قيادي في حماس: الاتفاق كان قريبا... قدمنا رؤية واقعية وفوجئنا بانسحاب الوفد الإسرائيلي

قيادي في حماس: الاتفاق كان قريبا... قدمنا رؤية واقعية وفوجئنا بانسحاب الوفد الإسرائيلي

زمن برس، فلسطين:  قال القيادي وعضو فريق التفاوض في حركة حماس، غازي حمد، خلال لقاء عبر "التلفزيون العربي" مساء السبت، إن "حركة حماس كانت دوما تقدم المواقف الإيجابية والمرنة والمتقدمة من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وأنا أعتقد أن هناك الكثير من الشهادات والوقائع والحقائق، حتى التي لمسها الوسطاء في التعامل مع حركة حماس في جولات التفاوض الكثيرة، لأن حماس كانت دوما جدية ومهتمة بأن تصل إلى اتفاق".

وأضاف "ما حدث في الفترة الأخيرة هو أننا فوجئنا بهذا الموقف، رغم أننا قدمنا رؤية عقلانية وموضوعية قاربت كثيرا من مقترح (المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف) ويتكوف. أنا أعتقد أن حتى الوسطاء أبدوا أننا كنا أقرب ما نكون إلى الوصول لاتفاق ينهي حالة الحرب وحالة العدوان، ويصل بنا إلى اتفاق نهائي يشكل الوضع في قطاع غزة".

 

وتابع حمد "فوجئنا بانسحاب الوفد الإسرائيلي وبتصريحات الرئيس الأميركي، وأنا أعتقد أنها كلها تصريحات غير مبررة وغير منطقية، ولا أساس لها ولا رصيد لها من الصحة، لأنه كما قلت بالفعل موقفنا إيجابي وواقعي وقدم رؤية لكل القضايا المطروحة سواء المتعلقة بموضوع المساعدات أو بالضمانات لاستمرار المفاوضات في مرحلة ما بعد 60 يوما".

وأشار إلى أن "المفاوضات مليئة بالمخاطر لأنها لا تحتمل الخطأ ولا تحتمل الانحراف، لذلك أنا أقول إن معركة المفاوضات لا تقل أهمية وجدية وخطورة عن المعركة في الميدان، لأن الاحتلال ما لم يستطع أن يحصله في الميدان من خلال القوة العسكرية والقتل والإجرام والتجويع، حاول أن يفرضه في المفاوضات وأن يفرض على حماس وقائع وحقائق لا يمكن أن نقبل بها".

وأكد حمد "نحن نريد لشعبنا الفلسطيني البطل المقاوم الصابر المعذب والمجوّع، أن تعكس له المفاوضات طموحاته وآماله في التخلص من الحرب، وكل ما يريد. ولذلك نحن قاتلنا بشراسة لأن تكون المفاوضات معركة بالفعل توصلنا إلى نهاية هذه الحرب المروعة".

وتطرق إلى المساعدات بالقول "في مسألة مثل المساعدات كانت إسرائيل تريد من المساعدات أن تكون على قياسها وتتحكم فيها، وتريد أن تتفق من جديد وتتحكم في المواد والدول التي تستلم والمؤسسات التي تستلم المساعدات، وكيفية وآلية توزيعها. كان الاحتلال يريد أن يفرض قيودا مشددة على موضوع المساعدات، وعاند في ذلك كثيرا وكنا نريد الاتفاق وفقا لما ورد في اتفاق 19 يناير (كانون الثاني) 2025، أن تكون هذه المساعدات تصل إلى كل أبناء قطاع غزة، وأن تصل بكميات كافية وتتولاها الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني والمؤسسات الدولية التي كانت تعمل في قطاع غزة قبل 2 مارس (آذار)".

وتحدث حمد عن ملف خرائط الانسحاب، قائلا "كانت دولة الاحتلال تطرح بداية أنها تريد أن تسيطر على ما لا يقل عن 40% من قطاع غزة، وأن توسع المناطق العازلة، وأن تسيطر على مناطق حيوية في قطاع غزة، وأن تبقي ما يسمى بالمدينة الإنسانية أو ما يسمى بمحور موراغ. لكن نحن قاتلنا بشراسة وقوة وصلابة من أجل أن نمنع تغول الاحتلال، وأن يفرض مناطق عازلة واسعة في قطاع غزة، وقد استطعنا أن ندفعه إلى الوراء وأن نضع رؤية جيدة مقبولة يمكن التعاطي معها في هذا الاتفاق".

ولفت إلى أنه "من القضايا المهمة جدا، أن الاحتلال يريد أن يظل الباب مفتوحا من أجل عودة الحرب، وكانوا يتحدثون بشكل واضح أنهم لا يريدون أي جملة أو أي عبارة تدل على أن الحرب سوف تتوقف في يوم ما. وقد قاتلنا أيضا كما قلت مرة ثانية وثالثة ومن أجل أن نضع سدا منيعا أمام عودة الحرب مرة أخرى، يعني أريد أن أقول إنه في قضايا كثيرة جدا كانت إسرائيل تريد منا أن تفرضها، وأن تعكسها وتجسدها في هذا الاتفاق من أجل أن تفرض على الشعب الفلسطيني حالا لا يمكن القبول به".

وتابع حمد "نحن كنا أمام خيارين إما نذهب إلى اتفاق هزيل وسريع وإما أن نتفق على الذهاب إلى اتفاق وجيد. الاتفاق الهزيل يمكن أن يسمح للاحتلال بأن يتحكم في المساعدات وفي كل شيء، وأن يفرض منطقة عازلة واسعة تطال حوالي 40 إلى 50% من قطاع غزة، وأن يضمن الاحتلال أن تكون هناك عودة للحرب، إضافة إلى شروط كثيرة جدا".

وقال "نحن فضلنا أن نصير ونصمت من أجل أن نصل إلى اتفاق جيد، وكما قلت استطعنا أن نحقق كثيرا من الإنجازات في هذا الاتفاق، في أكثر من قضية من القضايا التي كانت مطروحة. حركة حماس بالتعاون والتشاور من الآخرين في الفصائل الفلسطينية الذين كنا دائما على تواصل وتشاور معهم من أجل أن نصل إلى صيغة وطنية تضمن كل حقوق أبناء قطاع غزة في هذه الحرب المؤلمة، ونحن نتفهم جيدا الألم والمعاناة وهذه القسوة وهذا الدمار والعذاب الذي يطال أهلنا في قطاع غزة".

وشدد حمد على أنه "استطعنا أن نحسن كثيرا من الشروط وأن نقدم رؤية واقعية ومعقولة من أجل أن نصل إلى اتفاق يشرف أبناء شعبنا الفلسطيني، وحماس لم تكن إطلاقا في يوم من الأيام عائقا أمام الوصول إلى الاتفاق، إذ أن الاحتلال كان موقفه واضحا بالاستمرار في الحرب وتدمير قطاع غزة والقضاء على المقاومة، ويريد أن يفرض واقعا جديدا، وأن يستعيد الأسرى بالقوة".

 

وأشار إلى أن "أسلوب الاحتلال في الابتزاز والإجرام واضح، من أجل الضغط على حركة حماس لتقديم تنازلات، وذلك حكم عليه بالفشل لأننا اعتمدنا على رؤيتنا وعلى مصالح شعبنا الفلسطيني وعلى تقديرنا للأمور، ويمكن أن نصل إلى اتفاق مشرف ويضمن حقوق شعبنا الفلسطيني".

وأضاف حمد "نتفاوض على اتفاق مؤقت لمدة 60 يوما. المسافات والمساحات التي قدمناها في موضوع خرائط إعادة الانتشار حتى الآن جيدة ومعقولة، ويمكن أن تكون ضامنة لاتفاق جيد وعادل لأبناء شعبنا الفلسطيني، ونحن الآن وضعنا ضمن الرؤية أنه يجب أن يكون هناك وقف دائم لإطلاق النار، ويجب أن يكون هناك انسحاب شامل من قطاع غزة في الاتفاق النهائي".

وأكمل أن "موضوع مفاتيح الأسرى ناقشناه بشكل جدي وموضوعي، ونحن معنيون أن نُخرج أكبر عدد من الأسرى الفلسطينيين. هذه القضية طرحت على طاولة المفاوضات وقدمنا فيها أرقاما جيدة ومعقولة، ونأمل أن نصل إلى أن ننجح في إطلاق أكبر قدر ممكن من الأسرى، سواء كانوا من أصحاب المؤبدات أو الأحكام أو غير المحكومين".

وذكر حمد "رغم الغموض بشأن وجود ضمانات فعلية من الولايات المتحدة أو جهات أخرى، فإننا نعول كثيرا على دور الوسطاء خاصة مصر وقطر الذين بذلوا جهدا كبيرا، ونأمل أن يكون لهم دور حقيقي في ضمان تنفيذ الاتفاق. نسعى جاهدين للوصول إلى صيغة نصية قوية ومضمونة للاتفاق، ونأمل أن تسهم الدول العربية والمجتمع الدولي في حمايته ومنع الاحتلال من مواصلة حربه الإجرامية على غزة".

وأوضح "نعمل على أن تستمر المفاوضات لأننا نرغب في الوصول إلى وقف نهائي لإطلاق النار، وإنهاء العدوان والحرب المجرمة على غزة. المفاوضات تمر بمراحل وقد تتعثر أو تتوقف وهذا طبيعي، فقد كانت منذ بدايتها تتحرك بصعوبة، ولا أحد يريد انهيار المفاوضات والجميع يسعى إلى التوصل لاتفاق لأننا الآن أمام لحظة مفصلية لا تسمح ببدائل والحرب فظيعة والخسائر مهولة، والكل يدرك أنه لم يعد هناك خيار سوى وقفها باتفاق عادل ومنصف يحفظ كرامة شعبنا".

وتابع "خلال الجولة الأخيرة أبلغنا الوسطاء أن الأجواء كانت إيجابية والاتفاق كان قريبا والأمور تسير بسلاسة، لكننا فوجئنا بتراجع الطرف الإسرائيلي، ونسعى الآن لمعرفة ما إذا كان بالإمكان استئناف المفاوضات من حيث توقفت، وننتظر من الوسطاء توضيحا للموقف بعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي والتصريحات الأميركية الأخيرة، ونأمل أن تعود المفاوضات إلى مسارها الصحيح وتستأنف بشكل جدي ومثابر خلال وقت قريب لإنهاء هذه المعاناة الطويلة".

وأكد أن "ما يحدث في غزة لا يوصف، ويشكل وصمة عار في جبين الإنسانية وفي القانون الدولي والإنساني، ويجب أن يكون هناك تحرك من الدول العربية ودول الطوق وفي كل مكان من أجل أن يكون هناك ضغط على الاحتلال لوقف هذه الجرائم والسماح بتدفق المساعدات ووقف القتل والمجازر".

وشدد على أنه "يجب أن يكون هناك تحرك عاجل لأن التجويع في قطاع غزة اليوم يمثل وصمة عار كبيرة جدا للمجتمع الدولي، حيث يقف العالم مكتوف الأيدي يتفرج على ما يجري دون أن يتحرك لإنقاذ سكان القطاع من الجوع والقتل والدمار المستمر".