إسرائيل اليوم: الحل الوحيد هو مهاجمة إيران والجيش الإسرائيلي قادر على ذلك

تل أبيب: اعتبرت صحيفة "إسرائيل اليوم"، أن الحل الوحيد هو شن هجوم عسكري إسرائيلي منفرد ضد المنشآت النووية ومواقع أخرى في إيران، الأمر الذي يقدر جيش الاحتلال عليه، وذلك على خلفية الخلافات العميقة بين إسرائيل والولايات المتحدة حول اتفاق متوقع بين الدول العظمى وإيران.

وكتب عاموس ريغف، رئيس تحرير الصحيفة المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الاثنين، أنه "مع اتفاق سيء أكثر أو أقل، فإنه في نهاية الأمر ثمة طريق واحدة لمنع النووي من إيران: الهجوم.. وقد أثبت الجيش الإسرائيلي أننا فعلنا المستحيل وأنه بإمكاننا أن نفعل ما لا يمكن تصديقه". حسب ما نقلته وكالة يونايتد برس انترناشونال.

ويأتي مقال رئيس تحرير الصحيفة الأكثر انتشارا في إسرائيل وتوزع مجانا، والتي أسسها رجل الأعمال الأميركي، شيلدون أديلسون، من أجل الترويج وخدمة سياسة نتنياهو، وهو أكبر ممول لحملاته الانتخابية، غداة سجال علني على شاشات التلفاز بين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي، جون كيري، حول الاتفاق المتوقع مع إيران، وإعلان نتنياهو بأن إسرائيل لن تلتزم باتفاق كهذا.

وأشار ريغف إلى أنه "توجد بحوزة الولايات المتحدة منظومة هائلة لشن هجوم جوي، وهي ببساطة لا تريد شن هجوم، ويوجد لدى إسرائيل كمية أقل (من القنابل الكبيرة وأسلحة لمهاجمة منشآت في باطن الأرض) ولكنها ليس أقل نوعية وأحيانا بنوعية أعلى، فإذا القدرات موجودة، وتم التدرب عليها".

وأردف أن "كل شيء متعلق بالإرادة والإصرار والقيادة، وهو متعلق بالأساس بالإدراك والاقتناع الداخلي بأن سكين الجزار موضوعة على عنقنا، وأنه ليس ثمة من يمكن الاعتماد عليه سوى أنفسنا"، وهذه كلمات كررها نتنياهو مرات عديدة في الفترة الأخيرة.

وانتقد امتناع الإدارة الأميركية عن مهاجمة إيران وتصريحات الرئيس باراك أوباما بأن "الشعب الأميركي تعب من الحروب"، واقوال رئيس أركان الجيش الأميركي، مارتن ديمبسي، أن مهاجمة إيران هي أمر خطير وإشكالي وغير ناجع وأن هجوما كهذا سيعرقل المشروع الإيراني لعدة سنوات فقط.

كذلك هاجم ريغف المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين، وبينهم رئيس الموساد مائير داغان ورئيس أركان الجيش غابي أشكنازي، الذين حذروا من عواقب هجوم إسرائيلي منفرد ضد إيران.

واعتبر ريغف أنه "حقا، يبدو أنه لا يمكن الاعتماد على الأميركيين، ولا يوجد شي اسمه 'مستحيل'"، واستعرض أهمية وفاعلية الهجمات الجوية التي نفذتها بريطانيا خلال الحرب ضد الأرجنتين على جزر فوكلاند في العام 1982، وتلك التي نفذها الحلفاء ضد ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.

وأشار إلى أن غارات الطيران الحربي الإسرائيلي ضد سلاح الجو المصري في بداية حرب حزيران العام 1967 "حققت هدفها وهو التفوق الجوي وإزالة الخطر عن المدن الإسرائيلية".

ورأى ريغف أن الأسلحة، وخاصة "القنابل الثقيلة" التي وصفها بأنها "قنابل زلزالية"، الموجودة بحوزة إسرائيل، حاليا، قادرة على تدمير منشآت إيرانية في باطن الأرض، وأنه "يكفي أن تخطيء القنابل وتسقط قرب هدفها ليتم تصديع المنشأة وتدميرها، وتدمير أجهزة الطرد المركزية الحساسة، من الموجات الارتجاجية، وهذا إلى جانب حرب السايبر (الالكترونية)".

وأضاف أن هجوما كهذا لن يكون ضربة لمرة واحدة وأن "من سينفذ هجوما كهذا يتعين عليه الاستعداد لعملية عسكرية متواصلة" يتم خلالها قصف وتدمير صواريخ أرض – أرض طويلة المدى، يتوقع أن تطلقها إيران باتجاه إسرائيل.

ولم يستبعد ريغف سقوط صواريخ إيرانية كهذه في إسرائيل، رأى أن "هذا ليس بالأمر اللطيف لكن بالحسابات الشاملة للأمن القومي فإنه ليس مروعا".

وتابع أن إسرائيل ستحقق الكثير في هجوم كهذا لأنه استغرق الإيرانيين 30 عاما من أجل الوصول إلى قدرتهم النووية الحالية ولذلك فإن "ضربة حقيقية للبرنامج النووي القائم سيؤدي إلى تراجعه سنوات كثيرة إلى الوراء".

وخلص إلى أن العلاقات الأميركية – الإسرائيلية لن تتضرر في حال شن هجوم كهذا "وحتى الرئيس أوباما أعلن مرة تلو الأخرى بأن لإسرائيل الحق دائما بالدفاع عن نفسها، فإذن إن لم يكن ثمة خيار فسوف ندافع عن أنفسنا".

حرره: 
م . ع