مروحية عسكرية.. للزفاف

بقلم: أسرة التحرير
طار وزير الدفاع موشيه بوغي يعلون قبل اسبوع الى عرس ابنته في كيبوتس غروفيت في العربا، في مروحية عسكرية. ويعد هذا استخداما خاصا لمقدر وطني، بثمن آلاف الشواكل من ميزانية الدفاع. ليس يعلون وزير الدفاع الاول الذي يستغل طائرات الجيش الاسرائيلي لأغراضه الشخصية. فهو لا يزال بعيدا عن الرقم القياسي لموشيه ديان الذي استعبد مروحيات – وجنودا – لسلب مقتنيات اثرية. فتشويش الحدود بين المسموح والممنوع، بين الرسمي والخاص، ينذر بالشر.
يعلون، الذي اقام مؤيدوه على شرفه مجموعة "يشرا" (استقامة)، انتظر ثماني سنوات للتعويض على حرمانه من سنة رابعة كان يريدها في رئاسة الاركان. غير أنه لم ينسَ مناعم الضابطية العليا. وهو ليس رئيس أركان أعلى، ولكن الويل لرئيس الاركان اذا ما منع عنه مروحية لعرس، وفي هيئة الاركان استوعبوا في الفترة ما بعد نزاعات ايهود باراك وغابي اشكنازي بأنه من الافضل لهم أن يتزلفوا بدلا من أن يتواقحوا.
تبعث الطاعة في الجيش لطلب خاص من الوزير المسؤول على القلق. فمكتب الوزير يتوجه الى مكتب رئيس الاركان الذي ينقل تعليمات الى قسم العمليات، الذي يأمر موقع التحكم في سلاح الجو بتوفير مروحية؛ وفي كل هذه السلسلة لا يوجد ضابط يفتح فمه ويتلفظ بشيء، والكل يؤدي التحية ويطير لتلبية النزوة، بدلا من وضع مصلحة الجيش والدولة فوق اعتبارات الترفيع او علاقات العمل.
يكافح سلاح الجو النقص في ساعات الطيران. والحجة القديمة في استغلال الطلعات الجوية الادارية للتدريب او للحفاظ على الاهلية ثبتت منذ زمن بعيد بأنها حجة كاذبة. فلا يوجد أي مبرر لأن يتمتع وزير الدفاع من التميز على وزيري التعليم أو الرفاه، في حالة رغبتهما في الوصول الى مناسبات عائلية تقع على مسافة بعيدة، فقط لأن رئيس الاركان يأتمر بامرته ويحتفظ باسطول من المروحيات. وحتى لو كان صعبا منع سياسي ما – فما بالك وزير دفاع – من طلب مروحية – فإن على الجيش أن يصر على الالتزام بمعايير واضحة في كل ما يتعلق بتخصيص مقدراته. فالمروحية ليست مقدرا خاصا.
تدل قصة مروحية يعلون على تفكير مغلوط لدى وزير الدفاع. وهي دليل ايضا على ضرورة وجود رقابة ميزانية وثيقة على النفقات التبذيرية في جهاز الامن.
هآرتس