3.7 مليون دولار خسائر المزارعين بالمنخفض الأخير

3.7 مليون دولار

سماح عرار

(خاص)زمن برس، فلسطين: تابع المواطنون بحذر الأسبوعين الماضيين الأخبار المتعلقة بحالة الطقس، متخوفين، من احتمالية وجود عاصفة ثلجية قوية، قد تؤدي إلى تعطيل الحياة في المناطق الجبلية، ولكن هذه الحالة انتهت بانتهاء المنخفض الذي جاءت ثلوجه قليلة، لكنها لم تنته بالنسبة للمزارعين، حيث أدت موجة الصقيع التي عقبت المنخفض إلى تدمير محاصيلهم الزراعية وإلحاق خسائر بالغة بها.

هذه الموجة الشديدة البرودة، أدت إلى إلحاق الضرر بـ 80% من المحصول الزراعي الخاص بالمزارع أشرف صوافطة من بردلة في الأغوار الشمالية.

وقال صوافطة في حديثٍ مع زمن برس إنه زرع 75 دونماً من أرضه بالمحاصيل المكشوفة (كوسا، خيار، بيذنجان،فاصوليا)، وبموجة الصقيع تضرر قرابة 80% من المحاصيل التي كلفته لكل دونم قرابة 3 آلاف شيقل باستثناء جهده في تجهيز الأرض بفلاحتها وزراعتها، وهذه ليست المرّة الأولى التي يتضرر بها.

وقال مدير عام الإرشاد والتنمية الريفية في وزارة الزراعة إبراهيم قطيشات، إن حجم الخسائر في الانتاج النباتي والحيواني، بلغ 3.7 مليون دولار خلال المنخفض الجوي الأخير.

وتابع قطيشات في حديثه مع زمن برس، أن الضرر الأكبر وقع بشكل كبير في المحاصيل المكشوفة خاصة في محافظات جنين وطوباس وأريحا ونابلس، حيث قدرت أضرار الصقيع حوالي 3 ونصف مليون دولار، حيث كانت نسبة الضرر من 40-70% في بعض الحقول وكانت المساحة المتضررة ما يقارب 10 ألاف دونم باستثناء 20 دونم تضررت من البيوت البلاستيكية المحمية.

وأشار قطيشات إلى أن قطاع الثروة الحيوانية تضرر بشكل أقل بكثير من قطاع الإنتاج النباتي، حيث قدرت الخسائر بحوالي 18 ألف دولار، بنفوق عدد من الدواجن والتي تقدر بـِ 3700 طير لاحم، و 500 طير بياض، وكذلك 24 رأس غنم، وتركزت خسائر الانتاج الحيواني في منطقة رام الله والخليل.

وعن التعويضات التي تقدمها وزارة الزراعة من أجل تخفيف الضرر عن المزارعين وتثبيتهم في أرضهم، قال "قطيشات"، إن وزارة الزراعة تقوم سنوياً بتعويض المزارعين ولكن بعد التأكد من وجود موازنة،  حيث تتوجه وزارة الزراعة إلى الدول المانحة من أجل إمكانية تعويض المزارعين، ولكن في حال وجود موازنة في أي وقت سيتم تعويض المزارعين بمواد عينية حتى ولو بعد فترة طويلة.

وأضاف قطيشات أنه تم تعويض  كامل لكافة المزارعين في جميع المحافظات الذين تضررت حظائرهم - أو بركساتهم أو البيوت البلاستيكية.

وعن مدى تعاون الوزارة والجهات المعنية في تقديم التعويضات للمزارعين قال المزارع "أشرف صوافطة"، إنه منذ العام 2006 تم الحصول على تعويض واحد فقط، وما بعدها وعودات لم يتم تنفيذها، وفقط في العام الماضي 2015 تم تقديم مواد عينية "عضوية" كجزء من تعويض ولغاية الآن ننتظر التعويضات التي تساعدنا على الاستمرار.

وتابع المزارع صوافطة حديثه لزمن برس : "شبعنا وعودات، على كل جهة مسؤولة أن تقوم بدورها، نحن كمزارعين لا نستطيع أن نستمر في الزراعة إذا لم قدموا لنا المساعدة، إن بقائنا واستمرارنا وتثبيتنا بأرضنا بحاجة إلى دعم ومساندة من الحكومة والوزارة وكل الجهات المعنية".

وتساءل "صوافطة"، حول ما إذا كانت 10 سنوات غير كافية لتوفير تعويضات للمزارعين المتضررين لأن ذلك يكون على حساب إمكانية استمرارهم في زراعة أراضيهم؟!

وعن السبب في عدم تعويص المزارعين المتضررين من موجة الصقيع كما المزارعين الآخرين، علل "قطيشات" ذلك بأن حجم الضرّر يكون كبير جدًا وبمبالغ لا تستطيع الوزارة ضمن إمكانياتها المادية المحدودة أن تقدم اللازم لهم سوى بتعويضات عينية كتوفير سماد طبيعي من شركات فلسطينية أو عبر "الفاو".

وأشار إلى" أن سياسة وزارة الزراعة والحكومة الفلسطينية تقوم على تعويض الأضرار عينيًا وليس ماليا، والوزارة دائمة السعي من أجل جلب ما أمكن من تعويضات للمزارعين".

حرره: 
م.م