شفيق سيدعم "فتح" ويعادي "حماس"

لندن: إلى جانب الالتزام بمعاهدة السلام مع اسرائيل، من المتوقع ان يواصل احمد شفيق المرشح للانتخابات الرئاسية، وآخر رئيس وزراء في نظام مبارك، موقف مصر السابق في دعم حركة فتح التي تتعاون مع اسرائيل من خلال السلطة الفلسطينية.

وتشير أصول شفيق العسكرية بوصفه القائد السابق لسلاح الجو ودوره في ايام مبارك الأخيرة، الى انه سيتعامل مع حركة حماس بريبة وعداء، كما تتوقع صحيفة نيويورك تايمز مشيرة الى أن مبارك كان من أوثق حلفاء اسرائيل.

ولمرشح جماعة الاخوان المسلمين، وقائد كتلتها البرلمانية السابق محمد مرسي، تاريخ مديد من التصريحات العدائية بشأن المعاملة التي يلقاها الفلسطينيون من اسرائيل. وتعيد صحيفة نيويورك تايمز التذكير بأن مرسي وصف الاسرائيليين بأنهم "مصاصو دماء".

كما انتقد مرسي الرئيس  محمود عباس، لتعاونه مع اسرائيل بسذاجة على حد قوله، في غياب الدولة الفلسطينية، واشاد بحركة حماس التي تعود في جذورها الى جماعة الاخوان المسلمين، لمقاومتها الاحتلال الاسرائيلي.

 وقال مدير مركز الاهرام في القاهرة جمال عبد الجواد، إن النتيجة النهائية للانتخابات المصرية ستكون بالنسبة لحركة حماس الفارق بين كسب مصر وبقاء الوضع كما هو الآن. وكان قياديون في جماعة الإخوان المسلمين اعلنوا انهم يعتزمون ممارسة نفوذهم لدى فتح وحماس لدفعهما الى التوافق فيما بينهما من اجل الضغط على اسرائيل للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

ونقلت صحيفة نيوورك تايمز عن الباحث في مركز بروكنز الدوحة شادي حامد "ان جماعة الاخوان المسلمين ستضغط برفق على حماس لتكون أكثر برغماتية رغم ان هذا اتجاه أخذت حماس تسير فيه اصلا".

وأقر مسؤولون في حماس، بأنهم يتطلعون الى دعم مصر والاخوان المسلمين بعد ابتعادهم عن سوريا.

وكان نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى ابو مرزوق انتقل الى القاهرة هاربا من الاعتقال في سوريا، وهو تربطه علاقات متينة بجماعة الاخوان المسلمين.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز انها لم تتمكن من الاتصال به يوم الجمعة ولكن النغمة المسجلة على الهاتف الخلوي للمتحدث باسمه هي نشيد حزب الحرية والعدالة، الجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين في مصر.

 وتنتظر مصر كتابة دستور جديد يحدد سلطات الرئيس ولكن من المتوقع ان تكون السياسة الخارجية من اختصاص الرئيس، وربما التشاور مع العسكر. ويعني هذا ان الرئاسة ستطرح تحديات على مرسي والاخوان المسلمين.

وإذا التزمت الجماعة بالسلام مع اسرائيل، كما تعهدت، فان بالامكان ان يُنتظَر من مرسي ان يلتقي السفير الاسرائيلي وكبار المسؤولين الاسرائيليين. وسيكون هذا بالنسبة لجماعة الاخوان المسلمين مستوى جديدا من الاعتراف الرسمي بدولة اسرائيل. وقال الباحث حامد ان ذلك سيكون "لحظة فاصلة" مفترضا ان مرسي سيكون ملزما بالاقدام على هذه الخطوة. ورغم قلق الحكومة الاسرائيلية من مجيء حكومة مصرية لا تكن لها ودا، فانها التزمت جانب الصمت الذي يشوبه الترقب إزاء الانتخابات المصرية خشية ان تُتهم بالتدخل وما يترتب على ذلك من نتائج سلبية.

ولكن محللين وخبراء اسرائيليين ينظرون الى شفيق على انه سياسي معتدل يمكن التعويل على تعهده باحترام معاهدة السلام مع اسرائيل التي كانت منذ توقيعها قبل 33 عاما احد أركان الاستقرار في المنطقة.

ويصف البعض مرسي الذي تعهد هو ايضا باحترام المعاهدة بأنه مجهول خطير قد يتحرك مدفوعا ببواعث ايديولوجيته الدينية. ويقول العديد من المحللين الاسرائيليين انهم لا يهتمون بمن سيكون الرئيس بقدر اهتمامهم بالاتجاه الذي سيتخذه وتتخذه مصر معه. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول اسرائيلي طلب عدم ذكر اسمه "ان التوازن بين الرئاسة والحكومة والبرلمان والجيش والرأي العام سيحدد مستقبل مصر وعلاقاتها مع جيرانها ومنهم اسرائيل".

وإزاء المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه مصر في الوقت الحاضر اعترف حتى اشد المرشحين عداء لاسرائيل بأن القاهرة لا تقوى على خوض صراع مع اسرائيل أو حلفائها الغربيين في وضعها الراهن.

ويقول اسرائيليون إن هذه القيود المفروضة على قدرة مصر تشكل مصدرا للطمأنينة. واشار افريم هاليفي مستشار الأمن القومي ورئيس الموساد سابقا الى "ان أي عاقل يصبح رئيسا لمصر سيكون عليه ان يفكر سريعا وعميقا في ما إذا كانت معاداة اسرائيل تحسِّن فرصه في نيل الدعم الدولي لما يتعين ان يفعله أو تضر بهذه الفرص".

وأضاف "ان اي رئيس مصري سيواجه ضغوطا للحفاظ على مصداقية مصر على الساحة الدولية".

 إيلاف

 ــــــ

ي ف