ما وراء التصعيد الأخير
رام الله – زمن برس: في وقت تصعد فيه الحكومة الإسرائيلية من عدوانها على قطاع غزة، الذي كانت تهدد به منذ أشهر تحت مسمى إعادة الاعتبار لقوة الردع الإسرائيلية، توالت ردود الأفعال السياسية ما بين سعي اسرائيل لاجهاض أي اتفاق مصالحة بين حركتي فتح وحماس، أو خطوة أولى لشن حرب اسرائيلية على إيران تكون نقطة انطلاقها قطاع غزة.
المحلل السياسي طلال عوكل أشار في حديث مع "زمن برس" إلى ان شن الحكومة الإسرائيلية عدوانا آخر مكثفا على القطاع؛ هو "احتمال وارد و قوي، إلا انه مرتبط بعوامل معينة منها مدى اقتراب موعد الضربة العسكرية لايران على خلفية ملفها النووي"، موضحا أن اسرائيل "تتحدث عمليا عن شن حرب على جبهات مختلفة تبدأ بقطاع غزة، وما يحدد توقيته هو نجاح المصالحة الفلسطينية".
وقال عوكل ان الوقت نفد منذ زمن بعيد، في إشارة منه إلى عدم انجاز ملف المصالحة، مؤكدا على ضرورة توحيد الصف الفلسطيني في الوقت الراهن، خاصة أن "العدوان الإسرائيلي لا يتوقف على شن حرب على القطاع وحسب، بل ما يطال الضفة من استيطان وتهويد للقدس"، وقال إن " الفلسطينيين متأخرون في مجابهة التحديات الاسرائيلية المتزايدة، والاخيرة تسعى لجرهم إلى الميدان لتفوقها عسكريا."
واعتبر عوكل أن الادارة الامريكية متمثلة بخطاب رئيسها باراك اوباما الأخير في مؤتمر إيباك بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو، "لم تعط أي فرصة للحديث عن ملف السلام، بصفتها عملية تذكّر الناخب الامريكي بالفشل"، وبالتالي فإن التركيز على الملف النووي - محط اهتمام اسرائيل- يمكن لأمريكا ابتزاز الإسرائيليين به.
بدوره قال عضو الكنيست د.عفو غبارية في حديث لزمن برس إن جميع الاشارات تدل على ان اسرائيل تصعد الموقف والعدوان على غزة، من خلال سياسة اسرائيلية مدروسة لحشد رأي عام إسرائيلي تبرر من خلاله شن العدوان الأكبر على ايران.
وأضاف غبارية "ان كل اليمين المتطرف الذي يتبوء سدة الحكم في اسرائيل، متفق جدا على فتح هده الجبهة السياسة الإجرامية ضد مواطنين عزل، وهو الاتفاق السياسي والبند الدي يجمع الائتلاف الحكومي لتحقيق مصالحه في المنطقة، ضاربا بعرض الحائط مصالح الشعوب الأخرى".
وفيما يتعلق بالملف النووري الإيراني وإمكانية شن حرب قريبة ضد طهران، رأى غبارية أن اسرائيل جادة في هذه الخطوة، لكنها ستترك امريكا تنفذها، لأنها لا تستيطع القيام بعمل "أحمق" بمفردها، مشيرا إلى ان "حكومة تل أبيب تهيئ كل الظروف والضغوط وتجمع قواها العالمية للتدخل في هذه الحماقة التي لا تحمد عقباها للمنطقة بأسرها".
ي. ع