« الدخان » .. حرب الأسعار في غزة تندلع

سعيد قديح
(خاص) زمن برس، فلسطين: ينشغل أحمد ( 27 عامًا ) في الحديث إلى أبناء جيله الذين يشاركونه التدخين عن معاناته مع الارتفاع المفاجئ في أسعار الدخان والمعسل في قطاع غزة هذه الأيام، فقد وصل سعر علبة الدخان « LM» إلى 15 شيكل بعد أن كان بـ 8 شواكل، و«مالبورو» بـ 16 شيكل بعد أن كان بـ 10 شواكل، وعلبة المعسل إلى 25 شيكل اسرائيلي، ورغم أن الأسعار تراجعت قليلاً عن الارتفاع الأول المذكور، إلا أنها لا تزال مرتفعة مقارنة بالسابق.
يدّخن« أحمد » السجائر منذ سبع سنوات، يستذكر المرة الأولى التي حدث فيها ارتفاعٌ مشابه بما هو عليه الحال اليوم في أسعار الدخان عام 2006م، يحّنُّ إلى أيامٍ كانت فيها الأسعار بسيطة جدًا مقارنة بهذه الأيام، يشير بيديه لبسطة قريبة يبتاع منها أغلب الأوقات سجائره قائلًا لمراسل زمن برس:" في كل صباح أمرُّ هناك، أسأل عن سعر العلبة، أتفاجأ من كونه ارتفع أكثر، أحاول اقناع نفسي وإمساكها عن التدخين قليلًا لبعض الوقت، إلا أن هذا يجعلني أكتئب، فأشتري ثلاث أو خمس سجائر، وأكرّر هذا بالمساء أيضًا". ويتابع:" انك مضطر لفعل هذا حتى لو ارتفع السعر ولم يكن بإمكانك شراءه كما كنت".
يختم:" هذه مؤامرة من التجار للربح أكثر، وليس كما يشاع بأن الأنفاق التي تهرّب السجائر تم اغلاقها كاملًا، وعلى الحكومة ووزارة الاقتصاد محاسبتهم، وتحديد سعر مناسب للسوق".
أما « ياسر عبدالله » ذو الثلاثين عامًا لا يدّخن، لكنه يبدي تعاطفًا كبيرًا مع المدخنين، قائلًا لزمن برس:" الأوضاع في غزة صعبة، ولا أعتقد أن مدخنًا اعتاد على تدخين علبة أو أكثر في اليوم، سيجبره الارتفاع في السعر على تركه مهما كانت أوضاعه سيئة، والشعب برمته هنا يعيش الحال الصعب". ويضيف:" ينبغي متابعة الأمر، وعدم التساهل مع التجار الذين يرفعون سعره لخدمة مصالحهم الشخصية".
للتجار كلمتهم ضمن سياق الحديث، فهم يرجعون هذا الارتفاع الكبير إلى قيود السلطات المصرية على دخول السجائر والمعسل عبر الانفاق إلى قطاع غزة، ومداهمتهم لها، فأيمن ( 48 عامًا ) تاجر دخان منذ 15 سنة، له أكثر من بسطة في السوق يقول لزمن برس:" نحن نعمل دائمًا ليكون الدخان في متناول أيدي الناس بالسعر المناسب، ومتأكد أن الكل هنا يعرفون الكيفية التي تدخل بها السجائر غزة ومدى الصعوبات التي نواجهها في ذلك، فليس غريبًا هذا الارتفاع في السعر، ولا تستغربوا أكثر ان زاد" ويتابع بالقول:" نتمنى أن ترجع الأسعار لما كانت عليه، وتعود الحياة إلى طبيعتها في غزة قبل الحرب".
ومع مطالبة المواطنين وزارة الاقتصاد متابعة القضية على أرض الواقع وتحمل مسئولياتها اتجاه ما يطرأ من مشكلات وأزمات في السوق، تُرجِع الوزارة أسباب الأزمة الى حملات الجيش المصري على الأنفاق التي تربط غزة بمصر، لا سيما أن مصر تعد المنفذ الرئيسي لدخان السجائر، حيث أنقص هذا بشكل كبير حجم الكميات التي تدخل من الدخان وسلع أخرى إلى القطاع مؤثرًا بذلك على الأسعار وفق قول الوزارة التي تقول أيضًا انها تتابع على الأرض وتناقش جميع الأطراف السبل المناسبة لتحديد السعر الأفضل للمستهلك، والتغلب على الأزمة بسرعة".