النهار اللبنانية 8.1

اقترب الاسلاميون في مصر من الهيمنة على مجلس الشعب، اذ أظهرت نتائج الانتخابات فوز "الاخوان المسلمين" بـ35,2 في المئة من اصوات الناخبين في المرحلة الاولى من الجولة الثالثة الاخيرة لانتخابات مجلس الشعب، الاولى بعد اطاحة نظام الرئيس حسني مبارك في شباط الماضي.

بعدما كانت الجماعة محظورة ظهر "الاخوان المسلمون" المستفيد الاكبر من الثورة، مستندين الى قاعدة تأييد منظمة تنظيما جيدا للتقدم على باقي المرشحين في أول انتخابات حرة منذ عقود.

وأظهرت نتائج نشرها موقع حزب الحرية والعدالة المنبثق من "الاخوان" على الانترنت انه حصل على 35,2 في المئة من اصوات الناخبين في الاقتراع على القوائم، بينما فاز اربعة من مرشحيه على المقاعد الفردية، ويخوض 30 مرشحا آخرين دور الاعادة في 10 كانون الثاني الجاري و11 منه.

واعلن "حزب النور" السلفي ان قوائمه حصدت 27 في المئة من اصوات الناخبين ليؤكد بذلك احتفاظه بالمرتبة الثانية في ترتيب الاحزاب الفائزة بعد حزب "الاخوان"، وفاز احد مرشحيه بمقعد فردي بينما يدخل الاعادة 17 مرشحا آخر.

وحصد "الاخوان" والسلفيون خلال المرحلتين الاوليين من الانتخابات نحو 65 في المئة من الاصوات، الا ان هذه النسبة قد ترتفع بعد المرحلة الثالثة.

وتجرى الانتخابات استنادا الى نظام مختلط ومعقد يقضي بانتخاب 70 في المئة من اعضاء مجلس الشعب البالغ عددهم 498 نائبا بنظام القوائم النسبية، بينما ينتخب 30 في المئة آخرون بنظام الدوائر الفردية.

وبموجب القانون، يعين رئيس الجمهورية الذي يقوم مقامه رئيس المجلس العسكري المشير محمد حسين طنطاوي، عشرة اعضاء في مجلس الشعب.

ومن المنتظر ان تعلن رسميا النتائج النهائية في 20 كانون الثاني على ان يعقد المجلس الجديد جلساته الاولى في 23 منه. وتبدأ في 29 من الشهر الجاري انتخابات مجلس الشورى التي ستجرى على مرحلتين لتنتهي في 22 شباط المقبل.

وتعهد المجلس العسكري تسليم السلطة التشريعية الى مجلس الشعب بعد انتخابه، والسلطة التنفيذية الى رئيس منتخب في موعد لا يتجاوز 30 حزيران المقبل، وستكون المهمة الاولى للبرلمان بمجلسيه اعداد دستور جديد للبلاد.

ويسعى "حزب النور" إلى تطبيق تفسير متشدد للشريعة الاسلامية. ويرى بعض المحللين أن جماعة "الاخوان" وهي أكثر اعتدالا قد تسعى للدخول في تحالف مع تيارات ليبرالية لتهدئة مخاوف الاقباط في مصر الذين احتفلوا بعيد الميلاد في اجواء مفعمة بالاحتقان بعد العنف الذي تعرضوا له والمخاوف من هيمنة الاسلاميين، فيما شدد الرئيس الاميركي باراك اوباما على ضرورة حماية "الاقليات المسيحية من باقي الديانات" في العالم، مشيرا خصوصا الى اقباط مصر.

وفي واشنطن، اعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند ان جماعة "الاخوان" في مصر قدمت للولايات المتحدة ضمانات بالنسبة الى احترام معاهدة السلام مع اسرائيل. وقالت: "لقد قطعوا تعهدات لنا ... لقد حصلنا بالنسبة الى هذا الموضوع على ضمانات وسنواصل السعي وراء الحصول على ضمانات اخرى في المستقبل".

محاكمة مبارك

من جهة أخرى، تلقى الرأي العام المصري بارتياح مطالبة النيابة العامة بانزال حكم الاعدام شنقا بمبارك، لكن المحامين يرون ان ذلك يستند الى ادلة ضعيفة وخصوصا بشأن دوره في قمع التظاهرات. وتحدث المحامي جمال عيد من هيئة الدفاع عن عائلات الاشخاص الذين قتلوا خلال الثورة "عن قلة الادلة، من وجهة النظر القانونية، التي تدين مبارك"، مشيرا الى ان "مبررات المدعي تشبه خطابا سياسيا اكثر منه خطابا قضائيا ... وحتى النيابة تعترف بان الملف ضعيف".

وفي موسكو، اعربت روسيا عن قلقها من طلب النيابة العامة المصرية انزال عقوبة الاعدام بمبارك. وفيما شددت على ان موسكو تحترم المحاكمة الجارية للرئيس السابق، رأت ان من الضروري ان تؤخذ عوامل انسانية في الاعتبار.