساعات كانوا متوجهين على ظهر شاحنة الى شمالي سيناء، مكبلين ومكممين.

وبمجرد أن وصلوا أخذوهم الى منزل جميل، وأجبروا على الاستلقاء على الأرض، ثم ابلغوا أن على عائلاتهم دفع 33 ألف دولار, وإلا قتلوا، وأجبروا على الاتصال بعائلاتهم لإبلاغهم بالوضع.

وبعد أن أعطى الخاطفون أجهزة هاتف للمخطوفين بدأوا بضربهم وحرقهم حتى يسمع افراد عائلاتهم صراخهم.

وقال ان المعاملة تحسنت بعد المكالمة الهاتفية، ثم عاد الخاطفون لضربهم وكيهم بالنار والكهرباء.

ووافق الخاطفون على إطلاق سراح فيلمون مقابل دفع مبلغ 13200 دولار، ثم عادوا وطلبوا مبلغ عشرة آلاف دولار إضافية منه ومن اثنين آخرين من المخطوفين.

بعد مضي عدة أسابيع دفعت المبالغ وأطلق سراحهم، وتمكن فيلمون من الوصول إلى القاهرة أسوة بالكثيرين من مواطنيه الذين تعرضوا للاختطاف سابقا.

 

حرره: 
م.م