ملايين الدولارات لـ"مؤامرة سرطانية" قتَلت تشافيز!

كراكاس: في الذكرى السنوية الأولى لرحيل الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، تساءلت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" عن سبب إصابة عدد من زعماء دول أميركا اللاتينية بمرض السرطان في العام 2011.
وأشارت إلى الزعماء الذين طالهم وباء السرطان، هم رئيس باراغواي آنذاك فرناندو لوغو ورئيس البرازيل السابق لولا دا سيلفا والرئيسة الأرجنتينية كريستينا دي كيرشنر والرئيس الكولومبي خوان سانتوس والزعيم الفنزويلي هوغو تشافيز. وكان هذا الأخير يعتبر أن إصابته بالورم جاءت نتيجة "مؤامرة سرطانية" ضد دول المنطقة التي تنتهج سياسة معادية للولايات المتحدة، كما نقل موقع "روسيا اليوم".
واعتبر المؤرخ بوريس بوريسوف أن تشافيز لم يبتعد عن الحقيقة، قائلا: "تم تشخيص السرطان لدى الرؤساء بعد مرور عام ونصف العام على القمة التي عقدت في مدينة كانكون المكسيكية في 23 شباط 2010، حيث أعلن عن إنشاء مجموعة دول أميركا اللاتينية وحوض الكاريبي. وحسب فكرة تشافيز، كان على هذه المنظمة أن تنافس منظمة الدول الأميركية التي تؤدي الولايات المتحدة دورا رئيسيا فيها. إلا أن محاولة تحدي قوة واشنطن في الأميركتين انقلبت بشكل مأساوي. وتشير بعض البيانات إلى أن تشافيز تعرّض هناك لاعتداء باستخدام الإشعاع ومواد كيميائية مسرطنة. وخطط الأميركيون للعملية أكثر من عام وأنفقوا عليها مئات ملايين الدولارات".
وأضاف إن "قرار تصفية تشافيز اتخذ في آذار 2009، أي قبل الاعتداء عليه بعام، وذلك خلال اجتماع في البيت الأبيض بحضور الرئيس الأميركي باراك أوباما". وأشارت "كومسومولسكايا برافدا" إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية أجرت اختباراتها الطبية بمركز السرطان في ولاية بنسلفانيا، حيث كثيرا ما تجرى تجارب على مرضى من المتشردين لا أقارب لهم. وانتهت التجارب في تشرين الثاني 2009 أي قبل قمة "كانكون" بثلاثة أشهر.
وأوضح بوريسوف أن "وكالة الاستخبارات المركزية موّلت بذلك إنتاج سلاح جديد يسمح بتوجيه أشعة فائقة القوة إلى الضحية المستهدفة، ثم يتكون ورم خبيث في المنطقة المستهدفة من الجسم. ويبدو أنه نتيجة لخطأ ما لم تنقطع الأشعة بعد مرور تشافيز، بل أصابت بضعة زعماء آخرين، ما أدى إلى إصابتهم بمرض السرطان".
ويرى المؤرخ أن تسرّب التفاصيل المذكورة جاء نتيجة لخلاف داخل النخب الحاكمة في الولايات المتحدة، مرجحًا أن تفاصيل إضافية قد تظهر فيما بعد. وتساءل بوريسوف: "هل يظهر كاشف فضائح جديد مثل سنودن يكشف عن أساليب اللعبة الأميركية الكبرى في أميركا اللاتينية؟". أما بروفيسور العلوم الطبية بافيل فوروبيوف، فرجّح أن "هذه القصة من نظرية المؤامرة. تصيب جرعات كبيرة من الإشعاع أولا الجلد بحروق وتلحق أضرارا بالأوعية، وبالتالي، تؤدي إلى الإصابة بالاحتشاء والسكتة الدماغية وشلل الساقين والعمى. أما السرطان، فقد يظهر بعد مرور عشرات السنوات على التعرض للأشعة، مثلما حدث في تشيرنوبل وهيروشيما وناغاساكي".