مهندس الثأر المقدس يلتقي رفاقه
رام الله: بعد 13 عاماً قضاها في العزل الانفرادي، خرج الأسير حسن سلامة ، 41 عاماً، من عزله إلى رفاقه في الأسر، عقب اتفاق الأسرى لإنهاء الإضراب الشهر الماضي.
سلامة وصف لمحامي نادي الأسير الفلسطيني الذي زاره في أسره حياته بعد الخروج من العزل قائلاً "حياتي مع الأسرى عنوان لفرحة الحرية والنور الذي حجبه الاحتلال عنّا كمعزولين، ولم أتخل لحظة واحدة عن حلمي الذي صار الآن حقيقة".
وقال المحامي إثر الزيارة إن "الابتسامة التي ارتسمت على وجه سلامة، لم تغادره طوال فترة زيارتي له في سجن نفحة الذي نقل إليه بعد رحلة عذاب طويلة في زنازين العزل الانفرادية بقرار من جهاز الأمن الإسرائيلي".
وأضاف أن سلامة وباقي الأسرى الخارجين من العزل "سعداء جداً، وما زالوا غير مصدقين خروجهم من العزل، منتظرين حضور اللجنة العليا للإضراب للعمل على تحسين الأوضاع وتنفيذ قرار الزيارات كما نص الاتفاق".
ويقضي الأسير سلامة، من مدينة خانيونس في قطاع غزة، حكماً بالسجن المؤبد 48 مرة إضافة إلى 20 عاماً، حيث كان قائداً في كتائب القسام بقطاع غزة واعتقل في 17-5-1996، وعرف بمهندس عمليات الثأر المقدس، التي نفتها المقاومة عقب اغتيال الشهيد يحيى عيّاش.
ويقول سلامة واصفاً خروجه من العزل: "نعيش حياة مختلفة بالكامل، رغم أنه سِجن لكننا أصبحنا مع إخواننا الأبطال نأكل ونصلي جماعة، ونعيش طقوس حياتنا بحرية نضحك ونتحدث ونلعب. خلف تلك الأبواب الموصدة في ظلمة الليل المستمر والعزل القاسي، لم نصدق أننا سنخرج ونعيش هذا الواقع بعد حرمان لسنوات، ونعيش الآن حالة من الارتياح والتفاؤل خاصة بتمكننا من زيارات الأهل".
ويضيف: "بعد أن زار أخي الأسير أحمد المغربي مؤخراً ابنه الوحيد بعد سنوات، عاد بفرحة رفعت معنوياتنا وأصبح أملنا أكبر، وأنتظر اللحظة التي ستزورني فيها عائلتي من غزة وخطيبتي المحررة غفران زامل التي تقيم في نابلس وسيكون يوماً لا ينسى".
ويتابع سلامة استعادة وضعه الصحي بعد تأثير الإضراب عليه، ويتمنى كما قال لمحامي نادي الأسير: "أن ينعكس الاتفاق على الأسرى بإنهاء معاناتهم وكافة الإجراءات التعسفية التي خاض الأسرى لأجلها الإضراب، وفي مقدمتها إخراج الأسير ضرار أبو السيسي من العزل، مشيراً إلى قلقه الشديد حياله، مطالباً بتحرك فاعل ومستمر لإنقاذه ووضع حد لمعاناته".
وعلى الصعيد الشخصي، فإن سلامة الذي أصيب بالرصاص في فخذه الأيسر على يد جنود الاحتلال، أكد أن وضعه الصحي مستقر حالياً، رغم وجود إشكاليات بسيطة بعد الإضراب، ووجه تحياته لأهله في غزة وخطيبته متمنياً أن يراهم في الزيارة القادمة.
وكالات
د ع