المكافئة والعقاب

تشهد الحركة التعاونية اجتماعات هيئات عمومية على عدد الجمعيات التعاونية كاقل احتمال على اعتبار ان الحد الادنى لاجتماعات الهيئة العمومية هو مرة واحدة سنويا على الاقل . شاركت في المئات من هذه الاجتماعات كضيف شرف او بحكم الوظيفة التي اشغلها , ولكن يوم السبت الماضي كان اجتماع جمعية طولكرم التعاونية للتسويق الزراعي مختلفا اختلافا تاما عن كل ما سبقه من اجتماعات من حيث كافة الاوجه الايجابية والسلبية .

ووصل الامر الى الطلب من الشرطة التدخل في الامر لطرد خارجين عن اداب التعامل في الاجتماعات وقد كان الاجتماع تحت رعاية الاخ يوسف جبريل المدير العام للادارة العامة للتعاون والسيد خالد الزغل المستشار الاقتصادي لمحافظ طولكرم وكان متواجدا مندوبين عن الاجهزة الامنية والمستشار القانوني لمحافظة طولكرم السيد خيري ابو جراب , وقد غصت القاعة بالحضور وكان الوقوف اكثر من الجالسين في قاعة الغرفة التجارية والصناعية لمحافظة طولكرم وقد تواجد ما يزيد عن الثلاثماية مزارع في القاعة . شهد الاجتماع تلاوة تقارير عن حسن الاداء ورد عليها مجموعة كانت قد جهزت اوراقها للطعن في المصادقية وتشويه الصورة ولكن ما ان بدأت تظهر عدم الدقة في الطعونات حتى بدأ حشد المعارضين بالانسحاب حتى بقي اربعة واخيرا لم يبقى سوى واحد .

ولم تستثني طعونات التشكيك من احد حتى وصلت مدقق الحسابات من لا ناقة له ولا جمل في الموضوع. ما ميز الاجتماع عن غيره ان الهيئة العمومية قد اثبتت انها هي صاحبة القرار وان مجلس الادارة ما هو الا ممثل لهذه الهيئة العمومية فقامت الهيئة العمومية وبقرار جماعي بالكامل بطرد اثنين من اعضائها من العضوية و كانوا في هيتنها الادارية السابقة واحدهم كان امينا للسر . نعم هذه هي الديموقراطية الحقيقية وهذه هي تحمل المسئولية , وفي نفس الوقت فان هذه الهيئة العمومية كافئت هيئتها الادارية السابقة بمن حل محل من تم فصلهم من ادارتها السابقة باعادة انتجابهم بالتزكية .

جمعية طولكرم التعاونية للتسويق الزراعي حققت مربحا تجاوز 70 الف شيقل العام 2011 وليس المهم في قيمة المربح ولكن المهم انهم قد حلوا مشكلة دين عالق قيمته 204 الاف دولار للمؤسسة المصرفية وانهوا هذا الدين العالق والذي اوصل الجمعية الى مرحلة بيع مصنع الاعلاف الخاص بالجمعية والمقدر قيمته بحوالي واحد ونصف مليون دولار امريكي . واعادوا ترتيب الاوضاع في الجمعية بحسن الاداء ومساعدة المخلصين من ابناء البلد وعلى راسهم المحافظ السابق لمحافظة طولكرم الاخ طلال دويكات وكل هذا ما كان ليتحقق لولا الانتماء الحقيقي للاخوان عماد وعمر الشعار الاقتصاديان الغنيان عن التعريف ومن يعتبرا رقم واحد دون منافس لدافعي الضريبة وقيمة الضريبة المضافة .

نامل ان نرى المزيد من الناجحين في اداء جمعياتهم التعاونية وليس خافيا على احد ان الاوضاع في الجمعيات التعاونية قد تغيرت خلال السنتين الاخيرتين نحو الافضل بصورة واعدة ..... ونامل ممن تعثرت امورهم وهم ايضا كثر من اخذ العبر وعدم اليأس ومعاودة مراجعة الذات والاوراق ..... والتقين ان الشعارات لا تنتج عملا ولكن العمل فقط من يحدث تغييرا .... لقد استطاع ودون محاباة ولا تملق ان يثبت رئيس الجمعية وهو نفسه رئيس الاتحاد التعاوني الزراعي الاخ صبحي النجيب , انه اهل لهذا المنصب بجدارة وانه قادر على امتصاص غضب الاخرين والاخلاص في عمله والانفاق من جيبه .