وقف إطلاق النار في غزة | توافق فصائلي على إدارة لجنة مستقلة للقطاع

وقف إطلاق النار في غزة | توافق فصائلي على إدارة لجنة مستقلة للقطاع

زمن برس، فلسطين:  مع تواصل اتفاق وقف إطلاق النار الهش في قطاع غزة، تتكشف أهوال الحرب والدمار والأوضاع الإنسانية الصعبة بشكل أكبر، إذ أفاد مركز غزة لحقوق الإنسان، بوجود نحو 20 ألف جسم حربي لم ينفجر بعد بما في ذلك قنابل وصواريخ وقذائف ألقاها جيش الاحتلال خلال العدوان العسكري والإبادة الجماعية التي استمرت طوال أكثر من عامين، إضافة إلى تراكم نحو 65 إلى 70 مليون طن من الركام الناتج عن تدمير آلاف المنازل والمنشآت والمرافق الحيوية.

من جهته أوضح الدفاع المدني في غزة، في بيان، الجمعة، أنه رغم اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" منذ 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، إلا أن "الكارثة الإنسانية ما زالت على حالها". وأضاف البيان: "المنازل لا تزال مدمرة والجثامين تحت الأنقاض، فيما تبقى الطرق مغلقة بالركام"، مشيراً إلى أن طواقم الدفاع المدني تعمل بإمكانات شبه معدومة وسط دمار هائل يغطي مختلف مناطق القطاع. ودعا الدفاع المدني المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى "التحرك العاجل لإعادة الإعمار وإزالة الركام، وإدخال الآليات اللازمة لانتشال جثامين الضحايا والتخفيف من معاناة غزة".

في غضون ذلك، حذّر مدير منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" الإقليمي للشرق الأوسط إدوار بيغبيدير من خطر ضياع جيل بكامله في قطاع غزة بفعل انهيار نظام التعليم. وقال بيغبيدير الخميس في القدس بعد عودته من القطاع في مقابلة مع وكالة فرانس برس، إنّ "هذه هي السنة الثالثة بلا مدارس"، مضيفاً: "إذا لم نبدأ انتقالاً حقيقياً لجميع الأطفال في فبراير/ شباط، فسنصل إلى سنة رابعة، وعندها يمكننا الحديث عن جيل ضائع".

على صعيد الحراك السياسي، أعلنت الفصائل الفلسطينية المجتمعة في القاهرة، أمس الجمعة، الموافقة على تسليم إدارة قطاع غزة إلى لجنة فلسطينية مؤقتة من أبناء القطاع، تتشكل من المستقلين (التكنوقراط)"، تتولى تسيير شؤون الحياة والخدمات الأساسية "بالتعاون مع الأشقاء العرب والمؤسسات الدولية، وعلى قاعدة من الشفافية والمساءلة الوطنية، وإنشاء لجنة دولية تشرف على تمويل وتنفيذ إعادة إعمار القطاع، مع تأكيد وحدة النظام السياسي الفلسطيني والقرار الوطني المستقل".

وفي موقف متسق مع الموقف الإسرائيلي، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الجمعة، خلال زيارته لإسرائيل إن القوة الأمنية الدولية التي ستنشر في غزة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار يجب أن تتكون من دول "تشعر إسرائيل بارتياح لها". وأضاف روبيو من مركز التنسيق العسكري المدني في كريات غات جنوبي إسرائيل أنّ "هناك دولاً عدة اقترحت المشاركة (..) ينبغي أن تكون إسرائيل مرتاحة مع هؤلاء الأشخاص أو الدول"، وذلك بعد حديث إسرائيلي عن رفض السماح بنشر قوات تركية في قطاع غزة.

إلى ذلك، نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، الجمعة، عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين وأميركيين، قولهم إنّ الجيش الأميركي بدأ في الأيام الأخيرة تشغيل طائرات مسيّرة للمراقبة فوق قطاع غزة المحاصر، ضمن جهد أوسع يهدف إلى التأكد من التزام الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار. وفي وقت سابق، نقلت صحيفة هآرتس عن مصادر أمنية إسرائيلية أنّ الولايات المتحدة تتوقع من إسرائيل إبلاغها مسبقاً قبل أي هجوم عسكري "غير اعتيادي" في القطاع، بما في ذلك الغارات الجوية، محذّرة من أن أي تحركات منفردة قد تُعرّض اتفاق وقف إطلاق النار للخطر.