رقابة العرب في سوريا موضع شك
دمشق: عبر المرصد السوري لحقوق الإنسان عن خوفه من تحول لجنة المراقبين العرب التي تقوم بمهمة في سوريا إلى لجنة "شهود زور" حول ما يجري في البلاد، وذلك في ثالث يوم من مهمتها التي تشمل مدينة درعا.
واعتبر رئيس المرصد رامي عبد الرحمن أن الدبابات التي سحبها النظام السوري من حمص قبل سويعات من قدوم المراقبين، يمكن أن تنتشر بالمدينة في أقل من خمس دقائق، وطالب المراقبين بالاهتمام بمصير عشرات الآلاف ممن اعتقلهم النظام منذ بداية الثورة في آذار (مارس) الماضي.
وقال عبد الرحمن إن معظم سكان بابا عمرو يشعرون بخيبة الأمل، إذ كان يجب أن تمنح البعثة المزيد من الوقت، لأن المراقبين بحاجة إلى أن تتاح لهم الفرصة فترة طويلة بما يكفي للقيام بالتفتيش قبل إصدار الأحكام.
في المقابل طالب رئيس بعثة المراقبين السوداني محمد أحمد الدابي بإمهال فريقه مزيدا من الوقت.
وقال الدابي لوكالة رويترز: "يجب أن تنتبهوا أن هذا هو اليوم الأول ونحتاج إلى وقت"، مشيرا إلى أن فريقا مكونا من عشرين شخصا سيعملون على تقصي الحقائق في مدينة حمص لوقت طويل.
دبورها اعتبرت اللجنة المحلية للأطباء في دمشق المعارضة في بيان، أن اختيار الفريق السوداني لرئاسة البعثة يشوه جهود الجامعة العربية في سوريا، ويصورها بأنها لا تعدو كونها مهزلة سياسية، تساعد قليلاً وتسبب الكثير من الأذى للوضع في البلاد.
وأثار اختيار العسكري السوداني لرئاسة بعثة المراقبين العرب جدلاً على ضوء دور الحكومة السودانية في إقليم دارفور، حيث أسفرت حملتها العسكرية في الإقليم الغربي للتصدي لفصائل تمرد، عن مقتل وتشريد مئات الآلاف.
واعتبرت اللجنة السورية أنه كان من الأنسب، وفي ظل ظروف الصراع الراهن، تكليف الأمم المتحدة بإيفاد بعثة المراقبة.
ومن جانبها فندت الجامعة العربية الجدل القائم بشأن رئيس بعثة المراقبين، وقال أحد المسؤولين رفض كشف هويته، إن المزاعم بشأن الدابي "تفتقر الأدلة."
وتعتقد الجامعة العربية أن البعثة بحاجة لنحو أسبوع لتحديد ما إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد ملتزما بتعهده بسحب دباباته وقواته وإطلاق سراح السجناء وبدء حوار مع المعارضة.
من جانبه دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر النشطاء إلى التحلي بالصبر على خلفية اتهامهم البعثة في ثاني يوم لها بأنها عديمة الفعالية.
وأضاف أن مهمة المراقبين في يومها الأول فقط، ولم تشمل جولتهم سوى حي صغير في حمص، ودعا إلى السماح للمراقبين بالانتشار وتركهم يقومون بعملهم وإعطاء حكمهم، واعتبر أنه من المهم أن يتمكنوا من الوصول إلى كل المناطق للقيام بتحقيق كامل، مطالبا بأن يتمكن المراقبون من الالتقاء بأكبر عدد ممكن من المعارضين.
وحثت روسيا دمشق على السماح لبعثة المراقبين بالتنقل بحرية في أنحاء البلاد، وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيره المصري محمد كامل عمرو، إن البعثة يجب أن تكون قادرة على زيارة أي مكان في البلاد وأي بلدة أو قرية، وأن تخلص إلى رأيها المستقل والموضوعي بشأن ما يحدث وأين يحدث.
ورأت الخارجية الفرنسية أن المراقبين العرب لم يمكثوا إلا فترة قصيرة في حمص للتمكن من التحقق من الوضع على الأرض.
وطالب المتحدث باسم الوزارة المراقبين العرب بالعودة دون تأخر إلى هذه المدينة، والتمكن من التنقل بحرية في كافة أحيائها وإجراء الاتصالات اللازمة مع كافة السكان.
وقد انضم مؤخرا ستة عشر مراقبا إضافيا إلى خمسين آخرين انتشروا في بعض المناطق، ومن المقرر أن يتوجه اليوم أعضاء من فريق المراقبين إلى حماة ودرعا وإدلب ومناطق في ريف دمشق.
وكانت الهيئة العامة للثورة السورية قد أكدت أن عدد القتلى بسوريا الأربعاء بلغ 28 شخصا على الأقل، بينهم ثلاثة أطفال قتلوا برصاص الجيش وقوات الأمن.
ووفقا لإحصاءات النشطاء السوريين، فقد بلغ عدد ضحايا الاحتجاجات الذين قضوا على أيدي السلطات السورية، أكثر من 6 آلاف قتيل مع نهاية العام الجاري معظمهم من المدنيين.
وبحسب موقع إلكتروني متخصص بإحصاء عدد قتلى الاحتجاجات في سوريا، فإن عدد الذين قضوا على أيدي الجيش وقوات الأمن وجهات موالية للحكومة السورية بلغ حوالي 5949 قتيلاً حتى 26 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، فيما قُتل نحو 80 آخرين خلال اليومين الماضيين حسب مصادر أخرى.
ويحتوي الموقع الإلكتروني الذي يُعرّف نفسه بـ"قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية" الموثقين حسب الاسم والمدينة ومقاطع الفيديو في بعض الأحيان، على ما يقارب 6720 مقطع فيديو ومئات الصور الفوتوغرافية للقتلى.
وبحسب الموقع، الذي قال إنه يعمل على جمع المعلومات من مصادر متعددة بعضها حقوقي، فإن عدد الذكور الذين قتلوا على أيدي الجيش والأمن والميليشيات التابعة لها بلغ 5671 مقابل وفاة ما يربو على 278 امرأة منذ بداية الاحتجاجات المناوئة للحكومة السورية، في حين بلغ عدد القتلى من الأطفال أكثر من 400 طفل معظمهم قضى جراء إطلاق النار من قبل قوات الأمن.
وكالات