غالانت في مهب نيران نتنياهو: نواب في الكنيست يدفعون تجاه إقالة وزير الجيش

زمن برس، فلسطين: تصاعدت حدة التوترات في الكنيست الإسرائيلي ضد وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت، حيث هاجمه أعضاء من حزب الليكود خلال جلسة اليوم الأربعاء، ووفقًا لما نشرته قناة 12 العبرية، فإن هذه الهجمات ليست صدفة، بل تأتي في إطار خطة محسوبة.
وأفادت تقارير بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي يفكر في إقالة غالانت من منصبه خلال الأشهر المقبلة، وذلك على الرغم من تجنب هذه الخطوة سابقًا خلال ذروة الاحتجاجات ضد الإصلاحات القضائية.
وكان غالانت قد صرح، اليوم الأربعاء، تعليقًا على محادثات الدوحة المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى، أن هناك فرصة محدودة لتنفيذ "الواجب الأخلاقي لعودة المختطفين"، وأن صفقة التبادل "تدعم مصالح إسرائيل القومية والأمنية"، مؤكدًا أنه يجب إبرام صفقة لاستعادة الأسرى الإسرائيليين.
قالت القناة إن الأجواء المحيطة بنتنياهو تُظهر اتفاقًا على أن غالانت لم يعد جزءًا من الائتلاف الحاكم، ويُعتقد أنه يعمل بشكل مستقل ويساهم في تسريب معلومات حساسة من الاجتماعات الأمنية
وخلافًا لذلك، فقد حدد نتنياهو، يوم الأحد الماضي، أربعة خطوط حمراء للتوصل إلى صفقة تبادل، بحسب بيان صادر عن مكتبه، الذي يظهر خلافًا واضحًا بين نتنياهو وبعضًا من وزرائه الذين يدعمون تجاه عقد صفقة، من ضمنهم غالانت.
وقالت القناة إن الأجواء المحيطة بنتنياهو تُظهر اتفاقًا على أن غالانت لم يعد جزءًا من الائتلاف الحاكم، ويُعتقد أنه يعمل بشكل مستقل ويساهم في تسريب معلومات حساسة من الاجتماعات الأمنية. ويُنظر إليه أيضًا على أنه عقبة أمام حل مشكلة تجنيد المتدينين. ويبدو أن التوقيت الأنسب لإقالته سيكون خلال فترة الاستراحة البرلمانية، لتجنب الدخول في دوامة الانتخابات.
وفي وقت سابق من اليوم، حضر وزير جيش الاحتلال غالانت جلسة الكنيست للرد على استفسارات الأعضاء، حيث أعلن عن أهداف التجنيد للجيش الإسرائيلي. وقال غالانت: "نخطط لتجنيد 3000 حريدي إضافي من صيف 2024 إلى صيف 2025". كما تحدث عن حجم الأضرار التي لحقت بحماس، مشيرًا إلى أن جيش الاحتلال "قتل أو أصاب 60% من مسلحي حماس في غزة، وقام بتفكيك 24 كتيبة تابعة لها أو معظمها".
وخلال كلمته، تعرض غالانت لهجوم من قبل عدد من نواب الليكود، من بينهم النائب موشي سعادة الذي قال له: "هذه هي روح القيادة لديك؟ انظر إلى الجنود في عيونهم، الروح الانهزامية التي تسمح بها". ورد غالانت بشدة قائلاً: "الأشخاص الذين تتحدث عنهم خاطروا بحياتهم ليل نهار بينما كنت تجلس في مكاتب مكيفة. لا تدعهم يتعرضون للظلم".
أكدت وزارة جيش الاحتلال، الأربعاء، أن إسرائيل والولايات المتحدة متفقتان على أهمية اغتنام الفرصة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة
وأكدت مصادر قريبة من نتنياهو، للقناة، أن هناك نية لزيادة الانتقادات ضد غالانت من داخل الائتلاف والليكود، وتصوير إقالته كخطوة حتمية. من جانبه، ينفي مكتب نتنياهو وجود توترات بينه وبين غالانت، مؤكدًا أن العلاقات بينهما طبيعية.
ويبدو أن الخطوة المقبلة ستكون تصعيد الضغوط على غالانت تمهيدًا لإقالته، خاصة مع تزايد الاتهامات ضده بشأن تسريب المعلومات وعرقلة حل مشكلة التجنيد، في وقت تعاني فيه الحكومة من ضغوط داخلية وخارجية.
خلاف حول صفقة تبادل الأسرى
أبلغ نتنياهو، اليوم الأربعاء، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى المنطقة، بريت ماكغورك، التزامه بما سماه "خطوطًا حمراء" للتوصل إلى صفقة مع حركة حماس. ووفقًا لما نشره مكتب نتنياهو على منصة إكس، فإن اللقاء الذي جرى في مكتبه بالقدس، شهد تأكيده التزامه بالصفقة طالما تم احترام هذه الخطوط الحمراء.
وكان نتنياهو قد حدد، يوم الأحد، أربعة خطوط حمراء للتوصل إلى صفقة تبادل، بحسب بيان صادر عن مكتبه. الخط الأول ينص على أن تسمح أي صفقة لإسرائيل باستئناف القتال حتى تحقيق جميع أهداف الحرب، أما الخط الثاني فهو منع تهريب الأسلحة إلى حماس من مصر عبر الحدود، والثالث يتضمن رفض عودة آلاف المسلحين لشمال قطاع غزة، وأخيرًا العمل على تعظيم عدد الأسرى الأحياء الذين سيطلق سراحهم من حماس.
من جهة أخرى، أكدت وزارة جيش الاحتلال، الأربعاء، أن إسرائيل والولايات المتحدة متفقتان على أهمية اغتنام الفرصة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، رغم التحديات القائمة. وهذه التصريحات جاءت بعد لقاء وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت مع ماكغورك.
وأفادت الوزارة، في بيان صدر عقب لقاء الثلاثاء، بأن الجانبين ناقشا أهمية اغتنام الفرصة للتوصل إلى اتفاق بشأن عودة الرهائن المحتجزين في غزة. وناقش غالانت وماكغورك التحديات القائمة أمام التوصل إلى صفقة تبادل، وكذلك الحلول الممكنة لمواجهتها. وأكد غالانت دعم إسرائيل لفتح معبر رفح بين مصر وغزة، لكنه شدد على عدم السماح بعودة حماس إلى المنطقة.
قالت صحيفة هآرتس إن كبار المسؤولين الأمنيين شهدوا أن نتنياهو استخدم معلومات استخباراتية حساسة وسرية بشكل متلاعب لإفشال المفاوضات
وفي سياق متصل، تشهد العاصمة القطرية الدوحة جولة جديدة من مفاوضات إطلاق النار، بمشاركة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، وليام بيرنز، ورئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" ديفيد برنيع. وقال مصدر مصري لقناة القاهرة الإخبارية إنّ مسؤولين من القاهرة والدوحة وواشنطن وتل أبيب سيجتمعون في الدوحة لبحث صفقة تبادل الأسرى ووقف الحرب على غزة.
فيما اتهمت صحيفة هآرتس العبرية نتنياهو بتعمد إفشال اتفاقيات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، عبر "التلاعب بمعلومات استخباراتية حساسة وسرية"، لمنع سقوط حكومته. وأشارت الصحيفة إلى أن النصف الأخير من العام الذي تفاوضت فيه إسرائيل على الخطوط العريضة لعودة الأسرى المتبقين في غزة كان مليئًا بالآمال التي تبددت واحدًا تلو الآخر.
وبحسب هآرتس، يرجع ذلك إلى تقييم نتنياهو بأن الموافقة على صفقة تبادل ستؤدي على الأرجح إلى حلّ حكومته، وهو الأمر الذي يسعى إلى منعه بأي ثمن.
وقالت الصحيفة إن كبار المسؤولين الأمنيين شهدوا أن نتنياهو استخدم معلومات استخباراتية حساسة وسرية بشكل متلاعب لإفشال المفاوضات.
وعلى صعيد آخر، قال رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال، هرتسي هليفي، إن الجيش يمارس ضغطًا عسكريًا بأشكال مختلفة لتحقيق تقدم في صفقة التبادل.