مرسي والتحديات الداخلية المرعبة
القاهرة: مع اقتراب نهاية المائة يوم الأولى في ولاية الرئيس محمد مرسي، يجد كثير من المصريين أن الأزمات الاقتصادية والحياتية اليومية لا تزال كما هي دون تغيير يذكر، وأن مرسي "انشغل بجولات وزيارات خارجية أكثر من اهتمامه بتنفيذ وعوده الانتخابية في الداخل".
ويقول مراقبون إن الرئيس مرسي حاول من خلال جولاته شرقًا وغربًا تسليط الضوء على دور مصر الخارجي، وتطمين دول العالم الكبرى، وهو ما قد يوفر له غطاء لتبرير الأزمات الداخلية التي ربما تبين له أن حلها سيأخذ وقتًا.
ومنذ تنصيبه رئيسًا للجمهورية، قام الرئيس مرسي بزيارة إلى 7 دول هي (السعودية، إيران، الصين، الولايات المتحدة، بلجيكا، إيطاليا، إثيوبيا).
وعاد مرسي، ظهر الخميس الماضي، قادمًا من نيويورك بعد زيارة لمقر المنظمة الدولية للأمم المتحدة استغرقت 3 أيام، للمشاركة في أعمال الدورة الـ67 للأمم المتحدة، وألقى كلمة مصر أمام الاجتماعات، كما يعتزم مرسي زيارة تركيا، الأحد، لتكون هي الدولة الثامنة في زياراته الخارجية.
ويقول المحلل الاستراتيجي الدكتور "رفعت سيد أحمد"، مدير مركز يافا للدراسات، إن جولات الرئيس مرسي الخارجية "هي رحلات بلا معنى كان من الممكن أن يقوم بها نائب رئيس الجمهورية أو وزير الخارجية، وبلا فاعلية حقيقية على أرض الواقع، خاصة المتعلقة بحضور اجتماعات المنظمات مثل عدم الانحياز والأمم المتحدة، فكلنا يعلم أنها منظمات بلا دور حقيقي أو فاعلية".
ويؤكد أن "الاهتمام بالشأن الداخلي وفق موروث الثورات بشكل عام كان يجب أن تكون له الأولوية، فأي ثورة خاصة في العالم الثالث، كان الرئيس يهتم أولا بأزمات الداخل مثل الإرهاب والبطالة والغذاء، لأن حل هذه الملفات هو في حد ذاته موقف دولي"، مضيفًا أن "مرسي كان يمكن أن يسجل كل مواقفه الخارجية هذه من داخل مصر ولا يحتاج للسفر والخطب الرنانة، التي ظهر فيها وكأنه ينافق العالم الخارجي خاصة في موقفه من سوريا".
وحول إشادة كثير من القطاعات الشعبية بخطب مرسي خاصة تجاه سوريا والرد على الفيلم المسيء للرسول، قال سيد أحمد إن "كل ما يفعله مرسي حاليًا وإن كان يلاقي استحسانًا لدى قطاع من الشعب، فهو أشبه بالدواء المؤقت، فسرعان ما سنجد أنه كان بضاعة فاسدة، لأنها ليست أصلية وبعيدة عما يعانيه المصريون من أزمات حقيقية".
وأكد أن "مرسي لم ينجح داخليًا إلا في ملف واحد هو حسم الصراع على السلطة مع مؤسسة الجيش لصالحه، فيما فشل في باقي الملفات الخاصة بالـ100 يوم التي لم يحققها على الإطلاق، حيث ما تم حتى الآن هو سير في إطار بنية النظام السابق، ومجرد تغييرات شكلية".
الشرق الاوسط
______
س ن