حماس وفتح في مواجهة ريال مدريد وبرشلونة

f307f140d485541929461a307a526b7b

شهدت قبل يومين حديثا غريبا احتدم بين مجموعة من الشباب الفلسطيني الذين من الواضح أن تأخر المصالحة الوطنية قد ألقى بظلاله الثقيلة عليهم فتحولوا باتجاه الاهتمام الأكبر باحتدام المواجهة بين فريقي ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين فيما يقولون عن هذه المواجهة بأنها الحدث الرياضي الأكثر رشاقة وندية ومتعة حسبما يدعون.

بل إن جلسة التندر والنكات كتلك التي شهدت وربما غيرها لم تعد تخلوا من الحديث عن استحواز الانشغال بالفريقين الرياضيين في فلسطين على مساحة تفوق حجم الانشغال بالانقسام البائس حتى أن البعض يعزو الأمر إلى كون المواجهة الكروية بين فرق النجوم الإسباني تحرز نتائج ونقاط ومتعة وإثارة أكثر من تكرار اللقاءات الخاصة بالمصالحة وارتفاع نسب التفاؤل فيها من ثم انهيارها مع انهيار الأمل بنجاحها.

حتى أن أحد المتحمسين يتمنى بأن ينصب غوارديولا أو مرينيو وهما مدربا الفريقين رؤساء للحكومة الفلسطينية المقبلة الأمر الذي يرى فيه حسب زعمه فرصة لخلق إثارة غير مسبوقة.

وفي ذلك الحديث الذي جمع بين التهكم والعتاب والنفور والحبور في اللقاء الذي ذكرت انطلقت قهقهات بعض الحضور لتتحدى الجميع بالقول بأن لينول ميسي الارجنتيني لاعب برشلونة المعجزة، أو نظيره البرتغالي لاعب ريال مدريد كريستيانو رونالدو سينالان شعبية غير مسبوقة إذا ما حظيا بمنصب وزاري معين بل سيكونا الأكثر شعبية في تاريخ الحكومات الفلسطينية المتعاقبة.

هذا الحديث على طرافته وظرافته بالنسبة للبعض ودوره في إثارة شعور من التهكم والتندر المحزن إلا أنه يعكس هجرة غير مسبوقة بل هروبا واضحا للشباب من عالم الانقسام ووعوده المتكررة والتي لم تر النور حتى تاريخه، إلى عالم الندية الكروية. هذه الندية التي وحسب اعتقادهم تستولد المتعة وتسجل النقاط وتحرز النتائج.

بل يدلل أحد الحضور في الجلسة المذكورة والذي سألته فيها عن السبب في هكذا وضع قائلا بأن إحدى لقاءات الفصائل الحاسمة والتي شاركت فيها حركتا فتح وحماس، قد جرت في يوم ضم مواجهة كروية بين برشلونة وريال مدريد وأن الناس قد خرجت محتفية بنتائج المباراة حاملة علم الفريق الفائز دون أن تعير اهتماما لنتائج الاجتماع الطيبة التي رشحت في ذلك اليوم قبل سويعات محدودة من المباراة. والسبب حسبما يقول صاحبنا يعود لعدم اكتراث الناس باللقاءات والوعود، وأن الشعب الفلسطيني لن يخرج لزفة المصالحة كما قال إلا عندما تتشكل حكومة الوفاق ويعود الوطن الى سابق وحدته ولو معنويا. عندها وعندها فقط يضيف الشاب الريالي المتواضع، سيقتنع الناس بأن شيئا ما ذا مصداقية قد بدأ يتكون. بل يستطرد قائلا بأن استطالة المصالحة ستعزز دعوة الناس حسبما يقول إلى استبدال الفصيلين بريال مدريد وبرشلونة!

حزين هو حالنا حقيقة، احتلال ينهش كبدنا وبقايا وطننا، وشباب يستبدل إحباطه المعنوي بالتهكم على استدامة نكبتنا الثانية ويطلق العنان لاستبدال المناكفين السياسيين بالمتنافسين الكرويين، وبين الذابح والمذبوح شعب بأسره ينتظر الفرج ومفتاح صبره الضائع حتى تاريخه!