نبض الحياة.. تضامن جندي اسرائيلي مع الاسرى
الجندي الاسرائيلي يائيف مازور، حكم بالسجن (20) يوما لرفضه تأدية الخدمة في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967. لقناعته ان بضرورة انتهاء الاحتلال عن الشعب الفلسطيني، ومنحه حقوقه السياسية. لم يقتصر موقف مازور عن حدود رفض الخدمة في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 67، بل ارتقى بتضامنه مع الشعب الفلسطيني الى مستوى اعلان الاضراب عن الطعام تضامنا مع اسرى الحرية. احساسا منه بان معركة اسرى الحرية الفلسطينيين، معركة عادلة، لان الذين يخوضونها، هم ممثلون لكفاح الشعب العربي الفلسطيني التحرري. الجندي الاحتياط يائيف، الذي يعمل دليلا سياحيا، إكتشف من خلال تجربته السابقة بالعمل في وحدات الجيش الاسرائيلي داخل الاراضي المحتلة عام 67 بان الاحتلال باطل، ويتنافى مع ابسط معايير حقوق الانسان. لان ضباط وجنود جيش الحرب الاسرائيلي يرتكبون انتهاكات مهينة للانسان الفلسطيني، ويتواطأوا مع قطعان المستوطنين والتغطية عن جرائمهم، وينفذون سياسة القيادة السياسية والعسكرية المعادية للسلام. كما ان الجندي الاحتياط المقيم في القدس، ادرك ان القيادة الفلسطينية عملت وقدمت كل ما لديها من التزامات تجاه عملية السلام. والاستعصاء يكمن في مواقف القيادة الاسرائيلية، المتغولة في سياسة الاستيطان الاستعماري وعلى حساب مصالح الشعب الفلسطيني والسلام في آن. لهذا انتصر لقضية الاسرى الابطال، وانتصر لقضية السلام من خلال رفضه الانصياع لاوامر القيادة العسكرية، الامر الذي دعى المحاكم العسكرية الاسرائيلية الاسبوع الماضي بمحاكمة الجندي مازور بالسجن عشرين يوما. تجربة الجندي الاحتياط يائيف، ليست الاولى في رفض الخدمة في المناطق المحتلة عام 67، ولكنها الاولى في التضامن بالاضراب عن الطعام مع اسرى الحرية الفلسطينيين. وهو ما يشير الى خطوة شجاعة ومتميزة. غير ان خطوة مازور لا يمكن اعتبارها ظاهرة في الاضراب عن الطعام، لكنها خطوة في الاتجاه الصحيح، وعلى محدوديتها واقتصارها عليه، إلا انها مع خطوات مشابهة لمقاطعي الخدمة في الاراضي المحتلة، ورافضي الصهيونية والجنسية الاسرائيلية، كالجندي الاسرائيلي الذي قرر الاقامة في مخيم الدهيشة بمدينة بيت لحم، تشكل في مجموعها ردا صريحا على فجور الفاشية الصهيونية والسياسيات الاجرامية لحكومة اقصى اليمين بقيادة نتنياهو وباراك وليبرمان وموفاز ويعلون. شكرا للجندي مازور، ولكل جندي رفض الخدمة في الاراضي المحتلة عام 67، ولكل اسرائيلي يتخذ موقفا ايجابيا لدعم الحقوق الوطنية الفلسطينية، ويدعم خيار السلام المستند لخيار حل الدولتين للشعبين على حدود الرابع من حزيران عام 67. لعل هذا الشرر الصغير ان يكبر في يوم قريب ويتصدى للفاشيين الجدد ويكرسوا خيار التسوية السياسية ويزيلوا كل الالغام التي زرعها ويزرعها غلاة الاستيطان الاستعماري وحكومتهم المتطرفة. a.a.alrhman@gmail.com