ان شالله.. إدانة كندية لإسرائيل
اوتوا: أبدت السينما الكندية في السنوات الاخيرة ولا تزال، اهتماماً ملحوظاً بإنتاج المزيد من الافلام المعنية بكشف الجوانب الانسانية والمأسوية التي يعاني منها العرب داخل كندا وخارجها. كان آخر هذه الافلام هو "إنشاالله" الذي يعد احدث الافلام الكندية الذي يندد بجرائم الاحتلال الاسرائيلي.
"انشالله" فيلم كندي استغرقت ترتيباته الفنية والتصوير والتحضيرات اللوجستية فترة طويلة... وشملت عمان والقدس الشرقية وتل ابيب ورام الله. وقام فريق العمل الكندي ببناء قاعدة عسكرية في احدى ضواحي عمان يتماهى المشهد فيها مع ما هو قائم فعلاً على كلا الجانبين الفلسطيني و الاسرائيلي.
وشُيد لهذا الهدف جدار مماثل لجدار العزل الاسرائيلي بعلو ستة امتار وطول 350 متراً وبناء تحصينات خراسانية ضخمة يعلوها علم اسرائيل ويتمترس خلفها جنود اسرائيليون مدججون بالسلاح وهم في حالة من التوتر الشديد. اما في الجهة المقابلة، فيتجمع عشرات الفلسطينيين رجالاً ونساء وأطفالاً في انتظار السماح لهم بالعودة الى رام الله. ويشارك في الفيلم حوالى مئة شخص بينهم كنديون وأردنيون وفلسطينيون وجزائريون ومغاربة. واللغات المتداولة فيه هي الانكليزية والفرنسية والعربية والعبرية.
«إنشاالله» فيلم روائي طويل من انتاج لوك داري وكيم ماكرو، وإخراج الكاتبة والمؤلفة الكندية اناييس باربو لافاليت. اما عنوانه فهو من اختيار اناييس وهو كما تقول في لقاء مع «الحياة»، «مرادف للامل»، مشيرة الى ان عبارة «إنشاالله» شائعة لدى شعوب الشرق الاوسط وتتردد غالباً في الظروف الصعبة. وتعني لدى الفلسطينيين «الامل بالعودة الى وطنهم والتخلص من الاحتلال الاسرائيلي».
ويتمحور الفيلم حول بطلته ايفلين بروشي (كلوي) ممثلة كوميدية كيبيكية مشهورة بوفرة اعمالها التلفزيونية والسينمائية، وهي تقوم بدور ممرضة في احدى عيادات التوليد الموقته في مخيم للاجئين في الضفة الغربية تحت اشراف طبيب فرنسي (مايكل). وتنشأ بحكم عملها علاقة صداقة مع مريضة فلسطينية حامل بطفلها الاول (راند) اي صابرينا اوازاني وهي ممثلة فرنسية من اصل مغربي. كما تتعرف إلى أخويها وتقع بحب الاكبرسنا (فيصل)، فيما الاصغر حطمته الحرب ودفع به الاحباط الى التفكير بالهروب خارج الحدود. وتشاء الصدف ان تتعرف كلوي الى سيفان ليفي (افا) وهي مجندة اسرائيلية تقيم في شقة مجاورة لها وتقوم بأعمال المراقبة والتفتيش على حاجز قلنديا في القدس الشرقية. في ظل هذه المشاهد تكتشف كلوي عن كثب كما تقول اناييس «الواقع المأسوي لحياة الفلسطينيين في المخيمات وعلى نقاط التفتيش المذلة وتعرضهم لحالة ممنهجة من التخويف والترهيب على الحواجز العسكرية الاسرائيلية». وفي المحصلة النهائية تؤكد اناييس ان الفيلم «يطرح رؤية انسانية» تلقي الضوء على الواقع المأسوي للفلسطينيين تحت الاحتلال الاسرائيلي. وتأمل ان تلقى مشاهدته في الشمال الاميركي فهماً افضل للقضية الفلسطينية العادلة.
دار الحياة