خطاب عباس واللامبالاة الشعبية

غزة: ويمكن القول ان الخطاب مر عاديا حتي في سائل الاعلام وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، ولم يثر حماسا كبيرا ولا جدلا صاخبا.

وبينما كان عباس يلقي خطابه، كان الفلسطينيون مشغولين بتفاصيل حياتهم اليوميه: عمل وسهر وتسوق، دون تجمعات سياسيه ولا شاشات كبيره تبث الخطاب، ولا اغان ولا هتافات ولا اصطفافات.

وقال انصار سعاده، وهو طبيب في الاونروا: "لا يهمني امر الخطاب". واضاف: "اعرف انه لن ياتي بجديد، مثلما لم يات خطابه في العام الماضي".

وتابع القول: "في المره السابقه رفعوا السقف عاليا، ومن ثم هبطوا مسرعين. فضلت ان اقضي الوقت بصحبه اولادي علي ان اقضيه في متابعه الخطاب".

ومثل سعاده، كان الكثيرون مشغولين ساعه بث الخطاب، الشوارع مكتظه بالسيارات، والمحال بالناس، والمقاهي بمحبي النرجيله ولعب اوراق اللعب، ولا شيء غير عادي بدا يستدعي الاهتمام.

وقال ناشطون في حركة فتح انهم ايضا لم يشاهدوا الخطاب، وكانوا مشغولين بالتجهيز للانتخاباتالمحلية لانهم يعرفون سلفا مضمونه.

وحتي اولئك الذين تابعوا الخطاب او مقتطفات منه، خرجوا بالنتيجه نفسها: "لا جديد".

وكتب الصحافي حمدي فراج علي صفحته علي الموقع الاجتماعي (فيس بوك): "عباس عاد من الامم المتحدة.. تيتي تيتي، زي ما رحتي زي ما جيتي".

وربما فرض فقدان الامل من العمليه السياسيه ومن الدوله، مع كثير من الغلاء ووضع اقتصادي متردٍّ، نفسه علي الناس الذين بدوا حتي في احاديثهم محبطين، ويعرفون ان رئيسهم اكثر احباطا منهم.

ورافق هذه اللامبالاه الشعبيه، تباين سياسي تحول في احيان الي هجوم، فقالت حركة حماس ان ما جاء في الخطاب "لا يعبر عن إجماع وطني فلسطيني".

وقال القيادي في الحركه، صلاح البردويل: "دوله غير عضو في الامم المتحده، قضيه مختلف عليها وطنيا ولا يوجد اجماع وطني عليها، وبالتالي فانه (أبو مازن) يعبر عن وجهه نظر فريق من الشعب الفلسطيني وليس عن وجهه نظر الشعب الفلسطيني ككل".

اما طاهر النونو، الناطق باسم الحكومه المقاله في غزه، فوصف الخطاب بانه يائس، وقال انه يعكس فشل برنامجه السياسي.

وهو موقف حمله الجبهه الشعبيه المنضويه في اطار منظمه التحرير، والتي قالت في بيان ان خطاب الرئيس "بمثابه اعلان فشل مطلق للمفاوضات وخيار ونهج اوسلو".

واضافت: "النتيجه الواحده الوحيده التي خلص اليها الرئيس في محصله خطابه تستوجب الاقلاع الفوري عن مطارده الاوهام واللهاث وراء سراب المفاوضات".

وعلق يوسف رزقه، مستشار اسماعيل هنيه رئيس الحكومه التي تديرها حماس في غزه، قائلا: "كنا ننتظر شيئا جديدا ولم نجده".

اما اسرائيليا، فلم ينجُ عباس من هجوم لاذع، فقال موشيه يعالون، نائب رئيس الوزراء: "انه خطاب حاقد، ويشير الي عدم توفر الرغبه لديه في تهيئه شعبه للسلام".

الشرق الأوسط

________

س ن