جثة نازي سابق تسبب أزمة بين 4 عواصم

روما: اضطرت الشرطة الإيطالية للتدخل بقوة وإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين مساء الثلاثاء بمناسبة مراسم دفن النازي السابق ايريش بريبكه، الذي اشتهر بواحدة من أكبر المذابح النازية في روما والمعروفةبـ "المقابر الجماعية بادريياتين"، زمن الحرب العالمية الثانية، وفقاً لما أورده موقع "24" الإماراتي.

وكان النازي السابق فارق الحياة عن 100 سنة تقريباً في روما، وأثارت وفاته أزمة امتدت من روما إلى الأرجنتين ومن الفاتيكان إلى برلين، التي رفضت جميعها استقبال رفاته أو دفنه على أراضيها.

مراسم دفن رغم منع البابا

ورغم رفض الأرجنتين التي لجأ إليها بعد الحرب دفنه على أرضها، وإصدار الكرسي الرسولي توصية بعدم دفن النازي وفق التعاليم المسيحية ورفض برلين استعادة جثة مواطنها السابق، وإصرار بلدية روما ومن ورائها الحكومة على إصدار تصريح بالدفن المدني خشية المضاعفات التي يمكن أن يتسبّب بها الأمر بين اليهود داخل ايطاليا وخارجها وبين المتطرفين من كل حدب وصوب في أوروبا، انتظمت مراسم دفن خاصة في دير تابع لإحدى المنظمات الكاثوليكية المتطرفة قرب روما، المعروفة باسم أخوية القديس باي العاشر، في إشارة إلى البابا الذي يحمل الاسم نفسه.

تجمع للفاشيين والنازيين الجدد

وقالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية اليوم الأربعاء، إنه رغم الإجراءات الأمنية المشددة، فإن ذلك لم يكن كافياً للحيلولة دون اندلاع العنف والاشتباكات بين المناهضين والمؤيدين في مدينة لازيو الإيطالية قرب روما، لدفن النازي السابق فيها.

واضطرت الشرطة إلى تفريق المتظاهرين من المعسكرين خاصة بعد وصول تشكيلات من الفاشيين الجدد، ووصول أنباء بقرب انضمام عشرات من النازيين الجدد، خاصة من ألمانيا للقداس والمشاركة في مراسم الدفن.

الجثة في المطار ومفاوضات مُضنية بين العواصم

وبعد صدور قرار إيقاف الدفن، نقلت الشرطة الجثة إلى مطار عسكري قرب العاصمة الإيطالية، في انتظار الوصول إلى "حلّ نهائي" والتخلص من الجثة المزعجة، بعدما رفضت الجهات المعنية الترخيص بإحراق الجثة، ونقلت الصحيفة إن الخارجية الإيطالية عادت لمفاوضة الأرجنتين وألمانيا لاستقبال جثمان النازي السابق، رغم إصرار المسؤولين في البلدين على رفضهم القاطع الترخيص بدفنه على أراضيهم.

حرره: 
م.م