دراسة إسرائيلية: حزب الله لن يهاجم

زمن برس: رأت دراسة جديدة لـ "معهد أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، نُشرت يوم الثلاثاء على موقعه على الإنترنت، إن تهديدات رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني بإمطار الدولة العبرية بالصواريخ في حال تم الاعتداء على سورية، رأت أنها خطوة تصعيدية أخرى من المحاولات الإيرانية أخرى لردع الغرب ودولة الاحتلال من مغبة القيام بتوجيه ضربة عسكرية للجمهورية الإسلامية في إيران، لافتةً إلى أن طهران تُلمح إلى أنها ستُمطر تل أبيب بالصواريخ عبر حلفائها في المنطقة، سورية، حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية.

ولفتت الدراسة إلى أنه وفق تقديرات المخابرات الإسرائيلية فإن ترسانة حزب الله العسكرية تشمل 60 ألف صاروخ، القادرة على إحداث أضرار واسعة النطاق في إسرائيل، لأنها متطورة جدا ودقيقة للغاية، بالإضافة إلى ذلك، قالت الدراسة إن حزب الله قام بنشر الصواريخ والمقذوفات في أكثر من 160 قرية لبنانية في الجنوب، وخبأها تحت الأرض، الأمر الذي يجعل من الصعب استهدافها، على حد تعبير الدراسة.

ولكن، أضافت الدراسة، على الرغم من تصريحات نصر الله بأنه ماض في الاستعداد للمواجهة القادمة مع العدو الاسرائيلي، فإن السواد الأعظم من المواطنين اللبنانيين يتحفظون من جولة حرب أخرى، وذلك إثر انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان والاعتراف الدولي بذلك، علاوة على أن المواطنين يخشون الثمن الاقتصادي الذي سيدفعونه، كما حدث عقب حرب لبنان الثانية، والتي انجر إليها اللبنانيون بسبب حزب الله.

وأكدت الدراسة أيضًا على أنه بات واضحا الآن، أنه في المواجهة القادمة ستتعرض الدولة العبرية إلى خسائر كبيرة، خصوصا في العمق بسبب الصواريخ، ولكن بالمقابل فإن رد الفعل الإسرائيلي سيكون قاسيًا جدًا، ويقضي على البنية التحتية للدولة اللبنانية، وليس فقط بالأهداف الحيوية التابعة لحزب الله، كما أن اللبنانيين يعرفون جيدًا، بحسب الدراسة، بأن الثمن الاقتصادي الذي سيدفعونه في الحرب القادمة سيكون كبيرا جدا، مقارنة بالثمن الذي دفعوه في حرب لبنان الثانية في صيف العام 2006، بالإضافة إلى أن الحرب ستؤدي إلى زعزعة الحلية السياسية في لبنان، والتي تُعاني من الآن من توتر شديد.

وزعمت الدراسة أن الأزمة في سورية تثير الفتن بين السنة، الذين يؤيدون الثورة السورية وبين الشيعة في لبنان، الذين يؤيدون خطوات نظام الرئيس الأسد، على حد قول الدراسة الإسرائيلية.

علاوة على ذلك، وعلى الرغم من أن ترسانة حزب الله العسكرية تضاعفت ست مرات عما كانت عليه في حرب 2006، فإنه يُعاني من صورة سلبية جدًا لدى الرأي العام اللبناني، فبالإضافة إلى دعمه لبشار الأسد، فإن قرار المحكمة الدولية التي أدانت عددًا من كبار مسؤوليه بالتورط في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، ومحاولاته لاغتيال شخصيات أخرى معارضة له أضعفت شعبيته.

ولفتت الدراسة أيضًا إلى تهديدات قائد اللواء الشمالي في الجيش الإسرائيلي، الجنرال يائير غولان، الذي هدد مؤخرًا باستهداف كل لبنان في حال نشوب حرب مع حزب الله.

وخلصت الدراسة إلى القول إنه على الرغم من تحفظات اللبنانيين وعلى الرغم من التقديرات الإسرائيلية بأن حزب الله لن يُقدم على مواجهة أخرى وجديدة مع الدولة العبرية بسبب الثمن الباهظ الذي سيدفعه لبنان، فإن اعتماده الكلي على إيران، وتدخل ضباط الحرس الثوري الإيراني في الجناح العسكري للحزب، لن يتركا للأمين العام للحزب مفرا، وعندما سيتقلى الأمر من طهران، بمهاجمة دولة الاحتلال، من أجل المصالح الإيرانية والسورية، فإنه سيفعل ذلك، بحسب الدراسة الإسرائيلية.

وكالات

د ع