هاني أبو أسعد يتحدث عن ترشيح فيلمه ‘عمر’ لجائزة أوسكار

نيويورك ـ يسلط الفيلم الفلسطيني ‘عمر’ المرشح لإحدى جوائز أوسكار بعض الضوء على تعقيدات وتناقضات الصراع في الشرق الأوسط.

وقال هاني أبو أسعد مخرج الفيلم الذي رشح فيلمه (الجنة الآن) أيضا لجائزة أوسكار عام 2005 ‘مثير جدا (الترشيح للجائزة) لأنه (انتظار إعلان أسماء الأفلام الفائزة) مثل ساعة تدق وأنا أتطلع إليه رغم أن المرة السابقة كانت مخيبة للآمال لكني ما زلت أفكر أن حظي ربما يكون أفضل هذه المرة’ كما نقلت عنه "وكالة الأنباء الفرنسية".

وأثار ترشيح (عمر) لجائزة أوسكار أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية ضجة كبيرة وقدم بعض الإسرائيليين شكوى لأكاديمية فنون وعلوم السينما قالوا فيها إن الفيلم يتعاطف مع المهاجمين الانتحاريين.

الممثلون الذين يؤدون الشخصيات الرئيسية في الفيلم فلسطينيون من عرب إسرائيل. وبلغت ميزانية إنتاج الفيلم مليوني دولار وصور بدون مشاكل تذكر في الناصرة في إسرائيل.

وكان أبو أسعد قد صور فيلمه (الجنة الآن) في المناطق الفلسطينية وخاض في ذلك تجربة سيئة مع المصاعب العديدة التي تخللت التصوير.

وقال المخرج ‘بعد (الجنة الآن) كان (صعب) أرجع على فلسطين وأصور لأنه أيام التصوير في (الجنة الآن) كانت عندنا كثير صعوبات منها طبعا جيش الاحتلال الإسرائيلي وبعض الزعران اللي حاولوا يستغلوا موقفنا. وهذا الشيء ما كان بساعد كثير على.. طبعا كان التصوير.. هناك انتفاضة.. حصار.. اجتياح.. قتل.. كان فيه هناك ناس بشتغلوا في الفيلم استشهدوا. كل هذا عمل عندي مأزق.. ما أقدر أرجع وأشوف البلد بطريقة أنه أصور فيها كمان مرة. وكل وأنا باتصور أني أصور ومسؤول عن طاقم وحياة ناس.. ما قدرتش.. كان عندي كثير تعب. لحد ما قبل سنتين من (عمر) أحسيت أنه ممكن شوية جسمي ارتاح وعقلي ارتاح من الموضوع. (عمر) كان تصويره كثير هادىء نسبة إلى أنه ما كان فيه مشاكل. اليوم أنا مبسوط أنه تغلبت على ها الأزمة’.

الفيلم بطلاه شاب وفتاة تفرق بينهما الشرطة السرية الإسرائيلية ومقاتلون فلسطينيون من أجل الحرية. يحب عمر بطل الفيلم الذي يعمل خبازا الفتاة نادية أخت صديقه طارق الناشط الفلسطيني في الضفة الغربية. وتعتقل الشرطة العسكرية الإسرائيلية عمر وتسيء معاملته فيقرر الاشتراك مع طارق وزميل له يدعى أمجد في عملية لقتل جندي إسرائيلي فينتهي به الأمر في السجن حيث يتعرض للتعذيب ويشي بصديقه للمحققين الإسرائيليين.

وقال هاني أبو أسعد ‘عوامل عديدة جعلتني أصنع هذا الفيلم. أولها خوفي من أني لا أفعل الأمور الصحيحة في عملي السينمائي. كنت أريد أيضا أن أصنع فيلما أرضى عنه وأجبرني ذلك على التفكير في نوع القصص التي أريد أن أرويها’.

عرض (عمر) في جامعة بيرزيت بالضفة الغربية وكان رد فعل معظم الطلاب الذين شاهدوا الفيلم إيجابيا تجاهه.

وقال طالب بكلية الهندسة في الجامعة يدعى عيسى ‘الفيلم كثير رائع لأنه يحكي عن واقع لأنه فيه في الاحتلال الإسرائيلي (يتخذ) إجراءات معينة حتى يستغل المقاومة.. يستغل نقاط الضغف اللي عندنا ونقاط ضعف الناس′.

وقال أبو أسعد إن رد الفعل الإيجابي للجمهور نحو الفيلم هو أهم جائزة يمكن أن يحصل عليها المخرج.

وأضاف ‘عندما يسمع المخرج الناس الذين عاشوا تلك المواقف.. الذين عاشوها ويعيشونها.. يقولون لك إنه كالواقع وإنهم يصدقونه فهذا هو أكبر إطراء يمكن أن تحصل عليه لأنك نجحت في سرد قصة.. هي قصة لم تحدث في آخر المطاف.. كل شيء في الفيلم من نسج الخيال.. لكنك تروي قصة.. قصة خيالية بحيث يقول لك الناس الذين يعيشون في ذلك الوضع إنهم شعروا كأنها حقيقية’.

ويبدأ عرض فيلم (عمر) في دور السينما الأمريكية يوم الجمعة 21 فبراير شباط.