انقسامات عميقة في مصر

(القاهرة): احتفلت مصر بالذكرى الاولى للاطاحة بنظام الرئيس السابق حسني مبارك لكن المشاركة الضعيفة في إضراب دعا اليه ناشطون احتجاجا على مسار التغيير البطيء من الحكم العسكري كشف عن وجود انقسامات عميقة في البلاد.

وفشل الاضراب العام -الذي تمت الدعوة اليه للضغط من اجل مطالب الرحيل الفوري للمجلس العسكري الذي تولى المسؤولية خلفا لمبارك- في حدوث تعطيل كبير للحياة. وعارض الاضراب شخصيات دينية وجماعات سياسية منها الاسلاميون الذين يتمتعون بنفوذ كبير.

وسار العمل بشكل طبيعي في محطات السكك الحديدية بالقاهرة والمطار وكذلك الحافلات والمترو. وقال مسؤول إن الدعوة للإضراب لم يكن لها اي تأثير على قناة السويس المجرى المائي الذي يربط بين اوروبا واسيا ويعد مصدرا حيويا للعائدات في مصر.

وقال سائق حافلة يدعى احمد خليل "نحن جوعى ويجب علينا ان نطعم ابنائنا" موضحا السبب في عدم مشاركته في الاضراب الذي دعت اليه جماعات ليبرالية ويسارية مع بعض الطلاب والنقابات المستقلة.

وقال "يجب أن احضر هنا كل صباح وأعمل. لا يعنيني اذا كان هناك اضراب او عصيان مدني."

وقال محمد ابراهيم وزير الدولة لشؤون الاثار ان جميع المتاحف والمواقع الاثرية على مستوى الجمهورية لم تتأثر بالاضراب واستقبلت زائريها بشكل طبيعي حيث استقبل المتحف المصري في ميدان التحرير مئات السائحين وزاد عدد السائحين الاجانب لاثار مدينة الاقصر في جنوب البلاد على 1500 كما استقبلت اثار منطقة الاهرام نحو 1500 من السائحين والزائرين المصريين الذين اثروا انهاء اجازة نصف العام الدراسي عند الاهرام.

ويواجه الجيش الذي أشيد برجاله كأبطال قبل عام لمساعدتهم في الاطاحة بمبارك انتقادات متزايدة بسبب ادارته لشؤون البلاد منذ توليه السلطة في ذروة 18 يوما من الاحتجاجات الحاشدة التي اشعلها الفقر ومطالب بحكومة ديمقراطية.

ورغم ان المجلس العسكري الحاكم تعهد بتسليم السلطة لرئيس منتخب بحلول منتصف العام الا ان الجماعات الاحتجاجية التي أشعلت الانتفاضة ضد مبارك تشكك في نواياه وتعتبره امتدادا لحكمه وعقبة في طريق الديمقراطية الحقيقية.

وبعد عام من احتشاد مئات الالاف في ميدان التحرير يجمعهم مطلب واحد هو انهاء حكم مبارك الذي دام ثلاثة عقود تواجه مصر وضعا اكثر انقساما.

رويترز