الجيش الإسرائيلي يعزز قواته بالضفة قبيل الأعياد اليهودية: هل تتأثر خططه بشأن غزة؟

الجيش الإسرائيلي يعزز قواته بالضفة قبيل الأعياد اليهودية: هل تتأثر خططه بشأن غزة؟

زمن برس، فلسطين:  يستعد مئات آلاف المستوطنين إلى تنظيم أنشطة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة خلال أعياد رأس السنة اليهودية وسائر أعياد الخريف، ما دفع قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي إلى إصدار أوامر انتشار واسعة للوحدات العسكرية، تشمل تعزيزات تمتد من جنوب الخليل حتى شمال نابلس.

جاء ذلك بحسب ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الثلاثاء، ولفتت إلى أن وزير الأمن، يسرائيل كاتس، أعلن الأسبوع الماضي عن إبقاء كتيبتين داخل مخيمي جنين وطولكرم، اللذين "تمت السيطرة عليهما العام الماضي"، وفقا للصحيفة.

ويزعم المسؤولون في الجيش أن العمليات شمالي الضفة الغربية المحتلة أسهمت في "تراجع ملحوظ بالإنذارات المتعلقة بالعمليات" في المنطقة. غير أن إبقاء هذه القوات يعني، وفق الصحيفة، أعباء إضافية على جيش يعاني أصلًا من نقص شديد في القوى البشرية.

وبحسب التقرير، يعود هذا النقص إلى فقدان الجيش نحو 12 ألف جندي، معظمهم من الوحدات القتالية، إضافة إلى تراجع نسبة الاستجابة في صفوف قوات الاحتياط إلى ما بين 60% و70% فقط، بعد نحو عامين من الحرب المتواصلة.

كما فرض رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أيال زمير، قيودًا على تشغيل القوات، من بينها إلزامية تدويرها خارج جبهات القتال حتى في حال الشروع بعملية برية واسعة شمالي قطاع غزة؛ ولفتت الصحيفة إلى أن النقص في القوى البشرية قد يرغم جنود الاحتياط على البقاء مجددا "بعيدا عن منازلهم في فترة الأعياد" اليهودية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية قولها: "لدينا ما زال عمل في شمالي الضفة، في المخيمات، وفي تهيئة البنى هناك، وهو ما يساعد على تثبيت الوضع الأمني وإحباط الخلايا وتقليل الهجمات"، على حد تعبيرها.

وتبرز هذه الاستعدادات أيضًا مع موسم قطاف الزيتون الفلسطيني خريفًا، والمتزامن مع الأعياد اليهودية. وقالت الصحيفة إن الأشهر الماضية شهدت "ارتفاعًا أسبوعيًا تقريبًا في اعتداءات المستوطنين ضد الفلسطينيين"، وإن الجيش ينوي نشر قوات لحماية بعض مناطق القطاف ومنع ما وصفته بـ"احتكاكات".

وأشارت الصحيفة إلى أن نصف القوات المنتشرة اليوم في الضفة والأغوار هي من الجيش النظامي، بعد أن كانت معظمها قوات احتياط منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. وتم سحب وحدات المظليين من غزة الشهر الماضي لنشرها في الضفة، لكن هذا التوازن قد يتغير مجددًا مع الأعياد والخطط الخاصة باجتياح مدينة غزة.

ولم تستبعد "يديعوت أحرونوت" أن تؤثر التعزيزات التي يعتزم الجيش الإسرائيلي الدفع بها إلى الضفة الغربية المحتلة على جدول عمليات الخطط العسكرية في قطاع غزة، مشيرة إلى أنها ستكون في "محور تقييمات الوضع للاجتياح الإضافي الذي يطالب المستوى السياسي بتنفيذه في مدينة غزة".

وفي السياق، لفتت الصحيفة إلى أن الجيش أجرى هذا الأسبوع مناورة مفاجئة حاكت سيناريو حرب متعددة الجبهات تبدأ من الضفة، عبر هجمات مسلحة من عدة محاور على الحدود الأردنية، إلى جانب إطلاق صواريخ من إيران.

وأظهرت المناورة، بحسب التقديرات الأولية، صعوبات في تحريك القوات بسرعة إلى مناطق بعيدة على الحدود الشرقية الطويلة الممتدة من الجولان السوري المحتل حتى إيلات، كما شملت السيناريوهات استهداف مطار "رامون" في النقب بطائرات مسيرة.

وبحسب "يديعوت أحرونوت"، يستعد الجيش لتنفيذ مناورة أوسع خلال الأسابيع المقبلة، تشارك فيها قوات منتشرة بالأغوار ومنحدرات البحر الميت، في ظل استمرار التأخير في مشروع "العائق الحدودي" الجديد مع الأردن، الذي لم ينجز رغم ضخ الميزانيات.

ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية قولها إن "تقوية العائق سيستغرق وقتًا، لكن لدينا اليوم وسائل رصد أكثر"، مضيفة أن المناورة القادمة ستشمل "نموذج تشغيل جديدًا بالتنسيق مع سلاح الجو ليكون أكثر سرعة وفتكًا مما كان قبل الحرب"، إلى جانب نشر فرقة جديدة على الحدود الشرقية (الفرقة 96) ستُستكمل جاهزيتها العام المقبل.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش يراقب عن كثب الأوضاع الداخلية في الأردن، بما في ذلك نشاط جماعة الإخوان المسلمين ومحاولات إيران "زعزعة الاستقرار هناك" على حد تعبيرها، معتبرًا أن أي تدهور على الساحة الأردنية ستكون له انعكاسات فورية على الحدود.

وتسعى قيادة الجيش الإسرائيلي، وفقا لـ"يديعوت أحرونوت"، إلى "إبقاء الضفة الغربية جبهة ثانوية، حتى يتاح لهيئة الأركان تركيز الموارد على جبهات أخرى مثل غزة"، على حد وصفها، فيما تتصاعد هجمات المستوطنين الإرهابية التي تستهدف الفلسطينيين في الضفة.