شمس فلسطين مصدر كهربائها

زمن برس: كشف رئيس سلطة الطاقة عمر كتانة، اليوم الثلاثاء، عن أن مجلس الوزراء صادق في جلسته الأخيرة على إستراتيجية الطاقة المتجددة والتعرفة التحفيزية لتشجيع المواطنين على إنتاج كهرباء بأنفسهم بالاعتماد على الطاقة الشمسية.

وقال كتانة خلال مداخلته في مؤتمر 'الاستثمار في الطاقة المتجددة' الذي عقد في رام الله، إن هذه الخطوة غاية في الأهمية ومن شأنها أن ترفع اعتماد فلسطين على الطاقة المتجددة من 15% حاليا إلى 25% على الأقل في عام 2020 (أي 240 ميغاواط سنويا)، كما من شأنها أن تخفض أسعار الكهرباء وتزيد من فرص العمل وتساعد في تحقيق الاستقلال الطاقي.

وأضاف كتانة أنه وبحسب إستراتيجية الطاقة المتجددة التي تمت المصادقة عليها ستعطى الأولوية لأول 1000 منزل تقوم بتقديم طلبات من خلال مجلس تنظيم قطاع الطاقة لتوليد الكهرباء بالاعتماد على الطاقة الشمسية، بحيث يتم اختيار هذه المنازل بالتساوي بين الشمال والوسط والجنوب.

وقال إن 'السلطة الوطنية ستقدم الدعم المالي للمنازل المشاركة حيث ستتحمل جزءا من الأعباء المالية المترتبة على شراء الخلايا المنتجة للكهرباء وتركيبها، وأن هذه المنازل ستخضع للتدقيق الطاقي أولا لمعرفة مدى كفاءة الطاقة فيها، وستتمكن من تغطية احتياجاتها من الكهرباء من بيع الكهرباء التي يتم إنتاجها من خلال الطاقة الشمسية، أما الفائضة عن حاجتها فستتمكن من بيعها إلى شركة الكهرباء بسعر تفضيلي والذي من شأنه أن يساعدها في تغطية تكاليف التركيب خلال عدد قليل من السنوات.

وأشار كتانة في معرض حديثه إلى أن الاعتماد على تسخين المياه في فلسطين بالطاقة الشمسية هو من اكبر المعدلات في المنطقة أملا بأن يصل الفلسطينيين إلى مرحلة يتم فيها إنتاج الطاقة الكهربائية بالاعتماد على الطاقة الشمسية على نطاق واسع، بحيث يقوم المواطن الفلسطيني ببيع فائض الكهرباء الذي ينتجه إلى شركة الكهرباء.

وقال 'نحن سباقون في المنطقة في تسخين المياه بالاعتماد على الطاقة الشمسية، ونأمل إن نكون سباقين في المنطقة في استخدام الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء'.

من جانبه، استعرض الممثل الألماني لدى السلطة الوطنية غوتز لينغينثال، تجربة ألمانيا في مجال الطاقة المتجددة مشيرا إلى إن قطاع الطاقة المتجددة في ألمانيا يوظف حاليا حوالي 370 ألف موظف أي أكثر من عدد الموظفين في قطاع إنتاج السيارات الذي تشتهر به ألمانيا.

وأضاف لينغينثال أن كمية الشمس التي تصل إلى فلسطين هي أكبر بكثير من تلك التي تصل إلى ألمانيا، وبالتالي فان أمام فلسطين فرص كبيرة لاستغلال هذه الطاقة بشكل يزيد عن ألمانيا بمقدار 30% وخاصة أن مجموع الساعات التي تتعرض فيها فلسطين للشمس يصل إلى ما معدله 3000 ساعة سنويا.

وأكد على أنه من المهم دراسة كيفية الاستفادة من الشمس من الناحية الاقتصادية وخاصة أن لا احد يستطيع إن يحجب الشمس.

ومن جهته، قال رئيس مؤسسة كونراد أديناور فيليكس دان، وهي المؤسسة المنظمة للمؤتمر، إن هناك مجالا كبيرا أمام فلسطين للاستفادة من الطاقة المتجددة، وأن ذلك من شأنه أن يوفر عددا كبيرا من فرص العمل وخاصة في ظل أوضاع صعبة في الأرض الفلسطينية.

وأشار إلى أن ذلك كفيل بأن يحرر الأرض الفلسطينية من اعتمادها الكلي في الطاقة على مصادر مستوردة ذات أسعار عالية، مؤكدا أن القطاع الخاص هو شريك هام في إنتاج الطاقة المتجددة.

وتحدث دان عن ثلاث قرى ألمانية استطاعت إن تنتنج طاقتها بنفسها وبشكل كامل بالاعتماد على الطاقة الشمسية والغاز البيولوجي الناتج عن النفايات. مضيفا أن هذه القرى حققت اعتمادا ذاتيا في إنتاج طاقتها واستغلت ميزانياتها لدعم وتطوير بنيتها التحتية والخدمات التي تقدمها إلى الجمهور.

واستعرض ظافر ملحم الرئيس التنفيذي لمجلس تنظيم قطاع الكهرباء في مداخلته وضع التعرفة المميزة التي اقرها مجلس الوزراء لتنفيذ المبادرة الفلسطينية للطاقة الشمسية 'Feed in tariff' والتي هي الخطوة الأساسية لبدء تنفيذ المبادرة وحساباتها. كما تحدث عن التعرفة الحكومية الحالية الموحدة للكهرباء وأجرى مقارنة مع التعرفة السابقة. وأشار إلى انه ستكون هناك مراجعة دورية للتعرفة وأنها ستؤثر ايجابيا على المستهلك وفي الوقت نفسه ستحافظ على مصالح الشركات.

وقام مجموعة من الخبراء الفلسطينيين والأجانب بعرض عدة أوراق في المؤتمر أهمها تقييم مصادر الطاقة المتجددة في فلسطين، والمبادرة الفلسطينية للطاقة الشمسية، والمشاريع القائمة وجدواها الاقتصادية، بالإضافة إلى مناقشة حوافز زيادة الاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة.

يشار الى ان المؤتمر نظمته مؤسسة كونراد أديناور برام الله والبيت الألماني للتعاون الإنمائي، وبالتعاون مع المركز الفلسطيني لأبحاث الطاقة والبيئة وسلطة الطاقة.

وفا