56 عاماً من التعاون الأمريكي الإسرائيلي

بقلم: دانيال ب. شبيرو*
أُهنئ دولة اسرائيل، التي تحتفل باستقلالها الـ 65 (!) وقد احتفل الرئيس أوباما اثناء زيارته لاسرائيل في الشهر الماضي بمرور 65 سنة صداقة بين إسرائيل والولايات المتحدة، وأكد ان الحلف بين الدولتين يقوم على القيم المشتركة، وعلى المُثل الديمقراطية، وعلى الايمان بأنه يجب علينا ان نمنح مواطنينا فرصا وحرية لانشاء مجتمعات أكثر عدلاً. وأريد بمناسبة يوم استقلال دولة إسرائيل ان أعاود تأكيد رسالة الرئيس اوباما: إن مستقبل العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة واضح اليوم كما كان دائما وأنا على ثقة بأن دولتينا ستستمران في الاقتراب بعضهما من بعض في المستقبل. ولا تزال العلاقات بيننا تتطور وقد تكون الطاقة الكامنة الكبرى للنمو في العلاقات الاقتصادية بيننا.

حصر الرئيس اوباما عنايته في خطبته في القدس بالتعاون بين الاسرائيليين والأميركيين على احراز تقدم في المجالات الثلاثة التي تُعرف عصرنا وهي الأمن والسلام والنمو. وأكد الرئيس العلاقات الأمنية بين الولايات المتحدة واسرائيل التي لم تكن قط أوثق مما هي الآن والتزام أميركا الذي لا يتزعزع بأمن اسرائيل. وكانت رسالة الرئيس اوباما واضحة وهي أنه ما بقيت الولايات المتحدة فلن تكون اسرائيل وحيدة. وتحدث الرئيس اوباما ايضا عن التزام مجدد بجهود إحلال السلام والتفاوض التي ستفضي الى دولتين للشعبين – دولة فلسطينية مستقلة الى جانب دولة اسرائيل الآمنة والديمقراطية واليهودية. إننا على علم بالصعاب التي تصاحب هذه المهمة، لكن تحقيقها مسؤوليتنا أمام الأجيال التالية.

وكان المجال الثالث الذي تناوله الرئيس اوباما هو النمو، أي العلاقات الاقتصادية والتجارية القوية بين الدولتين. يكون احيانا ثمة ميل الى نسيان البعد الاقتصادي بازاء عناوين صحافية تتناول الأمن والسلام، لكنه مهم بنفس القدر بالضبط وهو يُمثل من جوانب كثيرة مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل. إن هذه العلاقات لا تنشئ النمو واماكن العمل فقط بل تُمكّن دولتينا من ان تواجها معا تحديات القرن الواحد والعشرين سواء أكان الحديث يدور عن تلبية الطلب العالمي المتزايد للطاقة أو حماية البيئة والموارد الطبيعية أو حماية البنية التحتية الرقمية من الارهاب والجريمة السبرنتيكية.
منذ ان نشأت دولة اسرائيل نمت العلاقات الاقتصادية في الولايات المتحدة على الدوام، وأصبحت الولايات المتحدة اليوم أكبر شريكة تجارية لاسرائيل، فالتجارة بينهما تقف على أكثر من 40 مليار دولار كل سنة، وتبلغ استثمارات الولايات المتحدة المباشرة في اسرائيل والاستثمارات الاسرائيلية في الولايات المتحدة الى أكثر من 20 مليار دولار.

وتترجم هذه المعطيات ذات الأهمية الى اماكن عمل، إن شركات أميركية ومندوبيها يستعملون على نحو مباشر نحو 60 ألف اسرائيلي وهم عدد لا يقل عن 2 في المائة من القوة العاملة في اسرائيل. وتنشئ شركات اسرائيلية ايضا عشرات آلاف الوظائف في الولايات المتحدة. وإن انشاء هذه الوظائف في الدولتين من أكثر التعبيرات وضوحا وحساً للتأثير المعلوم للتحالف بين الولايات المتحدة واسرائيل في حياة مواطنينا اليومية.

رغم ان الشراكة الاقتصادية بيننا حظيت بنجاحات كبيرة في العقود السابقة ما زالت توجد طاقة كامنة هائلة للنمو. إننا نستطيع ويجب علينا أن نخطو خطوات جديدة لتقوية التجارة وتحسين التعاون في قضايا مهمة كالطاقة والبيئة والتعاون العلمي والامن السبرنتيكي، ستتيح للجيل التالي التحديث والنمو الاقتصادي. على سبيل المثال ان الكشف عن احتياطي كبير من الغاز الطبيعي في عرض البحر – وهي موارد يتم تطويرها الآن بشراكة بين شركات أميركية واسرائيلية – يغير تغييرا حادا مشهد الطاقة في اسرائيل. فقد تضمن هذه الموارد اذا أُديرت ادارة صحيحة لاسرائيل استقلالا في مجالي الطاقة والأمن.

وفي مجال الطاقات المتجددة ينشئ قادة من مجال البيئة في الولايات المتحدة واسرائيل شراكات عامة – خاصة بين حكومتينا وبين اعمال خاصة ومبادرين وعلماء وهي شراكات تشكل نموذجا لصورة عمل الأميركيين والاسرائيليين معا على حل مشكلات في مجال البيئة وإحداث فرص عمل جديدة.

إن الأمن السبرنتيكي هو مجال جديد حاسم للتعاون بين الدولتين، وقد حاول في الاشهر الاخيرة ارهابيون ومخالفون للقانون الاضرار بأميركا واسرائيل معا بهجمات موجهة، لكن لا توجد دولتان في العالم – كالولايات المتحدة التي هي بوتقة شركات التقنية المتقدمة في العالم، واسرائيل مع مواطنيها المجددين الذين جعلوها "أمة ستارت أب" – في موقع أفضل لقيادة العالم في مكافحته لهذه التهديدات. وأتوقع تعزيز تبادل المعلومات بين خبرائنا في مجال السبرنتيكا كي نستطيع ان نحمي بصورة أفضل قاعدة معلوماتنا الحاسمة.

واليوم واسرائيل تحتفل بسنة استقلال اخرى آمل ان أظل أرى الأميركيين والاسرائيليين يُحسنون ويبنون العلاقات التجارية بيننا التي هي قوية أصلا. واذا نظرت الى الوراء، الى سنوات التعاون الـ 65، فلا شك عندي بأن الدولتين تنتظرهما نجاحات كبيرة.

*سفير الولايات المتحدة في اسرائيل.