دار الحياة 29.1

مصر: العسكر و«الإخوان» يراهنون على تراجع التظاهرات

قررت جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر مقاطعة أي فعاليات احتجاجية في الشارع إلا إذا أخلّ المجلس العسكري بخريطة الطريق المقررة لنقل السلطة إلى رئيس مدني في نهاية حزيران (يونيو) المقبل، ودعت ائتلافات شبابية عدة إلى تنظيم تظاهرات حاشدة بعد غد تحت شعار «ثلثاء الإصرار» للضغط من أجل تسليم السلطة فوراً، لكن بدا أن العسكر غير مبالين بذلك. وتبدأ اليوم انتخابات مجلس الشورى تمهيداً لتشكيل البرلمان بغرفتيه لجنة لصياغة الدستور الجديد، ثم إجراء انتخابات رئاسة الجمهورية.

وظهر أن المجلس العسكري وجماعة «الإخوان» يراهنان على تراجع الاحتجاجات مع استئناف خطوات العملية السياسية لنقل السلطة. وقال الناطق باسم الجماعة محمود غزلان لـ «الحياة» إنها لن تشارك في تظاهرات الثلثاء. وعلمت «الحياة» أن قراراً اتخذ بمقاطعة كل الفعاليات الاحتجاجية طالما مضى المجلس العسكري في الخطة المتفق عليها لنقل السلطة.

وتوقع غزلان تراجع زخم التظاهرات المتواصلة منذ الأربعاء الماضي لتسليم السلطة فوراً، وقال: «هذا الزخم موجود منذ خُلع حسني مبارك، كان يزيد عند مشاركة الإسلاميين ثم يقل تدريجاً، وهذا ما أتوقع تكراره، لكن نخشى اندلاع أعمال عنف في ظل تقارير تردنا عن أن هناك بلطجية في الميدان يسعون لافتعال الأزمات». واجتمع المجلس العسكري برئاسة المشير حسين طنطاوي في حضور نائبه سامي عنان أمس مع أعضاء في المجلس الاستشاري، في لقاء دوري يعقد كل شهر، وشهد مناقشة التطورات. وقالت عضو المجلس الاستشاري منى مكرم عبيد لـ «الحياة» إن الفريق عنان أظهر «فهماً عميقاً» للأحداث الحالية، مشيرة إلى أنه فضَّل الاستماع إلى وجهات نظر أعضاء المجلس. وأضافت أنها عرضت على أعضاء العسكري أن يتبنى المجلس الاستشاري مبادرة للمصالحة بين العسكر وشباب الثورة، وأكدت خطورة الوضع الحالي في البلاد. وقالت: «لم ألمس أي نية لتغيير خريطة الطريق المعدة لنقل السلطة، رغم أن البعض طالب بالتبكير في إجراء انتخابات الرئاسة». وأضافت أن الكل أكد ضرورة عدم تعطيل عملية تسليم السلطة للمدنيين في 30 حزيران (يونيو) على الأكثر. ولفتت إلى أن النقاش تطرق إلى معايير تأسيس لجنة إعداد الدستور.

وكانت جماعة الإخوان ردَّت في شدة على الهجوم الذي تعرض له أنصارها في ميدان التحرير أول من أمس. وقالت في بيان: «كان في مقدور الإخوان الرد بالطريقة نفسها أو أشد، لكنهم قرروا ألا يعكروا صفو هذه المناسبة الكريمة».

في المقابل، سعت حركة شباب «6 أبريل» إلى تهدئة التوتر مع «الإخوان». وقالت في بيان إن «شباب الإخوان شاركوا معنا منذ أول يوم في الثورة، وكان لهم وللسلفيين دور رائع وتاريخي يُكتَب بحروف من نور مع كل شباب الثورة في يوم موقعة الجمل»، معتبرة أن الاختلاف بين الطرفين «سياسي وطبيعي، ولا ينبغي أن يصل إلى درجة التخوين». وأضافت: «الإخوان يهتفون مثلنا يسقط حكم العسكر، لكن الفرق أننا نقول: يرحل الآن، وهم يقولون: يرحل في حزيران (يونيو)، وهذا الاختلاف لا يعني الخلاف والشقاق ... من العيب أن نرى الشتائم والتخوين ضد الإخوان».

ميدانياً، واصل المئات الاعتصام في ميدان التحرير، لكنهم فتحوه أمام حركة المرور ونصبوا مئات الخيام في أرجائه، فيما تدرس الحركات الشبابية الاختيار بين الاعتصام المفتوح في الميدان أو استمرار فعالياتها الاحتجاجية في الشارع عبر تنظيم مسيرات تخرج من مناطق مختلفة، خصوصاً من أمام منازل شهداء الثورة.